×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

الربيع الأمريكي في زمن الكورونا

الربيع الأمريكي في زمن الكورونا
الربيع الأمريكي في زمن الكورونا

بقلم الكاتب : مصطفى كمال الأمير 

يوم لن تنساه أمريكا أبداً في تاريخها القصير، حدثت فيه جريمة قتل جورج فلويد في مينيابوليس من شرطة ولاية مينيسوتا الأمريكية، اشتعلت بعده نار ثورة الاحتجاجات من السود والأقليات ضد العنصرية والظلم من البيض الأوربيين وتضامن معها مدن أوروبا والعالم، واانتقلت إلي فرنسا في قضية آداما تراوري الذي قتلته الشرطة هناك عام2016، وعودة السترات الصفراء لشوارع باريس تحولت بعضها الي حرق سيارات الشرطة وسلب ونهب للمتاجر والمولات التجارية.

كل ذلك حدث في زمن حكم ترامب فقد انقسم الشعب على  نفسه، حتي داخل حزبه الجمهوري توجد انقسامات، فقد حرق الغاضبين منهم علم بلدهم وربما ينقسم جيش أمريكا أيضًا، من الممكن انشقاق وحدات وأساطيل من الجيش الأمريكي الأقوي عالمياً بعد رفض مارك إسبر وزير الدفاع قرار ترامب نزول الجيش للمدن والشوارع لإخماد نار الاحتجاجات والاضطرابات العنيف وانتقاد وزراء دفاع سابقين لأمريكا إدارة ترامب للأحداث المتدهورة التي ارتفعت للمطالبة بعزل ترامب بعد خسارته لدعم الميديا والإعلام الأمريكي من قنوات التلفزة والصحف حتي حليفته قناة فوكس نيوز. 

لأول مرة في تاريخ أمريكا القصيريقوم مواطنيها الغاضبين بحرق علم بلدهم الولايات المتحدة في واشنطن أمام قصر الرئاسة في البيت الأبيض مقر الرئيس ترامب، الذي طالب قبل ذلك بسجنهم وسحب الجنسية منهم، كما حطموا تمثال جورج واشنطون مؤسس الاتحاد الفيدرالي الأمريكي التي تحمل العاصمة الأمريكية الحالية اسمه في مشهد شبيه بما فعله الأمريكان في تمثال صدام حسين في بغداد والعراق وتمثال القذافي في ليبيا. 

وفي مشهد غريب عجيب قامت الشرطة الأمريكية بمطاردة مواطن أمريكي سيطر علي دبابة للجيش الأمريكي، وصف ترامب  هذه التظاهرات السلمية بالمؤمراة والمشاركين فيها باللصوص والغوغاء ومنظمة أنتيفا السارية، وأمر الشرطة والجيش بمواجهة الشعب الغاضب، والدليل حدوث مظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض واجهتها الشرطة الأمريكية بالخيول وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، خرج بعدها ترامب للتصوير أمام كنيسة القديس جون رافعاً الإنجيل. 

أين منظمات حقوق الإنسان الدولية والمدافعين عن الديمقراطية؟ فقد حاول المتظاهرين إقتحام البيت الأبيض أثناء إلقاء الرئيس الأمريكي خطابه. 

عشرة آلاف أمريكي قبضت عليهم الشرطة في أسبوع واحد (ربعهم في لوس أنجلوس ) من المظاهرات المستمرة في الولايات المتحدة زعيمة العالم "الحر" مع انتشار حيازة وتجارة السلاح في أمريكا( 400 مليون قطعة سلاح )، أكثر من عدد المواطنين في 50 ولاية أمريكي، أتوقع سقوط الآلاف من الضحايا من المدنيين الأبرياء في حال اندلعت الحرب الأهلية هناك، مع اتفاق الأفارقة الأمريكان سواء مسلمين أو مسيحيين وغيرهم من اللاتينوس والعرب الامريكان علي ضرورة إصلاح نظام العدالة والقانون الأمريكي وإحياء حلم مارتن لوثر كينج والذهاب لواشنطن في أغسطس القادم لمواصلة الدفاع عن حقوق السود. 

وفي تصريح ناري من لويس فاراخان زعيم أمة الإسلام في أمريكا " ليس لدينا مسدسات وأسلحة مثل الجيش لكننا حصلنا على وعد من الله بالانتصار في  معركتنا "هنا سؤال هام عن موقف الجالية المصرية الكبيرة ومصيرها في أمريكا بلاد العم سام الغارقة في وباء كورونا ونار الثورة، ما هو سر التأييد الأعمي للبعض من الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا وأمريكا حتي للجماعات اليهودية هناك، رغم معاداتهم للأجانب وقوانين الهجرة في الغرب. 

الشرطة الأمريكية قتلت جورج فلويد بولاية مينيسوتا وأشعلت نار الثورة بكل الولايات الخمسين في أمريكا، فكما يقال بالمثل الشعبي طباخ السم بيدوقه، الممارسات العنصرية في أمريكا من أفراد الشرطة البيض ضد المواطنين السود تماماً مثل عنصرية الإسرائيليين ضد الفلسطينيين العرب، بعدما فرحوا بذهاب باراك أوباما وهيلاري كلينتون لكن خلفهم ترامب الذي ضم مدينة القدس لإسرائيل. 

انهارت الصورة الوردية إذن التي قدمتها أفلام هوليوود عن نظام العدالة الأمريكي وتقديم ضباط الشرطة في صورة أبطال يحاربون الجريمة بكل نزاهة وشرف، لم يصف إعلام الغرب حتي الآن ما يحدث بالربيع الأمريكي كما وصفوا ثورات العرب 2011/2019 بالربيع والورود، بعد ربيع أمريكا من القادم ؟ تركيا قطر أو إسرائيل، العنصرية الأمريكية في أبشع صورها، أجدادهم البيض سرقوا أرض قبائل الهنود الحمر وقتلوا الملايين منهم لإحتلال قارة أمريكا ثم استعبدوا ملايين الزنوج من أفريقيا السمراء مات نصفهم في الطريق بحراً لأمريكا، وألقوا جثثهم في المحيط من سفن القراصنة وتجار العبيد. 

عيد استقلال امريكا هذا العام الشهر القادم يوم 4th of july 2020، وبعد 244 عاماً من اتحادها، ربما يشهد تفكيكها وسقوط ترامب بعد جنازة جورج فلويد ضحية الشرطة في مينيابوليس شرارة الأحداث الدامية التي بدأت بسبب تافه هو الشك في تزوير ورقة مالية فئة 20 دولار لكنها دمرت اقتصاد أمريكا كلها. 

أمريكا احترقت بنار الظلم والعنصرية والفقر والبطالة الزائدة بعد وباء كورونا، تم تخريب وحرق عشرات من سيارات الشرطة وحوادث سلب ونهب في ولايات أمريكا المغلقة منذ شهرين مع 110 ألف حالة وفاة واثنين مليون إصابة بالكورونا الذي تسبب في انهيار اقتصاد أمريكا وربما يتفكك الاتحاد الفيدرالي لخمسين ولاية شاسعة غنية بالموارد الطبيعية، ولكن تلوح الأفق بإشعال الحرب مع الصين علي خلفية وباء كورونا لضمان إعادة انتخاب الحزب الجمهوري  في نوفمبر القادم علي حساب منافسه عن الحزب الديموقراطي. 

جريمة قتل جورج فلويد ليست الأولي في تاريخ أمريكا لكنها ربما تكون الأخيرة ، لقد كان وباء كورونا مثل القشة التي قصمت ظهر  راعي البقر الأمريكي. 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:15 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17