×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

الطب الشعبي بين الحقيقه والوهم

المصريين بالخارج

كتب دكتور هشام محمد علي استشاري التغذيه العلاجيه والطب التكميلي و النباتات الطبيه 
 

طب العطارين غنى له المطربون في قصائدهم «الطب الشعبي» فهو اصل الطب قبل ان يظهر كعلم وهو طقس عند كثير من الشعوب التي تعمل بالسحر والكهانة، فهو معتقدات وسلوك الناس نحو المرض والافكار السائدة حول مسبباته وردود الافعال التي تبدو في سلوكهم وتصرفاتهم لاستخدامه، وذلك خارج نطاق الطب الحديث، وهو بذلك يمثل جزءاً من نسيج الثقافة الشعبية الذي تختلط فيه الخبرة والتجربة الجمعية المتراكمة، كما تختلط فيه الاعتقادات بما قد يشوبها من شوائب وهو بذلك نسق طبي متكامل يشمل المعتقدات والممارسات، وعليه فإننا نعرض لكم اليوم بعضاً من الحقائق حول طب العطارين الذي لاحظنا ان الاهتمام به يعد جزءاً من الاهتمام بالثقافة الشعبية ككل خاصة في منطقتنا العربية، فقبل ان يعرف الناس شيئاً اسمه الطب الحديث كان الطب الشعبي هو الموجود فقط، ولما دخل الطب الغربي المسمى بالحديث كل المجتمعات بطريقة او بأخرى بدأ الطب الشعبي يتراجع في مناطق كثيرة حتى وصل الى مرحلة تجاهله تماماً.عرف الطب الشعبي بتلك التسمية لانه من تجربة الشعوب فيما يتداولونه بينهم فتتوارثه الاجيال جيلاً بعد جيل. ويستند هذا النوع على ما تخرج الارض باذن ربها من اعشاب، وهذا يعتبر المصدر الأساسي والشائع للعلاج في الطب، وقد برع المسلمون في هذا المجال وألفوا الكتب والمجلدات فحفظوا لنا هذا التراث القيم. وكان من بين هؤلاء ابن سينا وابن البيطار وغيرهما من الاطباء العرب وبعد مرور السنين وتطور الطب الحديث اتضح ان في استخدام الكثير من العقاقير والكيميائيات آثاراً جانبية كثيرة والبعض منها مجرد مسكنات لذا نجد ان كثيراً من دول العالم المتقدم منها في مجال الطب الحديث وتلك التي لم تقطع شوطاً كبيراً في مجال الطب قد عادوا الى العلاج بالأعشاب الطبيعية. بمعنى آخر ان هناك عودة قوية الى طب الاعشاب، اذ انه في استخداماته يسر وسهولة وفائدة عظيمة وان اعراضه الجانبية ليست كمثل ما هي في الكيميائيات الصناعية، وهذا لا يعني ان الطب الحديث لا يجدي ولكن كل له اختصاصه فهما يكملان بعضهما البعض طالما انه في صالح هذا الانسان المريض. وليس معنى ذلك ان الاعشاب كلها مفيدة وطيبة لكن هناك بعض الاعشاب فيها السموم وفيها الموت وكثير من المهرة في طب الاعشاب يعرفون تلك الاعشاب فيها والشجيرات فلا يصفونها لمرضاهم ومن امثلة الاعشاب التي لها فوائد كبيرة الحبة السوداء والتي وردت فيها روايات نبوية شريفة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم «الحبة السوداء دواء لتسعة وتسعين داء الا السام» والرواية الاخرى التي تجمع عدة اصناف من الاعشاب في حديث واحد وهو قوله صلى الله عليه وسلم «السنا والسنوت. قالوا: هذا السنا قد عرفناه فما السنوت؟ قال: ان شاء الله اعرفكموه» قال عروة: ونسيت الثالث السنوت وهو الكمون، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم «عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء الا السام» وهكذا لو بحثنا في امهات الكتب لوجدنا الاعشاب كثيرة جداً ولا تحصى. نعمة أم كارثة؟ تجارة الأعشاب سوق رائجة بلغت حجم مبيعاتها عام 1999 في أوروبا 7 مليارات دولار وفي أميركا تجاوزت اليوم 30 مليار دولار لماذا؟ لأن العودة للطبيعة تهز بقوة عرش الطب الحديث، وتجد صدى واسعاً لدى من عجز التقدم العلمي بكل إمكانياته عن شفائه أو من يبحث عن العلاج بقروش زهيدة.. ولكن لا شك أن تداول الأعشاب يحتاج لوقفة علمية واقتصادية وسياسية. في مصر تخرج إعلانات الأعشاب الطبية بادعاء أنها تعالج جميع الأمراض. أكثر من 100 صنف يستخدم في الطب الشعبي بشكل عشوائي ويدفع الشعب المصري الثمن من صحته وماله جريا وراء آمال خادعة وحلم بالشفاء.. لذا وضع خط أحمر حول هذه الممارسة الطبية العشوائية وتمت المطالبة بمزيد من الضوابط لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المستهلك في سوق الأعشاب. وعلى الرغم من صدور 4 قرارات لوزير الصحة منذ عام 1997 لتنظيم فوضى الأعشاب ما زال الطريق طويلا لدراسة جميع الأعشاب الطبية المتداولة بشكل علمي سليم وتحديد سلامتها وفاعليتها وأمان استخدامها. من الدواء ما قتل ويوضح د.أسامة الطيب أستاذ الميكروبيولوجي بكلية الصيدلة القاهرة ان الطب البديل له شعبية كبيرة بين المصابين لأسباب اقتصادية واجتماعية. والقضية الآن هل تعتبر الأعشاب الطبية غذاء أم دواء أم مكملات غذائية؟ وهل تخضع لضوابط سلامة الغذاء أو الدواء؟ الواقع يقول ان كيفية تحضير الأدوية العشبية وتداولها وطريق توزيعها وكذلك أسباب وكميات تناولها تختلف تماما عن تعامل المريض مع الدواء. وفي كثير من الأحيان تتعرض الأعشاب أثناء عملية انتقالها من الأرض للعطار ثم للمستهلك لعوامل التلوث خاصة عندما يتعلق الأمر بصغار المنتجين الذين يزرعون بعض هذه الأعشاب مثل الكمون ثم يتركونها تجف على سطح حظيرة المواشي فينتشر بها ميكروب E-COLI سواء في مراحل الإعداد أو التخزين أو التوزيع. الأمر يحتاج لأسلوب علمي لتصل هذه الأعشاب الطبية بشكل سليم للمستهلك. أما بتجمع هذه الأعشاب ومعالجتها صناعياً أو تطهير المواد الخام أو المنتج النهائي سواء بمعالجتها إشعاعيا أو بالغازات. ولكن هذا الحل الصناعي سيرفع بالطبع من ثمن هذه الأعشاب ويقلل من ثبات العناصر الحيوية بها ويخفض من فترة الصلاحية أو يؤثر على النكهة الخاصة بها. ويضرب د.أسامة مثالا على خطورة التهاون في معالجة الأعشاب بتعرضها لسموم «أفلاتوكسين» وهي مواد سامة تفرز أثناء نمو بعض الفطريات وهي سامة للكبد وتعد أيضاً مسببة للسرطان. وخطورة هذه السموم تكمن في تواجدها في أعلاف الحيوان وانتقالها للإنسان عبر حلقة الغذاء فتسبب له مشاكل صحية. على المكشوف ويشير د.محمد الضوي أستاذ الصيدلة بجامعة طنطا إلى تقرير نشرته هيئة الأغذية والأدوية الأميركية FDA على شبكة الإنترنت يوم 19 أبريل 2001 يتضمن تحذيرا للمستهلك من بعض الأعشاب الطبية بعد حدوث حالات تسمم ووفاة في كاليفورنيا.. وتضمن التقرير قواعد لتحديد أمان وسلامة الأعشاب المستخدمة للعلاج لتأمين المستهلك. ويوضح د.الضوي ان سوق الأعشاب في أميركا تنظمها بعض القواعد وأن كانت لا توجد على المستوى العالمي ضوابط خاصة بالأعشاب الطبية.. ولكن FDA تصر على إتاحة جميع المعلومات للجمهور.. وهذا بالضبط ما حدث عندما نشر التقرير على الإنترنت. والواقع أن صياغة القوانين تحتاج لكل الأطراف في هذه القضية.. ولهذا لابد لصغار المنتجين والمصنعين والجمهور والخبراء المتخصصين أن يصلوا معاً لضوابط.. ومعهم جمعيات حماية المستهلك التي تلعب دوراً مؤثراً قبل صدور القرار النهائي.. ولا بد لمصر أن تتوافق مع قواعد الاستيراد العالمية من أجل تصدير الأعشاب المصرية والتي تخضع لاختبارات دقيقة من المستورد. ويقول د.