أميرة البيطار تكتب... احذروا العالم الافتراضي

في ظل العولمة، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي ، وظهور جيل 5 جي، يتسلل لبيوتنا كل وقت خطر الإنترنت والمواقع الإلكترونية، تلك الشبكة العنكبوتية الافتراضية ، ملايين المنصات حول العالم، عدد لا محدود من المتابعين، والسماوات المفتوحة، أصبحنا في عصر الميتا والعالم الافتراضي المخيف ، انعكس ذلك بدون شك على طبيعة الأسرة، فنجد الأب يتابع النشرات الإخبارية، والأم تتابع حلقات الطهو والحين الآخر المسلسلات الدرامية والأطفال مابين ممارسة الألعاب "جيمز" والحين الآخر وراء الأفلام الكارتونية والمواقع الغير هادفة، أو المناسبة اعمرهم، والتي قد تعكس الضرر لنشاتهم السوية، وتؤثر على أفكارهم، ولاتت تشكل بعض الألعاب على سلوكهم وحبهم للعنف او العزلة، بالفعل لقد فرق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بين الأسرة الواحدة والعائلة خاصة مع انتشار الكورونا، فبعضها أصبحنا نتعرف على المناسبات من خلال شبكات التواصل نلتقى باقات التهاني وبرقيات العزاء على الهواتف المحمولة يسأل كل منا أو من لديه وقت من خلال الكتابة قطعت صلة الرحم، انقطعت الزيارات بشمل ملحوظ وأصبح الأطفال غير مؤهلين نفسيا أو معنويا لوجود عائلة فعلية، وقل الاختلاط الأسرى، والتفاعل عن قرب، والاحتكاك بالآخر، أصبحت ضغوط الحياة والمهام الكثيرة المطلوبة من الوالدين تعرضها بشكل أو آخر للوقوع في أخطاء دون أن يشعرا بذلك،وذلك لانشغالهم الدائم عن تواجدهم بجوار أطفالهم.

أصبح مؤشر ومحرك البحث (غوغل)(google) مصدرا يستعين به الكل للتعامل مع المشكلات سواء كانت تربوية أو نفسية أو حتى عائلية يكاد يكون مفيدا في معظم الأوقات، ولكن فرق شمل العائلة والأسرة الواحدة لأن الاستخدام السيء للانترنت يؤدي إلى قلة التواصل فيما بينهم ،وخلق العديد من المشاكل لأن كل فرد يصبح له مزاجية على حسب الشيء الذي يتابعه وكالإفراط في أي شيء يؤدي إلى الهلاك كذلك وسائل الإنترنت والتواصل، ولا يمكن أن ننكر أهمية الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، كذلك لا يمكننا محو أثرها السلبي على المجتمع ،فقد كان إيجابيا حيث وصل بين الأرض من المشرق إلى المغرب،وعندما استمر التعليم والتعلم أثناء فترة الجائحة في العامين السابقين،فهو سلاح ذو حدين ولكن عندما يصل بنا الحال لتفرقة وتشتت العائلة وعلاقاتها فعلينا توخي الحذر، فيجب تعزيز دور الأسرة متمثلة في الاب والأم في توجيه الصغار نحو اضرار إدمان التواصل الاجتماعي، ويجب أن يمارس الإعلام بمختلف أنواعه نفس الدور في توجيه الرأي العام تحو مخاطر السوشيال ميديا وخطرها على عقل الطفل .

هناك سؤال يطرح نفسه حول إمكانية قطع خدمة الإنترنت عن العالم لدقائق، حتما سيشعر العالم بالعزلة، ربما تنهار البورصة، الاقتصاد، منصات الترويج الكبرى، على بابا، وجوميا، وامازون، خسائر عدة ستترتب على ذلك كم من مصالح حكومية، وشركات خاصة سيلحق بها الضرر، هل سيعود العالم بطبيعته وفطرته إلى التواصل البشري في السابق، ام سيبحث عن مفردات وأساليب أخرى لم نكتشفها بعد، لم يخلق الإنسان وحيدا ،ولكن خُلق ليندمج في المجتمع مع غيره يعيش ويتعايش لأن العلاقات الاجتماعية هامة وضرورية في حياتنا ،ونجدها الآن قد تأثرت تأثرًا ملحوظًا الانترنت بات ضرورة معيشية، وأسلوب حياة حتما، اغلبنا أصبح يعمل عن بعد من المنزل، وتعليم الأطفال في البيت ضرورة الآن بسبب الوباء اللعين ،ولكن بشعور بارد لا إحساس فيه أصبحت كل المناسبات قاصرة على رسالة فقط قد يصل الإحساس بها وقد لا يصل، انما الأكثر خطورة هو فتور العلاقة ربما داخل الأسرة الواحدة بين الأب وأبنائه والزوج وزوجته، أصبحنا جميعا جزء من الشبكة، تحولنا لآلة إلكترونية.

ختاما.. لاشك أننا نحيا زمن إلكتروني، مبرمج، أعلم أن العاصفة أقوى مني ومن الجميع ، وأن رياح التكنولوجيا، والعالم الافتراضي، باتت واقعا في حياتنا، ولكن يجب أن نحمي علاقاتنا وأُسرنا من الضياع، مقومة العزلة، المحافظة على التواصل المباشر، علينا أن نعود كما كنا سابقًا نبحث عن جمع لم شمل عائلتنا وأطفالنا وأهلنا، نجتمع على مائدة واحدة تحت عنوان المحبة وروح الجماعة .