×
19 ربيع آخر 1446
22 أكتوبر 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

سوء الظن ثقافة خبثاء النوايا

المصريين بالخارج

بقلم / محموددرويش

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم)

هو كالفيلسوف هادئ، صامت، يتأمل، يتكلم ببطء ناثراً صمته المبجل بين كلماته، سألني وقال: ما الحل حينما ينعدم إحساس سامعنا بالمعنى الراقص ألماً في أعيننا؟! لا يفهمك، لأنه بالأساس لا يسمعك. جل مشاكلنا هي ناتجه لافتقادنا حُسن الإنصات وحُسن الاستيعاب، وحُسن الإحساس، وحُسن نقل الحديث كما هو بحيث يحتفظ بطهر الصدق فيه، يحتفظ بوجهه الحقيقي دون تزييف أو تحليل فكاهي يجعلك تتساءل كيف يفهم؟! ولا أعرف كل دوافعه الكامنة خلف تزيف ما قلته!
أذكر حينما قالوا عني ما لم أقله، غضبت وغضبي حينها جعلني أقول أنه جهل يتغلف بجهل وخواء يتخبأ وراء مثيله. ولكن مايجب أن نتقبله هو أن لكل منا طريقته في الفهم، الواحد منا يصدق ما يريد أن يصدقه، لذلك تزدهر الأساطير والخرافات وحكايات العائدين وكرامات أصحاب المقامات وتضارب فهمنا وشرحنا للتاريخ وأحداثه.

"ما يستنتجه الحمقى من كلام الأذكياء هو دائما أبعد ما يكون عن الدقة، ذلك أن الأحمق يترجم دون وعي ما يسمعه إلى ما باستطاعته أن يفهمه"! برتراند راسيل.
ما يجب أن نتعلمه هو أن للألفاظ في العادة دلالاتها، وينبغي أن يكون استقبال الذات لها عن طريق هذه الدلالات، لا بالخروج عليها، أو تجاهلها، أو تحميلِها فوق طاقتها. مشكلتنا أننا اعتدنا على أن نضفي على تصوراتنا حول ما "نجهله" لون مفاهيمنا المتعلقة بما "نعلمه"، لذا تجدنا نكره ما لا يستدعي الكراهية لمجرد أننا لا نفهمه، أو نتيجة لترسبات سابقه صدرت عن من سبقونا بالتجارب.

اقرأ أيضاً

نتنافس على الأشياء التي لا تتطلب التنافس، فلي دوري، ولك دورك، تماماً كتعاقب فصول السنة وتغير أحوال الطقس، كل فصل له دورة، تتعاقب الفصول دون أن يعتدي فصل على آخر، كل فصل له زمنه ورائحته وهويته، أيضا كل المخلوقات التى خلقها الله (غير الإنسان) تقوم بما عليها دون مباهاة، تقوم بمهامها بلا ضجيج، حتى ينتهي دورها وترحل إلا نحن البشر.

أخبرني أحدهم أن أساس الاختلاف بين البشر عادة ينتج عن أسباب نفسية أو اجتماعية أو ثقافية تحكمهم، لذا يتفاوت هذا الاستقبال من شخص لآخر، النص نفسه بنفس عباراته قد يثير عند هذا ما لا يثيره عند ذاك! ولكي نعى قيمة فهم الاشياء وفصل أحاسيسنا ومشاعرنا حين الحكم. قال تعالى في سورة النمل : ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ ( النمل: 18).

هل كان يمكن للنملة أن تعذر سليمان وجنوده لولا أنها حاولت فهمهم وفهم واقعهم البعيد عن واقعها. وهذا يعنى أن فهم الأخرين هو سبب في إنصافهم وأن الأذى مهما كان عظيماً لا ينبغي أن يمنعك من فهم الآخرين، فالأذى بالهلاك لم يحجب النملة عن فهمهم وإنصافهم.

سألتُ نَفسي بِلحظة انفِراد وِجداني بينما كنتُ أجوبُ مَمرات الذاكرة العتيقه، مستطرقاً لِكل الأحداث التي مَررتُ بِشقيها المحزن والمفرح. ترى ما الذي يجعلنى أسيء الفهم وأنا أستطيع أن أستوضح الشيء بشكل أدق، نعم أقر ولا أخفي انتمائي لجيل ورث الارتياب، ورث الشك، ورث سوء الظن وسوء الفهم والتسرع في اصدار الاحكام دون تريث.

للفيلسوف "برتراند راسيل" "Bertrand Russell" مقوله راقت لي مفادها: "ما يستنتجه الحمقى من كلام الأذكياء هو دائما أبعد ما يكون عن الدقة، ذلك أن الأحمق يترجم دون وعي ما يسمعه إلى ما باستطاعته أن يفهمه"!

سوء الظن ثقافة خبثاء النوايا محمود درويش

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 04:29 صـ
19 ربيع آخر 1446 هـ 22 أكتوبر 2024 م
مصر
الفجر 04:35
الشروق 06:02
الظهر 11:39
العصر 14:52
المغرب 17:17
العشاء 18:35