أميرة البيطار تكتب...”كل شيء يتغير حين تتغيرين كأم”


تتغير الحياة في لحظة، وتتحول التفاصيل الصغيرة إلى قضايا عظيمة، ويتّسع قلبك ليشمل عالمًا جديداً… كل هذا لأنك أصبحتِ أمًّا ولكن التغيير الأعمق لا يحدث فقط عند الولادة، بل حين تتغير نظرتك إلى نفسك ودورك ومسؤوليتك، وهنا تبدأ الرحلة الحقيقية للأمومة.
قد يبدو الحمل والولادة بداية، لكن الوعي هو البداية الأصدق. حين تدركين أن طفلك لا يحتاج فقط إلى الطعام والنوم، بل إلى أم ترى بعين القلب قبل العين، وتسمع بنداء الحنان قبل الصراخ، تبدأ ملامح التربية الواعية.
يقول الله تعالى:
"المال والبنون زينة الحياة الدنيا" (الكهف: 46).
ولكن الزينة تحتاج إلى من يحسن العناية بها. وحين تتغير نظرتك من كونك مسؤولة فقط عن “الرعاية” إلى كونك قائدة ومُشكِّلة لقلب وروح وعقل صغير، فإن طريقة تعاملك مع كل شيء تتبدل.
أحد الحكماء قال:
"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق."
وهذا ليس مجرد بيت شعري، بل هو حقيقة تُترجم في كل لحظة: في صبرك حين يخطئ، في عفوك حين يخطئ ثانية، وفي قدرتك على أن تري العالم من عينيه الصغيرتين.
حكمة مفيدة تقول:
"غيّري نظرتك… يتغير واقعك."
حين تنظرين إلى بكاء الطفل على أنه شكوى وليس إزعاجًا، وحين ترين نوبات الغضب على أنها صرخة احتياج، لا سلوك سيئ… ستجدين أنك لم تعودي نفس الشخص، بل أصبحتِ نسخة أنضج، أحن، وأقوى من نفسك السابقة.
تتغير الأولويات، وتتبدل الأحلام، ولكن أجمل ما في الأمر أن كل شيء يتغير للأفضل، حين تكتشفين أن أمومتك ليست عبئًا… بل رسالة ؛ وأسمى رسالة في الحياة.