م .اشرف الكرم يكتب”“لا تذهب بنقدِك بعيدًا”“


كثر اللغط حول الأحداث الأخيرة الجارية في البلاد العربية الشقيقة من حولنا، وقرأت الكثير من الآراء التي يدلي بها الأخوة المصريين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى، والتي في أغلبها يتكلمون ويطرحون آراءهم فيما يجري في هذه البلدان العربية، وكانت الآراء بين متطرفٌ ووسطي، وكان هذا الوسطي ينتقد ويطرح بدائل ويدلي برأيه فيما يحدث من مجرياتٍ هناك.
وفي الحقيقه يجب أن نُقِر قاعدة هامة في مثل تلك الأحداث التي تدور حولنا -وخصوصًا الساخن منها- هذه القاعدة تقول: يجب أن نعرف كل المعلومات الدقيقة، المعلن منها والسري، كي نستطيع أن نكوِّن الرأي الصائب تجاه تلك الأحداث أو أن نصمت قليلًا ونتروى.
وهنا نطرح سؤالًا واجب الطرح، هل على القيادات السياسية في أي بلدٍ عربي أن يُعلن عن كل التفاصيل الدقيقة والسرية منها، في أي صفقات مالية أو تجارية أو اقتصادية أو عسكرية، ؟ أم أن تلك التفاصيل يجب أن تكون بعضها مخفية، إذا كان إعلانها يضُر بالمصالح العامة لتلك البلدان، وقد يستخدمها أعداؤهم لإفساد أي استفادات منها،؟
بالطبع عزيزي القارئ ستكون إجابه هذا السؤال هو أنه من المنطق ومن الأساسيات الإدارية لنجاح أي صفقات، هو عدم إعلان كل التفاصيل، حتى لو تم إعلان بعضها على الملأ، وهذا طبيعي جدًا وحدث مرارًا وتكرارًا عبر التاريخ، وبعد عشرات السنين تظهر الحكمة من هذه الصفقات التي كان ينتقدها البعض في حينها،
لكن في الحقيقة، موضوع مقالتي ليس عن الأحداث التي قد نستغرب بعضها لعدم وجود المعلومات الكاملة عنها، لكن الذي أريد أن أتحدث فيه، هو أن علينا واجبٌ يجب أن نقوم به، وهو تقوية بلادنا بجيشٍ قوي، نقويه جميعًا من ميزانية الدولة بأقصى ما يمكن أن نقويه به، حتى لا نقع يومًا ما فريسة لأي جهة تكون أقوى منا، فالكلمة اليوم للأسف هي للأقوى وليس للأصلح، والقرار اليوم هو بيد من بيده القوة، لذا يكون علينا أن نساند ونقف مع إدارة الوطن كي نصل إلى مرحلة القوة النسبية التي تجعل لنا الكلمة العليا في أي تلويح بأي تهديدات إن حدثت.
علينا أن نركز في هذا الملف الذي يخصنا وحدنا، وأن لا نذهب بنقدنا بعيدًا إلى ما تقوم به البلدان الأخرى، طالما أنها لا تمس الأمن القومي للوطن.
ولنركز على تقوية دعائم القوة في الجيش المصري مهما كلفنا ذلك من معاناة اقتصادية لأن حياة الشعوب أصبحت اليوم مرهونة بقوتها، وليس برفاهيتها فقط.
حمى الله مصر وقيادة مصر وجيش مصر وشعب مصر وجميع الشعوب العربية وشعوب العالم أجمعين.