×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

عروسة صيني !

عروسة صيني !
عروسة صيني !

بقلم : د.خاطر الشافعي 

يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((إذا أتاكم مَن ترضون خلقه ودينه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)).

وحيث إننا قصَّرنا ولم نفعل ما أُمِرنا به، فقد توالت الفتن، بعدما غالينا في المهور، وها هي الحرب الضَّرُوس قد اشتد أُوَارها، ونحن ساهون ومهملون ومُقصِّرون، وأعداء الأديان السماوية والفطرة السوية يحيكون لشبابنا شباك الهوى والرذيلة ، فها هو الخبر يقول: "قامت شركة صينية بتسويق (دمية جنسية ؛ عروسة صيني) في عدد من الدول العربية، وخاصة في منطقة شمال إفريقيا، وتتوافر حاليًّا بكميات كبيرة في الأسواق التونسية والمغربية، يأتي ذلك تزامنًا مع تزايد معدَّلات تأخر زواج الشباب بالمنطقة العربية بسبب الظروف المالية والسياسية والاجتماعية، التي سبَّبت تفشِّي الظاهرة خلال الأعوام الأخيرة، وقد قدمت الشركة المنتجة للدمية خِدمات مميزة مضافة، بناءً على طلب العميل، وأكدت أن الأشكال المطروحة من الممكن أن تكون على هيئة ملكات جمال شهيرات، أو عارضات أزياء ونجمات غناء.

ولا تلبّي هذه العروسة الصيني الرغبات الجنسية لأي شخص يريد مضاجعتها؛ إذ ترفض الاستجابة للغرباء وتقتصر على مشتريها فقط، ومن مميزات الدمية أن ملمس الجلد المصنوعة منه يُوحِي بأنه جلد امرأة حقيقية، ولا يختلف عنها كثيرًا، أما هيكلها وتفاصيل جسدها فهي مصممة على الكمبيوتر بحيث يصعب التفريق بينها وبين أي امرأة عادية خاصة في الظلام.

إذًا؛ ها هي طبول الحرب تدقّ بعنف ، وأبواب الرذيلة تتزين للشباب في ثوبٍ جديد بدعوى إشباع رغباتهم بطريقة آمنة ، لتخرق ما تبقى من ثوب العفّة والفضيلة، وكأنها لم تكتفِ باتِّساع الخرْق على الراقع، فهاجت وماجت وسط إهمالنا وتقصيرنا . 

ما المطلوب منا إذًا؟

ينبغي أن نقف علي حقيقة أنَّ مغالاة الأسر في المهور، فتحت الباب على مصراعيه لانحرافات شتى في التفكير والسلوك، وجاءت لهم (الدُّمية الجنسية) لتفتح أمامهم أبواب الانحراف أكثر وأكثر، فعزفوا عن الزواج الشرعي؛ إذ إن الإغراءات التي وضعها منتجو هذه الدمية القميئة ما كانت لتجد صدى بين شبابنا لو تيسرت لهم طرق العفاف الشرعية في زواجٍ شرعي به تستقيم النفس وتصفو الحياة.

يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا... ﴾ [الروم: 21]؛ أي: خلق لكم من جنسكم إناثًا تكون لكم أزواجًا ﴿ لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]؛ يعني بذلك حواء، خلقها الله من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر.

ولو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكورًا وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم، إما من جان، أو حيوان، لَمَا حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس، ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة، ورحمة وهي الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمة بها، بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما، وغير ذلك؛ ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

أي مودة إذًا مع تلك (الآلة القميئة)؟!

إنه الوهم القاتل والخيال الفتَّاك، والفتنة الدهماء، التي ينبغي علينا الوقوف على الطرق الموصلة إليها؛ وأهمها:

1- البعد عن الدين.

2- تقزيم القِيَم والمبادئ والأخلاق.

3- تأجيج الشهوات بوسائل لا تخفى على أحد.

4- مغالاة الأسر في المهور.

5- التشبُّه بمن لادين لهم ، مع أنَّ الأصل في أي (نفس إنسانية سوية) أنْ تعفَّ عن كل ما لا يتفق والفطرة السوية، فما بالنا بالدين الحق الذي أعلى قيمة الإنسان، وصان نفسه وكرامته؟!

ألهذه الدرجة يكون الإنسان ظلومًا جهولاً؟!

6- التقليد والجري وراء (الموضة) بفتح أبوابنا لمن ينهشون بأفكارهم الخبيثة قِيَمنا ومبادئنا.

(آن لزمن النعام أن يولي)، فلا حياء في المعرفة لدرء الفتن، وتوعية أبنائنا حتى لا يقعوا في هذا الفخ الرهيب، ويصيروا أسرى لـ (إدمان جنسي مقيت ومعيب)، فتداهمهم الأمراض الجنسية بما فيها الضعف الجنسي، فلو حدث وتزوَّجوا سيصير مصير زواجهم الفشل الذريع؛ إذ إنهم لن يجدوا في الزوجة ما رأَوه في العروسة الجنسية من صورةٍ أو فعل.

الوقاية تكون بفكرٍ سويٍّ سليم، يتفق ومعايير الرقي الإنساني قولاً وعملاً، وعظمة ديننا، وحثت عليه كل الأديان السماوية ، وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، فلا يفلُّ الحديد إلا الحديد، فينبغي أن نفطن إلى تزكية فكر شبابنا ، ونعزِّز لديهم القيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة .

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:58 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17