×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

هل تسقط قشرة الموز قطارًا ؟

هل تسقط قشرة الموز قطارًا ؟
هل تسقط قشرة الموز قطارًا ؟

بقلم : بهجت العبيدي

كاتب ومفكر مصري بالنمسا

ذكر مرة الراحل أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين، رحمه الله ، في تسعينيات القرن الماضي، في إحدى محاضراته، التي كان لي شرف حضورها، في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، عن عصرنا الذي خطتْ فيه أممٌ خطواتٍ واسعةً في ركب الحضارة، أن لحاقنا بقطار تلك الأمم لا يمكن أن يتم إلا إذا وُضِعَ في طريق هذا القطار " قشرة موز! " فأسقطته، ليظلَّ هكذا إلا أن نلحق به، في تشبيه تمثيلي لحالة مستحيل حدوثها، في إشارة لذلك الفارق الشاسع بيننا وبين ذلك العالم المتطور. 

ولا شك لدينا، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدرك مدى الصعوبات التي تواجه الأمة المصرية، وهذا ما يعلن عنه في الكثير من أحاديثه، والعديد من كلماته، في شتى المناسبات، ولكنه على عكس ما ذكره أستاذنا الدكتور شاهين يؤمن أن مصر بفضل أبنائها وقدراتهم تستطيع أن تنهض وأن تلحق بركب تلك الأمم المتطورة. 

ولا جدال أن الرئيس السيسي يعلم تلك المعوقات التي تقف في سبيل نهضة الأمة المصرية، والتي على رأسها ندرة المال " العامل الاقتصادي" اللازم لإقامة تلك المشروعات القومية التي من شأنها أن تضع مصر في مكانتها الطبيعية، ثم الإنسان "العامل البشري " المؤهَّل " تأهيلًا مناسبًا لتقام على أكتافه وبِمَا على أكتافه تلك النهضة المُبْتَغاة. 

ولا يمكن أن يتم تأهيل العامل البشري إلا من خلال منظومة التعليم، تلك المنظومة التي تعمل على صناعة! إنسان لديه القدرة على العمل في مجاله بِحِرَفِيَّةٍ وإتقان، وهذا ما لا يتوفر في منظومة التعليم الحالية في مصر، تلك المنظومة التي تعتمد على الحفظ دون الفهم، والتبيين دون الاستيعاب، ومن ثم لا نحصل على ذلك المُنْتَج التعليمي الذي يمكن أن يُعْتَمَد عليه، فضلًا عن أن هناك نسبة كبيرة من الشعب المصري تندرج تحت وصف أُمِّيِّين، وهو أمر لا يليق بأمة عريقة، علَّمت العالم، وكان لها فضل السبق في كافة مجالات الحياة. 

لا يمكن ـ كما قلت ـ أن تقام حضارة أو تنهض أمة إلا من خلال برامج تعليمية وُضِعَتْ تناسب العصر والحال، تقوم على تنفيذها أيادٍ فَتِيَّة وعقول متفتحة، لأبناء الأمة المؤهلين، ولا شك أن هذا التأهيل لا يتناسب مع الأمية التي يعاني منها مجتمع الأمة المصرية، والتي هي غير متواجدة البتة في الدول المتقدمة، والتي لو أخذنا النمسا ، بحكم الإقامة والخبرة، والتي ركبت قطار الحضارة السريع، نموذجًا، لوجدنا فيها الأمية هي والعدم سواءا بسواء.

فكل النمساويين البالغين يعرفون القراءة والكتابة، لأن دخول الأطفال ـ من سن السادسة إلى الخامسة عشرة في المدارس ـ أمر إجباري، لا يمكن بحال من الأحوال أن يتهرب أو يتسرب أي طفل منه ولذلك أسباب موضوعية، على رأسها المتابعة الحقيقية من قِبَل الدولة، والالتزام الصارم من قِبَل الأسرة. 

إن الأغلبية العظمى من التلاميذ بالنمسا يدخلون المدارس الحكومية المجانية، وبعضهم يدخل المدارس الخاصة، والحد الأدنى في البرنامج الدراسي هو أن يقضي التلميذ ثماني سنوات في المدارس الأولية، وسنةً في المدارس المهنية أو الفنية على الأقل، إن لم يتخذ قرارا بتكملة التعليم، وعليه ساعتها، إن أراد اكتساب مهنة أن يلتحق بمدرسة أخرى يتقن من خلالها تلك المهنة إتقانًا يستطيع من خلاله الصمود في سوق العمل، التي لا تقبل إلا الماهر المتقن، وتطرد غير ذلك.

والتعليم الإلزامي بالنمسا، من الناحية القانونية، قريب لما هو معمول به في مصر التي أقرت قانون التعليم الإجباري للأطفال ما بين سن 6 إلى 12 عام سنة 1953، والذي لم يطبق، عكس النمسا، كما ينبغي، فتبنت مصر سياسة مكافحة الأمية! عام 1976، وقد استطاع البرنامج محو أمية 4.5 مليون شخص.

وبالرغم من تناقص نسبة الأمية بين السكان، فإن أعداد الأميين في مصر في ازدياد، وذلك ناتج من معدلات النمو السكاني الكبيرة في مصر، تلك الزيادة التي تقضي على كل فرص النمو؛ فبحسب التقارير الرسمية فإن عدد المصريين الذين كانوا يجهلون القراءة والكتابة، في عام 1976 كان 14 مليون مواطن، ووصل إلى 17 مليون أمي عام 2006، وهذا يؤكد أن هناك من لم يلتزم بسنوات التعليم الإلزامي بمصر، وأن هناك من تسرب منه، أو ـ وهنا تكون المصيبة أعظم ـ  أن هناك من قضى في التعليم تلك السنوات الإلزامية، ولم يُصِبْ فيها شيئًا ولذا ظل أميًّا.

ويظل أيضا هناك فارق آخر كبير بين الحرفيِّين والفنيين والتقنيين، في دولة سَنَّت، مثلنا، قوانين، ووضعت منظومة، أصرت على تطبيقها، وحرص شعبها على الالتزام بها فركبت قطار الحضارة السريع، وأمة مازالت تحاول اللحاق به، وهو ما لن يَتَأتَّى إلا بالأخذ بنفس الأسلوب، ذلك الفارق هو إتقان المهارة التي تُبْنَى عليها الحضارات وتتقدم بها الأمم، والتي لا يمكن أن يأتي بها شعب لم يستطع أن يُكْسِب كل أبنائه القراءة والكتابة، التي هي سبيل المعرفة كما قال أديب الأدب العربي الدكتور طه حسين.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:36 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17