×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

أنا والدكتور أحمد زويل

أنا والدكتور أحمد زويل
أنا والدكتور أحمد زويل

بقلم : بهجت العبيدي

كاتب ومفكر مصري مقيم بالنمسا

بين الفينة والأخرى أشعر بالرغبة بالعودة بالوقوف بين يدي عظيم العلم المصري والعربي منذ قرون الدكتور أحمد زويل، وفي كل مرة أشعر فيها بهذه الرغبة أحاول الإمساك بالسبب الذي دفعني لذلك، فإذا به متنوع بتنوع مناحي الحياة، وإذا به يدور في فلك ما يمر به مجتمعنا المصري والعربي من أحداث، وما يعتريه من خطوب، وما تتجاذبه من قضايا.

لم أقتنع يومًا بتلك المحاولة المستميتة التي تسعى لها التيارات الظلامية، لم أقتنع، حتى في أحلك الظروف، بقدرتها على الانتصار على العقلية المصرية المستمدة طاقتها العميقة من ميراث فكري وثقافي بل وعلمي ممتد الجذور في تاريخ سحيق، قادر على أن يحمي تلك العقلية لتنتفض في الوقت المناسب رافضة كل تلك المحاولات التي تسعى للسيطرة عليها وإخراجها من التاريخ، بل ومن الجغرافيا. لم يرحل زويل، فالرحيل غياب، ولن يغيب زويل، لأنه أعطى، ومن أعطى لن يغيب، لقد ترك إرثا للإنسانية، ترك علما، زانه خلق، خلَّف مثلا، ليس في العلم فحسب، بل في الوطنية، التي صُهِت فيه انصهارًا، ولم يكن هناك سبيل لانفصالها عنه.

وقفت بين يديه، في لقاء لنا به بالسفارة المصرية بفيينا، في العام ٢٠١٠، فبدأت كلامي بهذه الجملة: كنت قبلك محفوظيُّ الهوى - نسبة إلى نجيب محفوظ - فأصبحت محفوظيٌّ زويليُّ الهوى، وأكملت، قرأت في إحدى صحفنا القومية - بعد أن حاز أديبنا العالمي نجيب محفوظ على جائزة نوبل - لأحد كتابنا الكبار محللا يقول، إنه لو كان عالمنا المصري ـ وكان يقصد حضرتك - المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية والذي رُشِّح أكثر من مرة لنيل الجائزة ـ هو من حصل على نوبل ما كانت الفرحة غمرتنا في مصر كما غمرتنا الآن بفوز محفوظ بها. 

معللًا ذلك بقوله: أن محفوظ يمثل المصرية الخالصة، ولذا فالجائزة هنا خالصة لمصر، مُلَمِّحاً أنه لو حصل عليها زويل فكأني بها وقد شاركنا فيها غيرنا، وقلت لزويل، فلتعلم أيها العالم الكبير أن فرحتنا بحصولك على جائزة نوبل لم تَقِلّْ أبدًا عن تلك التي غمرتنا بفوز أديبنا الكبير نجيب، لأننا لم نشعر يومًا بانتمائك لغير مصر الذي ظهر جليا واضحا، في ذلك السلام الوطني الذي عُزِفَ أثناء تقليدك لجائزة نوبل. 

وتوجهت إليه بثلاثة أسئلة انهيتها بالاعتذار عن الإطالة، فإذا بإجابته قد بدأت بتعليق قال على الملأ فيه: بعد كل الكلام الحلو اللي قلته ده طَوِّلْ زي ما انت عايز؛ منتقلًا إلى الإجابة عن السؤال الأول الذي كان: هل تنوي – كما يشاع - الترشُّح لرئاسة الجمهورية؟ وكان الإخوان آنذاك يدفعون بأسماء رنانة على رأسها الدكتور زويل مدَّعين أنها تريد الترشح لرئاسة الجمهورية بهدف زعزعة حكم الرئيس الأسبق مبارك. 

فكانت إجابة الرجل العالم واضحة كل الوضوح ولا لبس فيها حيث أكد أن مصر دولة ديمقراطية ومن حق كل إنسان يرى في نفسه القدرة على القيام بمهام هذا المنصب الرفيع أن يتقدم له وللشعب الرأي الأول والأخيرة في الإتيان به رئيسًا ، أو لا يمنحه تلك الثقة، أما عنه رغبته هو فأكد على الملأ أيضًا أن ذلك لم يخطر بباله، وأن كل إنسان يستطيع أن يقدم كل ما لديه في تخصصه، ويفيد وطنه والبشرية بعطاءاته، وهو ما اختار له المجال العلمي سبيلًا.

أما السؤال الثاني الخاص بنهضة مصر العلمية والتي كنت قد قلت أنا فيه: إن العلم تراكمي ولا نستطيع أن نختزل المسافات ولا الأزمان وعلينا أن نبدأ من حيث النقطة التي نحن فيها، فليس في العلم على حد فهمي قفزات!! منتهيا بهل تتفق معي في هذا الطرح؟ وكانت إجابة العالم الخلوق: ربما يكون عندك حق في ذلك، ولكن الفترة الأخيرة من العصر الحديث تسارعت فيها لدرجة كبيرة الاكتشافات العلمية، وهو ما يجعلنا نحقق في عشر سنوات مثلا ما كان لا يتحقق في مائة عام قبل ذلك، وأشار هنا إلى أن الأمر في حاجة إلى إرادة حقيقية من مؤسسات الدولة مرة، ومن المشتغلين في الحقل العلمي أخرى.

أما السؤال الثالث الذي خصصته لما أسميته آنذاك المؤسسة الدينية الموازية، وما يخرج عنها من فتاوى وأفكار، وهل ترى عالمنا الكبير أن لها دور في تخلفنا العلمي؟ فعاد بنا زويل إلى أيام دراسته في جامعة الإسكندرية، وكيف كان في ذلك الوقت المناخ صحي للبحث والتفكير، وتوقف الرجل على أنه لم يسمع في ذلك الوقت، مثلًا،من يحرِّم سماع الأغاني التي كان يعشق منها أغاني أم كلثوم والذي كان يستثمر فرصة وجود أي طالب مصري من بين طلابه ليتحدث معه ويشرب معه كوبًا من الشاي وهما يستمعان لصوت أم كلثوم. 

أكد زويل أن كثرة الفتاوى التي تنتشر اليوم إن عكست شيئا فإنما تعكس حالة من التيه يعيش فيه مجتمعنا، وأن الكثير من الأسئلة المطروحة ليست من جوهر الدين. 

كما أكد أن مثل ذلك بالطبع يعيق النهوض عمومًا. كان هذا هو حواري مع العالم القدير وددت أنه أعيده اليوم الذي لننظر فيه ونأمل في رأي عالم ترك إرثًا، ليس علميًا فحسب، بل فكريًاوثقافيًا، وضرب مثالًا، ليس للمشتغلين بالعلم فقط، بل لكل عاشق لتراب مصرنا الغالية. 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 06:17 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17