مدارس ”مواد الفنون”
كما نعرف جميعاً أن الفنون مرآة الشعوب ومقياس التقدم و الرقي بكافة الأمم ، فكلما ارتقت الأمة كلما ارتقت بها الفنون بكافة أشكالها ،تلك التي بدون أي جدال لها النصيب الأكبر في التأثير بالوجدان و تعد أحد أهم مصادر تشكيل الوعي الغير مباشرة .
و بما أنها كذلك ، أي أن لها من الأهمية ما يشارك بل ربما يتفوق علي التعليم في حجم التأثير و التربية النفسية و الخلقية و الوطنية ، فمن الضروري أن يكون الإهتمام بتلك الفنون المختلفة منذ الصغر أي بمراحل ما قبل الجامعة ، ذلك لإكتشاف المواهب المختلفة وتدعيمها بالدراسة العملية لتأهيل هذا الموهوب للإستمرار و التطور بمجال موهبته من خلال ثقلها بهذا الفرع الذي يمتلك به تميزاً أو موهبة ما بفروع الفنون المتعددة .
وفي خطوة متطورة ضمن خطة وزارة التربية والتعليم للتطوير مرحلة تلو الأخري والتحليق المستمر لآفاق بعيدة في سماء الإنطلاق ومواكبة نظم التعليم العالمية المتطورة والخروج التدريجي من صندوق الجمود والبيروقراطية التي تأذت لها أجيال بعينها لم تحظ بالتربية و لا التعليم كما حظي به ما من سبقهم من أجيال .
فما زالت الحرب الخفية علي أشدها بين رغبة الدولة بقيادة وزارة التربية و التعليم بالتطوير المستمر و دعاة الجمود و الإستماتة لإبقاء الحال علي ما هو عليه كي لا تتضرر مصالحم وموارد دخولهم المتضخمة علي حساب أي شئ و إن كان المقابل ضياع و تجهيل وإفساد أجيال المستقبل .
فقد افتتح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة مؤخراً ، مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية، ومدرسة مواد الفنون.
وخلال الافتتاح، أكد الدكتور طارق شوقي، على مدى أهمية التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني والثقافة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتوفير نظام تعليمي يُمَكّن الطلاب من اكتساب ما يلزم من تقنيات ومهارات وقيم ومعارف مختلفة، تؤثر إيجابيًا على تشكيل وعي وسلوك أفراد المجتمع.
ذلك ضمن خطة شاملة تقوم بها الوزارة؛ لإدراج المزيد من المدارس التي تعمل على ثقل قدرات الطلاب في مختلف المجالات الفنية والثقافية، واكتشاف الموهوبين ودعمهم.
إذ أن المدرسة تعمل على تطبيق سبل حديثة ومتنوعة في شرح المواد الدراسية، وذلك من خلال استخدام الجانب الفني والثقافي عن طريق عرض فيديوهات تفاعلية ومسرحيات ومقطوعات موسيقية، لضمان تطبيق نظام التعليم التفاعلي الذي يزود الطلاب بالمعارف والمهارات المختلفة وينمي حثهم الإبداعي والفني، ذلك بالإضافة إلى تطبيق الجانب العملي من خلال تدريب الطلاب بورش ومسارح أكاديمية الفنون، ليكون مؤهل بشكل كامل للعمل في مختلف المجالات الفنية.
نهاية : كل التقدير لجهود الدولة الكبيرة في عمليات التطوير و كسر الجمود و الروتين الذي اختنقت به عدة أجيال علي كافة المستويات وبكافة القطاعات يليق بمصر التاريخ والحضارة أن تعود لتحتل مكانتها المستحقة بين الأمم.


