عبدالقادر سيد أحمد العميد الأسبق لكلية صيدلة القاهرة ان منظمة الصحة العالمية أصدرت حديثاً أول مجلد عن النباتات الطبية شائعة الاستخدام وانتهت من اعداد المجلد الثاني.. وهي تضم معا دراسات عن 85 نباتا طبيا حتى تتمكن كل دولة من وضع معاييرها الخاصة لتنظيم التداوي بالأعشاب والواقع أن كثير من الدول تراجع الآن موقفها في هذه القضية وتسعى لوضع مزيد من الضوابط. ولهذا خصص الرئيس كلينتون عام 1998 ميزانية هزيلة.. لقضية قومية. وأمام هذه الميزانية الضخمة تجد الباحثين المصريين «أسرى» ميزانية ضئيلة قدرها 10 آلاف جنيه سنويا لدراسة مأمونية الأعشاب الطبية الموجودة في السوق المصري والمشروع المهم الذي تموله جامعة الإسكندرية مشكورة يحتاج لميزانية ضخمة ولمساهمات الجهات العلمية في مصر لأنه يتعرض لصحة الإنسان المصري الذي يتعامل بشكل متزايد مع هذه الأعشاب دون دراية بآثارها أو أخطارها المحتملة. تقول د. سوسن المصري أستاذ العقاقير الاعشاب «المعبأة داخل أكياس وتستخدم للمغص أو الكحة أو مهدئ» غير مسجلة في مصر كدواء وإنما تعد مكملات غذائية، وبالتالي لا تنطبق عليها شروط تسجيل الدواء من ناحية إجراءات الأمان والفاعلية والثباتية (أي عدم تغير المنتج خلال فترة الصلاحية المحددة له). وهناك أكثر من مكون وقد تضم أحيانا عشرة مكونات مما يعقد عملية تقييم هذه المنتجات. ثانيا: منتج الأعشاب الطبية هو الذي يحدد فترة الصلاحية لهذه الأعشاب الطبية تكتب بطريقة عشوائية ويقال فيها أنها تعالج جميع الأمراض كما أنها لا تتضمن أي آثار جانبية أو تحذيرات لفئة معينة كالحوامل مثلاً أو المرضعات أو حتى كبار السن والذي تختلف لديهم عملية التمثيل الغذائي عنها في الشباب. على سبيل المثال فإن العرقسوس من المكونات الموجودة في أكثر من 70% من الشايات الطبية ورغم ذلك لا تتضمن النشرة أي تحذير من هذه العشب الذي يرفع ضغط الدم وبالتالي فالمفروض ألا يتناوله مرضى السكر أو مستخدمو أدوية القلب ومدرات البول. وهناك أيضاً عشب الجنسينج الذي لا يستخدمه الأطفال أو البالغون أقل من 40 سنة ومع ذلك يوجد في السوق المصري أكثر من مستحضر للأطفال.. وتطالب د.سوسن المصري بإنشاء هيئة مصرية لمتابعة مأمونية الأدوية بعد طرحها في السوق. ففي إنجلترا مثلاً يتابع الأطباء التأثيرات المختلفة للأعشاب الطبية التي يصفونها مع مرضاهم ويرسلون تقارير عنها لهيئة متابعة مأمونية الدواء والتي تقوم بدورها بتجميع البيانات ونشرها في المجلة الطبية البريطانية حتى يتم التعرف على جميع آثار الجانبية للدواء حتى بعد طرحه في السوق وعدم الاكتفاء بالدراسات التي أجريت عليه قبل إنتاجه. وفي مصر فإن الدراسات تتم على أكثر 20 دواء عشبياً الأكثر شيوعا لدينا فقط. كما أن المستحضرات المستوردة الوافدة إلينا من الخارج كالهند مثلاً لا يمكن تقييمها على نحو علمي سليم لأن معظم خلاصة النباتات الموجودة بها تعتبر مجهولة بالنسبة للباحث المصري. ونتعجب عندما نعلم أن تحليل عينة واحدة من سموم «أفلاتوكسينتم» يتكلف 250 جنيهاً في حين أن ميزانية مشروع جامعة الإسكندرية تقتصر على 10 آلاف جنيه سنوياً.. فكيف إذًا تتم دراسة أكثر من 100 مستحضر يستخدم في الطب الشعبي بمصر. لهذا تدعو تم «أخبار اليوم» تم لزيادة ميزانية المشروع واعتباره قضية قومية. وهذا أيضاً ما يطالب به د.