×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

الجيش المصرى فى مصر القديمة .. انضباط وتكتيكات عسكرية ومعاملة كريمة للأسرى

الجيش المصرى فى مصر القديمة  .. انضباط وتكتيكات عسكرية ومعاملة كريمة للأسرى
الجيش المصرى فى مصر القديمة .. انضباط وتكتيكات عسكرية ومعاملة كريمة للأسرى

متابعة : سامح طلعت

يعد الجيش المصري العظيم هو صمام أمان الأمة المصرية منذ الأزل والدرع الواقي الذي يحمي مصر من الأخطار الداخلية والخارجية ، وكان المصري القديم يميل بطبعه للسلم ولا يميل للحرب ولا يلجأ إليها إلا دفاعًا عن نفسه وبلاده لذا نرى أن العقيدة العسكرية المصرية هي عقيدة ثابتة راسخة تُبنى على الدفاع عن الأوطان ولا تُبنى على الاعتداء على الآخرين ، والجيش المصري هو أول جيش نظامي في التاريخ ، وعلى الرغم من أن الجيش المصري كان يقاتل بضراوة في مواجهة جيوش الأعداء فإنه كان يتعامل بمنتهى الرقي والتحضر مع المدنيين والمنشآت المدنية لأن الجيش المصري يؤمن بأن قوته ليست في عسكريته فحسب بل تكمن في سلوكه المتحضر أيضًا" .

ويرجع تدريب الجنود المصريين على ضوابط وأخلاقيات العسكرية المصرية العريقة ، من خلال عدم التعدي على المدنيين ، ومن خلال عدم تنفيذ أي عمليات سلب أو نهب للمناطق التي يمرون عليها أثناء أدائهم مهمتهم في تأمين الحدود المصرية ، إلى عقيدة الجيش المصري الثابتة ، وهي أنه يقاتل الأعداء المهاجمين له فقط ولا يفعل أي جرائم حرب قد تشوه تاريخه العسكري المشرف الناصع البياضنظرًا لأن الجيش المصري لا يخالف أخلاقيات وأعراف وتقاليد القيم العسكرية الثابتة وبهذا يتضح أن مصر الفرعونية أبدعت الأخلاقيات العسكرية في العالم، وأن الأخلاقيات العسكرية المصرية عريقة عراقة مصر وحضارتها في وضع قواعد أخلاقيات الجيوش والحروب منذ آلاف السنين ، وأنها بذلك قد سبقت المواثيق الدولية في العالم" .

تاريخ جيش الدولة القديمة :-

المعجزات التي يصنعها الجيش المصري ليست صنيعة اللحظة بل ترجع إلى ما هو أكثر من 5200 عام ، حين أسس أول جيش نظامي عرفته البشرية وذلك بعد توحيد الملك «مينا» لمصر بإقليمها الشمالي والجنوبي عام 3200 ق م فقد أصبح لمصر جيشا موحدًا تحت إمرة ملك مصر الذي أصبح أقوي جيوش العالم القديم وبفضلة أنشأت مصر أول إمبراطورية في العالم

في عصر الدولة الحديثة امتدت من تركيا شمالًا إلى الصومال جنوبا ومن العراق شرقا حتى ليبيا غربًا . في عصر الدولة القديمة 2686- 2181 ق.م ابتداءً من عصر بناء الأهرامات كان المصريون مجندين إجباريا في بناء وتشييد المباني موسميا أيام الفيضان والأغنياء كانوا يدفعون البدل لإعفائهم ، وكان تسليح الجنود في الدولة القديمة بدائيا ،

فقد كان عبارة عن هراوات وعصي مثبته في أعلاها حجارة ، بالإضافة استعمالهم الخناجر والحراب المصنوعة من النحاس .

وفي بداية الدولة الوسطى تمتع حكام الأقاليم بنوع من الاستقلال ولذلك كان لكل إقليم قوات تشبه الجيش في الإعداد والنظام والأسلحة ، بالإضافة للفرق الخاصة بحماية الملك ذاته وكذلك حماية البعثات التجارية وبعثات المحاجر والمناجم لكن بعدما نجح الملك «سنوسرت الثالث» في القضاء على نفوذ حكام الأقاليم بدأ في تكوين جيش قومي ثابت .

كان احتلال الهكسوس لمصر واستقرارهم من أكبر الأثر في تطور العسكرية المصرية فقد استطاع المصريون الاستفادة من تقنيات الهكسوس وتطويرها لخدمة جيشهم فأدخلوا القوس المركب الذي كان مداه أبعد من القوس المصري وأدخلوا الحصان والعربة الحربية ، وأدخل الهكسوس الدروع التي لم تكن معروفة يعرفونها من قبل لحماية الجسم والرأس ، فادخلوا القلنسوة فوق الجمجمة والخوذات المعدنية فوق الرأس ،

أما في عصر الدولة الحديثة تغيرت العقيدة القتالية المصرية من الدفاع إلي الهجوم , وذلك لخلق عمق استراتيجي لمصر في الدول المجاورة وتامين حدود مصر من خلال مهاجمة الدول الطامعة في احتلال مصر فأصبح لمصر جيشا نظاميا محترفا مدربا ومتطورا

جعله يقيم أول إمبراطورية في العالم . تكوين الجيش ؛- تكون الجيش المصري من فرق قتالية مدربة منظمة وكان النظام العسكري في الميدان صارما يقوم على طاعة الأوامر العسكرية لقائد الفرقة

