حرب الشائعات ومردودها الاجتماعي والسياسي
لم تعد الشائعات اداة من أدوات حروب الجيل الرابع ، بل باتت حربا لا تقل بأي حال عن حروب الارهاب ومواجهة الاعداء .
وفي هذا المقال سنعرض لتعريف الشائعة وطبيعتها وانواعها ومراحلها وعوامل انتشارها واثارها السلبية وسبل مواجهتها.
تعريف الشائعة :
الشائعة هي خبر أو مجموعة من الأخبار الغير صحيحة التي تنتشر بشكل سريع في المجتمع نتيجة تداول العامة لها.
الشائعة هي ( خبر مجهول المصدر ، وغير مؤكد الصحة . يتم تداوله سفاهة عادة ، قابل للتصديق وقابل للانتشار بشكل تلقائي ، ودون ان يدري ناقل الخبر كذب هذا الخبر )
طبيعة الشائعة :
في الغالب يتم عرض الشائعة بطريقة شيقة ومثيرة للفضول لذلك تمثل مصدر جذب للكثير من الناس، وتنتشر من شخص إلى آخر بشكل قصدي اي بفعل فاعل ( علي الاقل في مراحلها الاولي ) . ويعي هذا الفاعل كذب الخبر
ولذا يجب السيطرة عليها والقضاء عليها في أسرع وقت.
اقرأ أيضاً
عمرو حنفي: تقديم كافة أوجه الرعاية الصحيّة والاجتماعية للصيادين
الإسكان: سحب 310 آلاف كراسة شروط لحجز 125 ألف وحدة سكنية
وزير الإسكان: بدء التعامل على ملفات حاجزى وحدات الإعلان العاشر بالإسكان الاجتماعي
شكري يبحث التطورات الأخيرة في القرن الأفريقي مع وزير خارجية إريتريا والمستشار السياسي للرئيس الإريتري.وزيرة البيئة تلتقي بعثة البنك الدولي.. تفاصيل
عرض منتجات جمعية النور والأمل في المطارات المصرية
وزير الإسكان ومحافظ القاهرة يتابعان الموقف التنفيذى لمشروعات التطوير الجارى تنفيذها
وزيرة البيئة تلتقي بعثة البنك الدولي.. وتؤكد: تحول كبير في قطاع البيئة بمصر بدعم من القيادة السياسية
اليوم.. محاكمة أحمد بسام ذكي بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
للمصريين بقطر أو الراغبين للسفر إليها .. اليوم بدء استقبال طلبات الاستقدام
بالكشاف تتغير حياتنا
ازدراء الأديان وعدالة الأحكام
وليدرك الجميع أن الإشاعات تجد بيئتها الخصبة فى المجتمعات التى تفتقد الوعى ويسودها الجهل وتنتشر فيها البطالة، ولأن الإشاعات أشد خطرا على المجتمع من حرب الإرهاب ومواجهة الأعداء، فإنه يجب على المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية أن تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، وتهيئة المجتمع وتوعيته بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار دون التأكد من مصداقيتها، وبث روح الثقة بين الحاكم والمحكوم والقضاء على كل ما من شأنه أن يضيع هذه الثقة، إلى جانب ضرورة تكذيب الإشاعات إعلاميا وتفنيدها وبيان خطورة الانجراف وراءها.
أنواع الاشاعة :
تتعدد انواع الشائعات علي النحو التالي :
1 - الإشاعة الزاحفة ( البطيئة) : وهي إشاعة تروج ببطء ، وهمسا وبطريقة سرية ، وهذا التكتم يجعل المتلقي يجعله يعتقد بصدقها .
2 - الاشاعه السريعة (الطائرة): وهى اشاعه سريعة الانتشار،وسريعة الاختفاء أيضا.
3 - الإشاعة الراجعة : وهي اشاعه تروج ثم تختفي ، ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيئات لها الظروف ، او في الأوقات التي يريدها مطلق الإشاعة.
4 - الإشاعة الاتهامية(الهجومية): وهى اشاعه يطلقها شخص بهدف الحط من مكانه منافس له.
5 - الإشاعة الاستطلاعية: ومحاولة لاستطلاع ردة فعل الشارع ،لذلك يطلقها منشئوها للتعرف ماذا يكون رد فعل الشارع لو تم اتخاذ قرار ما .
عوامل انتشار الشائعات :
أولا: الشك العام حيث يتوقف سريان الإشاعة على الشك والغموض في الخبر أو الحدث، فحينما تعرف الحقيقة لا يبقى مجال لاطلاق الشائعات
ثانيا:إشراك المتلقي في التفكير في النتائج مما يفتح أمامه فضاء من التخيلات لا تخضع إلا للرغبات والأهواء.
ثالثا:القلق الشخصي.
رابعا:سرعة تلقي الإشاعة أو سذاجة المتلقي أو عقلية القطيع.
خامسا:الترقب والتوقع، وعدم الاستقرار وعدم الثقة.
سادسا:وجود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع.
سابعا:سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
مراحل انتشار الشائعة :
أولا: مرحلة الإدراك الانتقائي:
إي إدراك الحدث أو الخبر من جانب شخص أو عدة أشخاص،ويرجع اهتمام هؤلاء بالحدث أو الخبر لمغزاه الاجتماعي في نفوسهم.
ثانيا:مرحلة التنقيح بالهدف والإضافة:
وذلك حتى تتلاءم العناصر المكونة للإشاعة مع بعضها البعض من جهة، ومن ثقافة المجتمع من جهة أخرى.
