الجفاف العاطفي والطلاق بقلم محسن طاحون
علاء سحلول المصريين بالخارجكتب : محسن طاحون
ارتفعت بشكل كبير ومخيف نسب الطلاق في الفترة الماضية ، أو متزوجون يسعون إلى الانفصال والطلاق!!
والغريب في هذا الموضوع أن الطرفين على قدر عالٍ من الاحترام بمعنى أن يكون الرجل مهذب وناجح ومحترم ، وزوجته كذلك مهذبة وناجحة ومحترمة، ولكنهم غير قادرين على إكمال مشروع الزواج مع بعضهما البعض !
وهنا أقول بأن السبب في الطلاق - من وجهة نظري- ليس خيانة أو بخل ولا أي سبب آخر مما يتناوله البعض عن أسباب الطلاق، فالسبب المنتشر حاليًا هو الجفاف العاطفي بمعنى أن طرفا العلاقة الزوجية غير قادرين على إحتواء كلٍ منهما للآخر.
كل طرفٍ لا يعرف كيف يملأ المساحة الفارغة بداخل الآخر ! كل طرفٍ غير قادر على تلبية الاحتياج النفسي والعاطفي للآخر ! كل طرفٍ لا يعرف كيف يحب الطرف الآخر !
ذلك الحب - وإن تحقق- سيمنحه الإشباع العاطفي الذي يطمح إليه، فمن يريد أن يَنجح بيته وتَعُم السعادة أرجاءَه يلزمه أن يُحقق الكفاية لزوجته ، وعليها أن تُحقق الكفاية لزوجها أيضاً ، فالسعادة هي نتاج المشاركة والتوازن في علاقتهما قدر الإمكان.
و ليس المقصود بالكفاية هنا أكل وشرب وملبس وفسح وسفر .. كل هذا جميل ولكنه ليس الأساس ، الأهم والمقصود هو تحقيق الكفاية من حاجتها من الحب والحنان ، واحتياجها للطبطبة والحضن الصادق وقت تعبها ، احتياجها لاحساس الأمان والدفىء .. احتياجها من الفضفضة والكلام .. احتياجها للحظات من الحب والعشق .. احتياجها للحظات من الجنون .. التحدث مع بعضكما البعض عن أحلامكم وطموحاتكم والتخطيط لماهو قادم من أيام ، الإنصات لمشاكلها حتى وإن ظننت أنها مشاكل هينة ، انصتي إليه بقلبك قبل أذنيكي وشاركيه أفكاره وطموحاته ..
فإذا كان الزوج من عشاق مباريات الكرة فلامانع من مشاهدة مباريات الدوري معه ، وإذا كان من هواة لعبة البلاي استيشن فلاحرج من تعلهما ومشاركته، وإذا كانت الزوجة من عشاق المسلسلات التركية الرومانسية، فلاحرج أن تخصص جزءًا من وقتك معها لمشاهدة ما تحبه..
الحياه الزوجية ليست قائمة فقط على بيت تسعى فيه لتوفير الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وتوفير المادة وتربية الأبناء ، بل هي أكبر وأعمق من ذلك فالحياه الزوجية " احتواء" ..
وفي النهاية أوجه نصيحتى لكل الأزواج : احتووا بعض ، احتووا مشاعر بعض ، اظهروا حبكم لبعض ، وتحدثوا لبعضكم البعض بحلوالكلام والذي نحتاج سماعه دوماً مهما تقدم بنا العمر.