ويتألف الجيش من قسمين هما

«المشاة» و«راكبو العربات» والقسم الأخير أكثر ميزة من القسم الأول ويُعطي ضباطه درجة كُتاب ملكيين . وتقوم العربات بالهجوم الضخم أو بمساعدة المشاة في مجموعات صغيرة العدد تتكون من 200 رجل تحت إمرة حامل اللواء ، وتنقسم الفرقة إلى أربعة أقسام بكل قسم 50 رجلاً ، وكانت أعلامهم عبارة عن صور مثبتة في أطراف سيقان من الخشب ،

و كانت فرق الحرس تقسم إلى صفوف كل منها عشرة رجال وتسير في طوابير منتظمة وفي عصر الفتوحات العظمى كان الملك يقوم بقيادة العمليات الحربية بنفسه وأحيانا كان يشترك في مجلس الحرب أو يسند القيادة العليا للجيش إلى قائد عظيم وكانت هناك مناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسئولون .

طرق التجنيد في مصر القديمة :-

كان التجنيد في الجيش المصري يتم عن طريق كاتب الجيش كما كان ولي العهد يتدخل ليختار للفرق الخاصة بحماية الملك رجلا من بين كل مائة كما كان نظام التجنيد وراثياً حيث يفضل أبناء المجندين كجنود دون سواهم . وكان رجال التجنيد يجوبون المدن والقرى لجمع المجندين وتسجيل الشبان الأقوياء ولم يسبق إصابتهم الدور بعد ، وهؤلاء كان يجمعهم عمدة القرية أو المدينة لمقر حاكم الإقليم ليختار منهم خيرتهم ، والباقون كانوا يردون لقراهم ،

وبهذه الطريقة تعد ميزة عدم اعتماد الجيش المصري علي المرتزقة الأجانب واعتماده علي الاستدعاء والخدمة الإلزامية أثناء الحرب من أسباب قوة وتماسك الجيش المصري.

كان للجنود تدريبات منتظمة تستهدف تنظيم الخطوة ، ومشية الصف وكان الجندي يسير تلو زميله في دوريات محددة ويعاون نافخ البوق أو ضارب الطبل في تنظيم تقدم الجنود وهي فرقة الموسيقى العسكرية

كما اهتمت تدريبات الجيش بالجري والسباق والمصارعة وشارك أبناء الملوك في التدريبات العسكرية مثل الرماية و الفروسية . رُتب الجيش المصري قديمًا :- كان الملك هو القائد الأعلى للجيش ،

بينما القواد يقومون بالقيادة نيابة عنه ، وهم من حملوا لقب أمير الجيش ومن بين ألقاب قادة الجيش هناك لقب «قائد الجيش» و«قائد الصدام» و«قائد الجنود الجدد» كما كان الملك يكلف ولي العهد بالنيابة عنه أحيانا . وكان الوزير يتولى مهمة وزير الحرب ،

وكان هناك وظيفة «كاتب الجيش» وقت الحرب وهو من يقوم بأعمال التجنيد والإمداد وحفظ سجلات المعارك الحربية وكان عددهم كثير ومختلفة الرتب،

وكان يرأس مجموعة الكتبة «رئيس كتاب الجيش» و«الكاتب الملكي»، بالإضافة إلى لقب «كاتم أسرار الملك» ويكون حامل هذا اللقب على دراية بمجريات الأمور في القصر و الجيش .

وتعد كلمات القائد العسكري «وني» وافتخاره بأفراد جيشه «لم يشاجر أحد منهم غيره ولم ينهب أحد منهم عجينة للخبز من متجول ولم يأخذ أحد منهم خبز أي مدينة ولم بتسول أحد منهم من أي شخص" أقدم وثيقة تاريخية عن أخلاقيات الجيش المصري وعقيدته في احترام المدنيين والحفاظ على ممتلكاتهم في أوقات الحروب .

معاملة الأسـرى :-

إن من بين دلالات تحضر الجيوش قديمًا وحديثًا ، أسلوب تعاملها مع أسرى الحرب، فالجيش القوي في حربه يكون قويًا في سلمه في جوانب عدة من بينها ضبـط النفس عند التعامل مع الأسرى العزل من السلاح وهكذا كانت شيمة الجيش المصري التي هي امتداد للطبيعة السمحة للإنسان المصري بوجه عام .

وبنظرة فاحصة للنصوص العسـكرية المسجلة على جدران المعابد وعلى غيرها من الآثار، سيتضح لنا أن من بين المبادئ الراسخة في تقاليد الجيش المصري مبدأ حسن معاملة الأسير ..

وإن بدا الأسرى مقيدين بالأربطة في بعض المناظر، فذلك كان بقصد التعبير عن دلالة الحدث . وعلى امتداد فترة العسكرية المصرية في الدولة الحديثة «عصر الإمبراطورية» لم نسمع إلا عن حادثين أسـيء فيهما معاملة الأسرى في عهد كل من الملكين «تحتـمس الأول» و«أمنحتـﭖ الثاني» .. من ملوك الأسرة الثامنة عشرة

إن ذكـر هاتين الحادثتين لأبرز دليل على أن المصـري القديم كان أمينًا في تسجيل ما كان يجري في حياته المدنية والعسـكرية من أحداث وكان بوسعه أن يتجاهل هاتين الحادثتين لكن لأنهما تمثلان خروجا على التقاليد العسكرية والإنسانية المصرية

فقد رأى ضرورة الإشارة إليهما ربما تعبيرًا عن رفض هذا المنهج في التعامل مع الأسرى

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:26 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17