سر توحش كورونا
بقلم الكاتب : مصطفى كمال الأمير
توحش فيروس كورونا مؤخرًا أدي إلي زيادة عدد الاصابات والوفيات والذي يعد شيئًا غريبًا ومحيرًا .. علي الرغم من درجات الحرارة العالية في مصر حاليًا.
فبعد شهرين من إغلاق المطارات والمحلات التجارية وحظر التجول الليلي والعزل الصحي للقادمين من الخارج في جسر جوي والذي تم من خلاله نقلهم من دول العالم إلي وطنهم مصر وتسكينهم لإسبوعين حجر صحي في فنادق مرسي علم أو المدن الجامعية وبيوت الشباب.
وهناك إحصائية أبرزتها منظمة الصحة العالمية تقول أن خمسة ملايين إصابة كورونا في العالم حالياًثلثهم في أمريكا تليها روسيا، شفي منهم إثنين مليون بنسبة 40% وتوفي 325000 بنسبة 6.5%، مصر بها إصابة 15000 إصابة منهم 700 حالة وفاة ثم دخلت الهند والبرازيل في دوامة الوباء.
ورغم ذلك خففت حكومات غرب أوروبا من اجراءات كورونا بإعادة فتح المدارس والنشاط الرياضي بعد تراجع معدل الوفيات وإصابات فيروس كورونا بهولندا من متوسط 150 وفاة يومياً إلي عشر حالات فقط مع إصابات أقل منذ شهرين بإجمالي إصابات 44000 وفيات 5680، وأعلنت الحكومة الهولندية إجراءاتها الجديدة لتحفيز الاقتصاد وإعادة الحياة إلي طبيعتها بعد أزمة كورونا كما قررت الحكومة الهولنديةإعفاء المتاجر والصيدليات من ضريبة btw الضريبة المضافة 21% علي الكمامة الطبية، ممايجعلها في سعر مناسب للمواطنين بدلاً من استغلالهم من جشع التجار. وتم تأجيل تنفيذ قانون التبرع بالأعضاء في هولندا والذي كان مقررًا له في الأول من يوليو القادم.
ومن الغريب أن هولندا كانت تمنع النساء المسلمات من ارتداء النقاب بوسائل النقل العام والمصالح الحكومية لكنها فرضته إجباريًا ( الماسك ) بعد كورونا والغرامة390 €، ولكن هناك تقصيرًا واضحًا من الحكومة الهولندية في أزمة كورونا والذي يعد مثيرًا للتعجب حيث أنهاقامت بتعويض اصحاب الأعمال ودفع الإيجارات وأجور العاملين لديهم وإعفائهم من الضرائب لمدة ثلاثة شهور خلال أزمة كورونا؛ لكنها تقاعست عن توفير الكمامات الطبية للمواطنين رغم فرضها إجباريًا في المواصلات والأماكن العامة من بداية يونيو وتصرفت بطريقة أفضل أثناء عدوي الأنفلونزا المكسيكية h1n1 عام 2009.
وبرغم الخسائر الإقتصادية الفادحة لكن أزمة كورونا حسنت البيئة وجعلتنا نتبني حملة لنظافة وصيانة مدننا وبيتنا وأيضًا أدي هذا إلي إصلاح علاقتنا مع ربنا وأبنائنا وعائلاتنا وجيرانا، ولقد أسدي كورونا إلينا معروفا كبيرًا بأنه رحمنا من التباهي الزائف والتصوير في موائد النفاق الاجتماعي في إفطار رمضان وتناول الإفطار والسحور مع أناس متلونة يأكلون معك لكنهم يأكلون فيك بعد غيابك.
كما أن كورونا ساعدنا أيضًا علي تغيير أسلوب حياتنا حتي سلامنا باليد والأحضان والقبلات والأخطر كان سلام الخشم في الإمارات ودول الخليج .. بالإضافة إلي أن المساجد في أوروبا وأمريكا تواجه حالياً أزمة مالية طاحنة لنقص التبرعات بسبب هذا الوباء، لذا يجب علي السفارات العربية والإسلامية المساعدة في دفع الايجارات والتكاليف الشهرية.
ولقد أغلقت المساجد بسبب هذا الوباء مما أضطر المسلمين للصلاة في بيوتهم لكن زوجاتهم فاجأتهم بصناديق للتبرع والنور، كذلك أغلقت الكنائس فوجد المسيحيين زوجاتهم أيضاً مع كرسي الاعتراف في بيوتهم وهنا أوجه سؤالا خاصًا للملحدين : بماذا نفعكم إلحادكم فيما يخص وباء كورونا ؟ إنكم دعوتم الله بالشفاء والنجاة من فيروس لا ترونه حتي بعيونك، لم ينفعكم كفركم ولا شيطانكم توبوا الي الله ربنا وربكم..
نعود لعنوان المقال عن سر توحش كورونا في مصر خلال شهر رمضان، وإصابات طالت وزراء سابقين ومحافظين ونواب برلمان مع الأطباء وأطقم التمريض، هل للصيام علاقة بالأمر؟ أم حدث تهاون واستهتار مجتمعي في مصر بعد شهرين من الحجر الوقائي؟ مع بيع الكمامات المغشوشة في إشارات المرور؟ هذه المهزلة التي يجب وقفها فورًا والقبض علي هؤلاء وغيرهم من المستهترين بصحة المصريين، مع نزول الجيش بكمامات طبية بسعر التكلفة في منافذ التوزيع بحد أقصي كمامتين لكل مواطن أو توزيعها بالمجان مع حصص بطاقات التموين.
ولكن علي العكس من مصر تمامًا فقد اتخذت دولة المغرب الشقيق إجراءات وقائية من كورونا بمنع الخروج للشارعإلا بتصريح كتابي من الدولة لفرد واحد من العائلة سواء للعمل والتسويق، ربما تضطر الحكومة المصرية لإتخاء إجراءات مشابهة طالما فشل الوعي لدي بعض أفراد الشعب .
وعلي الرغم من رفض العرب والمصريين الأحرار التطبيع مع دولة الاحتلال اسرائيل إلا أنهم قبلوه مع فيروس كورونا وهنا عزيزي القاريء سؤال المليون دولار: كيف عجز العالم كله عن اكتشاف علاج لفيروس كورونا الذي يقتله الماء والصابون ؟الإجابة ربما تحملها قادم الأيام أو في المقال القادم بإذن الله.


















