قرأت لك توثيق الحدث والأحداث
الخبير الأمنى اللواء خيرت شكرى
متابعة عادل شلبى
دايما كنت بنادي بضرورة وأهمية توثيق الأحداث في الفترة من يناير ٢٠١١ وحتى يومنا هذا ، أكيد حا يجي اليوم اللي نحتاج فيه لكل حدث موثق ، نكشف منه للأجيال القادمة حقيقة ما جرى في الفترة دي من أحداث ، و الحقيقة أنها كانت فترة مليئة بالإحداث الداخلية والخارجية الهامة في تاريخ مصر .
المقدمة دي علشان عايز أتكلم في ملف رجيني ليس من عنوان كيف قتل ؟ فهذا أمر متروك لجهات التحقيق وفرق البحث ، ولكن من عنوان تحليلي يبحث عن المستفيد من قتل رجيني .
اقرأ أيضاً
قرأت لك ”مصر من عام 2020.. إلي عام جديد 2021” لواء دكتور سمير فرج
قرأت لك.. وأن لم يكن فالضرب فى العمق هو الأفضل
قرأت لك في عيد النصر ... روئة لواء دكتور سمير فرج
قرأت لك وثيقة هنرى كامبل لمؤتمر 1907
قرأت لك....الضوء الأخضر للانهيار التام....لعادل شلبى
قرأت لك.. إثيوبيا إلى أين بسبب ما يحدث في تيجراي
قرأت لك: القاهر المتسيد كتاباتى عادل شلبى
قرأت لك .....الحقيقة فى كلمتين
قرأت لك... القوات المسلحة المصرية تتربع على عرش التدريب المشترك
قرأت لك.. هل ستدخل تركيا مرحلة جديدة من الصراع مع الاتحاد الأوروبي
قرأت لك.... إيران ومحاولات الانضمام للنادي النووي
قرأت لك..... البحرية المصرية تنير البحر الأسود
كانت علاقة أمريكا بمصر بعد ٣٠ يونيو ليست على ما يرام ، فقد ضربت الثورة المصرية وأفشلت المشروع الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط ، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما من وضع مصر في حصار سياسي واقتصادي ، واستخدام الإرهاب في ضرب إستقرار الدولة من الداخل .
نجحت مصر من الخروج من الحصار السياسي ، بتوطيد علاقتها بكل من روسيا وفرنسا وإيطاليا ، بصورة أزعجت أمريكا ، فعلى سبيل المثال وأخص بالذات دولة إيطاليا ، حيث بدأت حالة من الإنفتاح السياسي والاقتصادي ، في العلاقات ما بين الدولتين ، في الفترة ما بعد إنتخاب الرئيس السيسي ، تمثلت في ٢٢ لقاء بين المسؤولين من الطرفين في الفترة من ٣ فبراير ٢٠١٤ وحتى ١٩ ديسمبر ٢٠١٥ ، وجميعها لقاءات لدعم العلاقات الثنائية بين الطرفين والتنسيق في الملفات المشتركة بينهما على المستوى الإقليمي ، فيما يخص الأزمة الليبية ، والإرهاب ، والاستثمارات النفطية ، والغاز الطبيعي ، ومجالات الطاقة ، والتعاون العسكري ..... الخ .
فالمتابع للحركة السياسية والتحالفات المصرية الخارجية في تلك الفترة ، يكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية في علاقاتها بمصر أنتقلت من دور الحليف إلى دور الخصم ، بعد أن ساهمت في إسقاط حكم مبارك ودعم تنظيم الإخوان في يناير ٢٠١١ ، وهذه هي الصورة التي كانت عليها أمريكا في مشهد ثورة ٣٠ يونيو .
في المقابل قامت مصر بتحول جذري لتحالفات خارجية ، اتسمت بالتعددية لتشمل أبعاداً عالمية جديدة ، لأحداث حالة توازن ، وليس ندية للولايات المتحدة الأمريكية ، فظهرت على خريطة علاقات مصر الخارجية أنظمة عالمية كبرى ، في مقدمتها روسيا ، ثم أمتدت لتصل للصين ، وإن كانت إيطاليا تمثل حجراً رئيسياً في هذه التحالفات .
كان من الأهمية لاستمرار فرض الخناق على مصر و استمرار حصارها سياسياً واقتصاديا ضرب هذه التحالفات الجديدة ، بارتكاب الحوادث الأتية :
١- استهداف القنصلية الإيطالية بالقاهرة في ١١ يوليو ٢٠١٥
٢- سقوط الطائرة الروسية في ٣١ أكتوبر ٢٠١٥
٣- إختفاء ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريحيني في ٢٥ يناير ٢٠١٦ .
هذه الحوادث ومن حيث التوقيت جاءت بعد :
١- عام من تولي الرئيس السيسي مهام منصبه .
٢- تنامي علاقات مصر الخارجية بالدولتين .
وكان الهدف ضرب تحالفات مصر الخارجية وتشديد الحصار الإقتصادي الغير معلن ضدها ، بما يضمن إنهاك الدولة وبقائها وحيده في مواجهة النظام الأمريكي .
الغريب والملفت للانتباه أن جميع الحوادث المشار اليها ، جاءت في أعقاب موقف التنظيم الدولي للإخوان والمعلن في بيان " نداء الكنانة " الصادر بتاريخ ٢٧ مايو ٢٠١٥ والذي حمل المعاني التالية نصا :
رفض دعم أي دولة في العالم لمصر ، ونظام الحكم الحالي بها .
إعتبار الدول الداعمة للنظام المصري شريكة له ، في كل ما يراه التنظيم الإخواني من الكبائر .
فتوى صريحة بأن كل من داعم لمصر آثم شرعاً ومجرم قانوناً .
فتوى صريحة تبيح استهداف النظام المصري وداعميه بأي وسيلة .
في ضوء ما تقدم يتضح انه ليس من مصلحة النظام المصري في ضوء التحالفات الخارجية الجديدة والموقف المصري الإيطالي القوي ، القيام بقتل الطالب رجيني تحت أي ظرف أو سبب ، ويكون السؤال في ضوء ما تم طرحه من المستفيد من قتل رجيني ؟
المستفيد هي الدولة التي تحولت علاقتها مع مصر من حليف إلى خصم ( الولايات المتحدة الأمريكية أو أحد حلفائها في المنطقة ) ، أو التنظيم الإخواني الذي أسقطته ثورة ٣٠ يونيو من حكم مصر ، وهو ما اتضح من بيان " نداء الكنانة " للتنظيم الدولي .
في النهاية ومن وجهة نظري ، فأن مقتل الطالب الإيطالي رجيني ، يلقي بظلال من الشك حول دوائر المستفيدين من ضرب علاقات مصر الخارجية ، وهو أمر بعيد عن الدولة المصرية ، و الأجهزة الأمنية المصرية التي يحاول البعض الزج بها بارتكاب الحادث .
أن العلاقة المصرية الإيطالية القوية ، والظروف السياسية المحيطة بمصر في تلك الفترة ، وأثار ثورة ٣٠ يونيو على المنطقة ، تجعلنا نستبعد تورط مصر في هذا الحادث ، والمستفيد هو من أرتكب الحادث أو ساعد في ارتكابه .


