كمال البتانوني خبير البيئة ورئيس الجمعية النباتية. الحذر مطلوب ذكر تقرير أن بعض أدوية الأعشاب الشعبية يمكن أن تمثل مخاطرة وحتى تهدد حياة الأشخاص الذين يجرون جراحة ولا يجب تعاطيها قبل إجراء العمليات الجراحية. وأورد التقرير الذي نشرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» نقلا عن باحثين في جامعة شيكاغو أن بعض النباتات الموجودة في الأسواق يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المرضى الذين يجرون جراحة. وحلل الباحثون العديد من الدراسات القائمة والتقارير حول سلامة بعض أدوية الأعشاب العشبية واستنتجوا أن هذه المواد يمكن أن تؤثر مباشرة على المريض وتتداخل مع تأثير الأدوية الأخرى التي يتناولها أثناء الجراحة. ويقول الدكتور شانج سو يوان أستاذ مساعد التخدير والمدير المشارك لمركز تانج لأبحاث الأدوية المعدة من الأعشاب في جامعة شيكاغو أن المرضى غالبا ما يحجمون عن إبلاغ أطبائهم باستخدامهم للأعشاب، خشية ألا يستحسن الأطباء منهم مداواة أنفسهم أو أنهم لا يعتقدون أن الأعشاب هي أدوية حقيقية. ونتيجة لذلك إذا ظهرت مضاعفات أثناء الجراحة فإن الطبيب لا يعرف كيف يتصرف. وقال يوان: ليس هناك اعتراف حقيقي بأدوية الأعشاب، وتصنف هيئة الأغذية والأدوية الأميركية هذه المنتجات على أنها ملحقة بالأغذية، ولذا فإن المرضى ينظرون إليها على أنها أغذية أكثر منها أدوية. علاج منذ القدم يستخدم زيت الزيتون لدى العديد من الشعوب كمادة علاجية طاردة للعصارة الصفراوية ( في حالات احتقان المرارة والقنوات الصفراوية) وملين خفيف في حالات الإمساك. كما استعمل زيت الزيتون في الطب الشعبي الروسي مع الحليب لإحداث القيء في حالات التسمم الشديدة، إضافة إلى استخدامهم للزيت الممزوج مع صفار البيض والسكر لعلاج السعال (ملعقة كبيرة صباحا وملعقة مساء). وللتخفيف من آلام المفاصل في حال التهابها يمكن دهن المناطق المصابة بخليط من زيت الزيتون وزيت البابونج ،(لهذه الغاية يتم تسخين لتر من زيت الزيتون ثم يضاف إليه 100 غرام من أزهار البابونج المجففة وبعد 10 دقائق يتم تصفيته واستخدامه دافئا بعمل مساج في الأماكن المصابة). كما يستخدم زيت الزيتون في عمل مساج خفيف في حالات آلام الظهر (عرق النسا ) و بخاصة في مناطق انتشار الألم. ويمكن استخدام زيت الزيتون لعلاج حالات التعب العام وآلام القدم والأطراف السفلية بعد عمل شاق أو جهد طويل، حيث يتم عمل مساج بالزيت للقدم وعضلات الساق بعد غمرها لعدة دقائق في الماء الدافئ ( يستعمل خليط من زيت الزيتون وعصير الليمون بنسبة 1:1. كما يستخدم زيت الزيتون في الطب الشعبي لعلاج حالات حرقة المعدة، بإعطاء ملعقة من زيت الزيتون قبل الأكل، مما يساعد في خفض إفراز العصارة المعدية التي تسبب الشعور بالحرقة. علاج بالغذاء في مقدمة كتابه «الحاوي» حذّر الحكيم «أبو بكر الرازي» قبل أكثر من ألف عام قائلاً: «المعالجون الأميون والأحداث ممن لا تجربة لهم من كثرة أطماعهم قتالون: فاجتنبوهم. لم أقرأ هذا التحذير في أحد كتب الرازي، كما لم يرد على لسان أحد خبراء الطب الحديث، وللعجب فقد نشر هذا التحذير من قبل أحد العطارين أصحاب مراكز العلاج بالأعشاب المنتشرة حالياً في قطر والتي تعرف أيضا بمراكز الطب البديل: فقد أصبحنا نطالع بشكل شبه يومي إعلانات من نوع أول مركز متخصص في عالم الأعشاب يقدم لكم وبكل فخر أجود أنواع الأعشاب التي تفيد في التالي...