مسيرة بطولة واستشهادالأسطورة الرائد "محمد زرد"
كتب : سامح طلعت
الشهيد محمد زرد هو بطل الاستلاء علي النقطة الحصينة 149بخط بارليف في نصر أكتوبر ، رئيس عمليات لإحدى وحدات كتائب المشاة باللواء 54 فى الفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفى ـ الجيش الثالث الميدانى، تخرج من الكلية الحربية: 21 فبراير 1966، بمجرد تخرجة من الكلية الحربية عام 1966 م كان ضمن القوات المصرية العاملة في حرب اليمن و مكث بها لمدة عام.
مصاب في عظام فخذه من اليمن تلك الإصابة التي كانت سببًا في استصدار قرار من قيادة القوات المسلحة بإبعاده من الوحدات العسكرية المقاتلة، وإسناد مهمة أخرى إليه وهى التدريس بمدرسة المشاة. وهناك أدى عمله على الوجه الأكمل في الوقت الذي ناشد فيه القيادة بالسماح له بالعودة إلى التشكيلات المقاتلة للمشاركة في الاستعداد لمعركة الثأر والكرامة المرتقبة. وأخيرًا حقق الله أمنيته لاسيما بعد أن عادت ساقه إلى حالتها الطبيعية.
ألحق البطل بإحدى وحدات المشاة في نطاق الجيش الثالث الميداني في الجبهة على حافة قناة السويس مباشرة أمام النقطة الاسرائلية 149 في يوم 6 أكتوبر من عام 1973 م كلفت القيادة المصرية السرية الأولى من كتيبة الشهيد محمد زرد بتنفيذ عملية اقتناص الدبابات حول النقطة. وعندماالضربة الجوية التي افتتحت مجريات المعركة، ومع التمهيد النيراني للمدفعية المصرية المركزة بدأ التنفيذ بدفع مجموعات اقتناص الدبابات التي كانت أسبق من العدو في احتلال مصاطب مرتفعة وفى يوم السادس من أكتوبر من عام 1973 م كلفت القيادة المصرية السرية الأولى من كتيبة الشهيد محمد زرد بتنفيذ عملية اقتحام وتدمير النقطة الحصينة 149 والتي سبق لها التدريب على تنفيذها مرات عديدة قبل السادس من أكتوبر.
وتحدد للتنفيذ الساعة الثانية والثلث من يوم 6 أكتوبر ومع بدء الضربة الجوية التي افتتحت مجريات المعركة، ومع التمهيد النيرانى للمدفعية المصرية المركزة بدأ التنفيذ بدفع مجموعات اقتناص الدبابات التي كانت اسبق من العدو في احتلال مصاطب الدبابات حول النقطة. وعندما وصلت احتياطيات العدو القريبة من المدرعات كان أبطال مصر من رجال اقتناص الدبابات المترجلين في صبر ورباطة جأش في انتظارهم بصواريخهم الموجهة فتم تدمير ثلاث دبابات مما أدى إلى فرار باقى الدبابات وانسحابها شرقًا كانت المسافة بين خندق زرد ورجالة وبين النقطة الحصينة لا تتعدى المائة متر ولكنها منطقة مكشوفة وشديدة الخطورة.وبنى زرد خطته على التقدم بمفرده إلى منتصف المسافة زاحفا ثم ينهض ويركض بأقصى سرعة إلى دشمة العدو.
وبالفعل بدأ في الزحف لأعلى بأقصى مايملك من قوة وهو لا يملك إلاعدد قليل من القنابل اليدوية وسلاحه الشخصى مسدس من عيار 9 مم.
وعند منتصف المسافة تقريبا نهض زرد وبيديه قنبلتان كان قد نزع فتيلهما وركض في اتجاه دشمة العدو والقى قنبلته الأولى في المزغل الأول. ثم اتجه بسرعة إلى المزغل الاخر ليلقى فيه بقنبلته الثانية ليسكت هذا الرشاش اللعين ويهوى البطل بجسدة على فتحة المزغل وهو يضغط بكف يده على احشاءه ليعيدها إلى مكانها بعد أن أصابت دفعة رشاش كاملة بطنه وأحدثت بها فجوة بجدار بطنه وبعد أن صمت الرشاش الإسرائيلى يلتفت البطل إلى جنودة بصعوبة بالغة وينادى عليهم: اعبروا فوقى اصعدوا لأعلى اكملوا عملكم طهروا النقطة وأخيرًا أمر االمقاتل سمير رجاله بنقل قائده الجريح وبالفعل تم نقلة على وجه السرعة غرب القناة حيث تعهدته أيدى أطباء مستشفى السويس في محاولة لانقاذ حياته.
وفى مستشفى السويس فعل الأطباء كل ما في وسعهم لإنقاذ البطل ولكن الله سبحانه وتعالى كان قد أعد له منزلة عالية تليق بفدائيته وتضحيته ففاضت روحه إلى بارئها.
حصل الشهيد محمد زرد علي نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى في يوليو 1970 م، نوط التدريب من الدرجة الأولى في أبريل 1971 م، العديد من شهادات التقدير من وزير الحربية، وقائد الجيش الثالث، وقائد التشكيل، وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى في فبراير 1974 م، وسام الشجاعة الليبي في فبراير 1974.


