ثالثا:مرحلة الاستيعاب النهائي والانتشار:
وذلك بعد أن تكون مستصاغة، سهلة الاستيعاب، متوافقة مع المعتقدات والأفكار والقيم السائدة في المجتمع.
دوافع وأهداف الشائعة :
تعددت دوافع واهداف الاشاعات، فهناك اشاعات ذات دوافع ( شخصية ) عديدة اهمها ( الحسد ، والحسد فى علم النفس مؤشر لاضطراب فى الشخصيه، وهو محصله تحكم العديد من الانفعالات السلبيه كالغضب والخوف والكراهيه وعدم المقدره على المواجهه والضعف والشعور بالعجز وعدم الثقه بالنفس… على القوى العقليه والنفسيه، و ظاهرة الحسد وان كانت لها جذور في النفس البشرية الاانها ليست غريزة, بل هى ظاهرة نفسيه ترجع الى عوامل تربويه ، اجتماعيه، تقافيه …متفاعله كالحرمان والنقص والطرد الإجتماعي.. فهى محاوله سلبيه لتعويض مركب نقض مادى او اجتماعى او تعليمى او ثقافى… ويتفاوت الافراد فى مقدرتهم على الضبط الذاتى لانفعال الحسد ، فقد يبقى عند البعض على مستوى الانفعال الذاتى دون ان يتحول الى فعل ، وقد يتحول عند اخرين الى فعل رافض للمجتمع ، وقد ياخذ هذا الفعل الرافض للمجتمع شكل سلبى قد يصل الى ان يكون حاله مرضيه يجب علاجها من رفض صاحبها الاستجابه الى واقعه الاجتماعى ، وقد ياخذ شكل ايجابى قد يتجسد فى مواقف مضاده لقيم المجتمع فتثير استنكاره واستهجانه. و قد يصل الى ان يكون حاله اجراميه لا يتردد القضاء فى الحكم بحبس صاحبها او اعدامه عندما يصل رفضه للمجتمع الى حد تحدى حركته او وجوده…
وهناك إشاعات ذات أهداف ( سياسية ) كالإشاعات الهجومية او الاتهاميه التي تطلقها قوه سياسيه معينه ضد قوه سياسيه أخرى، وكالإشاعات الانصرافيه والتي تطلقها الحكومات بهدف صرف أنظار الناس عن قرارات و أحداث معينه، تفترض أنها قد تلقى معارضه منهم ، غير أنها في التحليل النهائي تأت بنتيجة معاكسه، إذ هي بذلك تساهم في إيجاد بيئة مواتيه للإشاعات،ومنها الإشاعات المضادة لهذه الحكومات …
وهناك إشاعات ذات أهداف ( اقتصادية ) كالتأثير على أسعار مواد السوق لتحقيق مزيد من الأرباح… وهناك اشاعات ذات اهداف عسكريه،فالاشاعه من أخطر أساليب الحرب النفسية، وقد تستخدم بهدف رفع الروح المعنويه للجيش(الدعايه البيضاء)،اواضعاف الروح المعنويه للعدو(الدعايه السوداء).
الاثار السلبية للشائعات :
تتعدد الآثار السلبية ومنها الريبة وانعدام الثقة، حيث تجعل الشائعات الإنسان شخص حائر لا يهتدي إلى سبيل يريحه، فإن كانت على سياسي تجعله يتشكك في كل المحيطين به أنهم يقومون بتسريب أخباره الخاصة ويفقد المصداقية في من حوله.
– الأثر الثاني هو الضرر الاقتصاد، فتبث بين الناس الشعور بالخوف والقنوط، الأمر الذي يوقف الإنجاز ويمنع دون تحقيق مزيد من التقدم والازدهار على المستوى الاقتصادي، حتى وإن تسببت شائعة في مكاسب مادية لطرف فهي تقوم بإضرار أطراف أخرى وذلك أسلوب غير أخلاقي.
– ومن الناحية الدينية أيضا، حيث يحاول البعض من نشر الشبهات إلقاء التأويلات المغلوطة بغرض المساس بالدين وأصوله، وإفقاده مكانته في النفوس، كأن يخرج شخص ويعلن أنه المهدي المنتظر وآخر ليعلن أنه السيد المسيح.
كيفية القضاء على الشائعات :
– في حالة كان الإشاعة سياسية الغرض بها دب الفرقة فالعلاج هو كشف دعاية العدو من قبل الحكومة بطريقة سهلة واضحة ومحاربة مروج الشائعات بكل وسيلة لهما دعامتان أساسيتان يرتكز عليها تخطيط مقاومة الشائعات.
– توفير فرص العمل لخلق إنتاج جيد لشغل الناس بما يعود عليهم بالنفع يساعد إلى حد كبير في مقاومة الشائعات.
– العمل على التوعية في المجتمع ليدركوا أهمية تدارك الحكومات في بعض المواقف وإخفاء بعض المعلومات بغرض أمنهم فهذا ينمي حس المسئولية لديهم.
– الإيمان والثقة بالبلاغات الرسمية والإعلام الوطني وما يتم تداوله، إذ انه لو فقدت الجماهير الثقة في هذه البلاغات فإن الشائعات تأخذ في الانتشار أو يتم اللجوء إلى القنوات الخارجية والتي قد تروج الأكاذيب.
– التعامل مع الأخبار بمنطقية بالغة من قبل المتلقي.
– الحرص على التأكد من المصدر، خاصة في الأخبار ذات أهمية كبيرة.


