، والتالي عبارة عن قائمة طويلة من الأمراض المستعصية التي يدعي أصحاب هذه المراكز القدرة على علاجها والشفاء منها نهائياً بدون أدوية أو جراحات، بالتأكيد الأعشاب منافسة قديمة للعقاقير الحديثة، ولكن إلى متى الصمود؟. فالناس لا يزالون يرون في الأعشاب الطبيعية الأمان الكامل، ولا شك أن عامة الناس يميلون إلى الاستشفاء من صيدلية الطبيعة التي حبانا بها الله، والتي طالما جادت علينا بشتى أصناف العلاج والدواء والشفاء في كثير من المجالات الصحية والبيئية. ومقولة الصيدلية القديمة صارت حديثة تُعد صحيحة تماما: حيث إن معظم العقاقير الحديثة مصنوعة من الأعشاب. إلا أن العطارين باقون بأعشابهم وروائحهم ومنتجاتهم العتيقة رافعي شعار: دع عقاقيرك في قواريرك .. وعالج نفسك بالغذاء لا بالدواء. ولا شك أن هناك فئة من تجار الأعشاب استغلوا تطلع المرضى للشفاء: فوقع هؤلاء المرضى تحت طائلة التعرض للخداع والاستغلال من المحتالين الذين يدفعهم الجشع والرغبة في تحقيق الربح لابتزاز المرضى عن طريق بيع الوهم، أو الأمل في الشفاء بأثمان باهظة. أغراض شتى عرف الإنسان منذ فجر التاريخ الأعشاب الطبية وفوائدها العلاجية المختلفة، فقد برع الصينيون والمصريون القدماء في علم التداوي بالأعشاب: حيث استخدموا العديد من هذه الأعشاب في علاج الكثير من الأمراض بالإضافة إلى استخدامها في التحنيط، وكذلك في أمور الزينة والتجميل، مثل نبات البلادونا (ست الحسن) الذي استخدمته النساء بكثرة لتوسيع حدقة العين. وفي العصور الإسلامية انتشر علم التداوي بالأعشاب، وظهرت الكثير من الكتب والمخطوطات التي تشرح بصورة واضحة أنواع الأعشاب الطبية المختلفة وطرق استخدامها وأنواع الأمراض المختلفة التي تستخدم فيها مثل هذه العقاقير الطبية مثل: تذكرة داود، وكتاب الطب لابن سينا، وغيرهما من العلماء الأكْفَاء الذين كانت تدرس كتبهم لعدة قرون في المعاهد العلمية الأوربية. وبالرغم من التطور الهائل في علم الأدوية وظهور أعداد هائلة من الأدوية في شتى مجالات العلاج وخاصة خلال القرن المنعدم، فإن الحقبة الماضية شهدت عودة إلى استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض كواحدة من أهم أفرع الطب البديل، ولا يقتصر الاهتمام بالتداوي بالأعشاب على الدول المتقدمة بل تعداها إلى الكثير من بلدان العالم النامي. وتتنوع طرق استخدام الأعشاب الطبية من استخدام منقوع أو مغلي النبات الكامل إلى استخلاص المواد الفعالة واستخدامها في صور تراكيب صيدلية مختلفة، وتعد العودة لاستخدام النباتات الطبية في العلاج هي عودة للطبيعة، خاصة وأن العقاقير التخليقية لها أعراض جانبية متعددة مقارنة بهذه الأعشاب. ويتبقى أن نشير هنا إلى ضرورة تقنين استخدام هذه الأعشاب الطبية، خاصة وأنها تحتوي على العديد من المواد الفعالة: لذا فمن الأفضل استخلاص المادة الفعالة وتحضير التراكيب الصيدلية المختلفة منها، مما سوف يؤدي إلى تقليل ظهور أي أعراض جانبية بسبب استخدام جميع أجزاء النبات.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:37 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17