×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

الأخوة والمحبة في الإسلام

المصريين بالخارج

قيمة تصنع المجتمعات لقد كانت عملية صناعة مجتمع متماسك، يعرف طريقه نحو الريادة الأخلاقية والمادية، التي تؤهله لأن يقود العالم، ويُخرِجه من الظلمات إلي النور - عمليةً بغاية الصعوبة، في ظل الظروف المعقدة التي كانت تحياها المجتمعات العربية في شبه الجزيرة العربية، إبان بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وتكليفه بتبليغ رسالته السماوية، لا سيما أنه -صلى الله عليه وسلم- خرج مهاجرًا من مكة إلي المدينة، نائيًا بالضعفاء من المسلمين من القهر والتنكيل، راغبًا في رضوان الله عليهم، وتبليغ رسالته؛ فكان من أهم أعماله - صلوات الله وتسليماته عليه - بعد بناء المسجد النبوي الشريف، المؤاخاةُ بين المهاجرين والأنصار، ويشير بعض العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد آخى بين الصحابة في مكة قبل الهجرة. والأخوة - في معناها العام -: هي درجة من درجات القرابة والدم، تجعل للمرء على أخيه حقوقًا لا متناهية، وواجباتٍ لا تعد ولا تحصى، ولكن الأخوة في الإسلام جاءت بمفاهيمَ مغايرةٍ وغير تقليدية، فصارت الأخوة مفهومًا عظيمًا، وعلاقاتٍ واسعة، متحررةً من رباط النسب والدم، موثوقةً برباط أهمَّ وأعظم، وهو الرباط الإلهي، غايتها رضاه - سبحانه وتعالى - وبلوغ الجنة، فالأخوةُ والمحبة والارتباط لأجله - سبحانه - جعلت الغني في الإسلام أخًا للفقير دون استكبار، والأبيضَ أخًا للأسود دون تمييز، والحرَّ أخًا للمستعبد دون فضل، ووثقت وثاق الأخوة بأعظم المواثيق، وهو ميثاق المحبة في الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه)). ولقد أقر الله - سبحانه وتعالى - الأخوة بين المؤمنين في الإسلام، فقال في محكم كتابه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، والأخوة الخالصة لوجه الله الكريم، توجب للإخوة المؤمنين الجنةَ في الحياة الآخرة؛ لأنهم قد صنعوها بأخلاقهم في الحياة الدنيا؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعتْه امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))؛ متفق عليه. والمحبة في الله درجةٌ من درجات الأخوة الإسلامية، التي توجب رضا الله وملائكتِه والأنبياء والشهداء؛ لقول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: ((حول العرش منابرُ من نور، عليها قوم لباسُهم نور، ووجوههم نور، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء))، قالوا: صِفهم لنا يا رسول الله، فقال: ((المتحابون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاورون في الله))؛ رواه مسلم. ولقد كان في المدينة المنورة رجال ضربوا أجلَّ وأعظم الأمثلة في توطيد الأحاسيس والمشاعر، وجعلها ترتقي من صورتها الحسية والمعنوية إلى كافة صورها المادية، التي وطدت العلاقات بشكل يمكن قياسه، وآلفت بين القلوب وصنعت الامتزاجَ والانصهار التام بين الجميع: المهاجرين والأنصار، بل والمسلمين الوافدين من شتى الربوع والأقطار، والخضوع الكامل لأوامر الله ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- ونواهيه؛ لينطلق بهم نحو آفاق المجد، التي لا تحدها إلا الجنة، فالأخوة قيمة من قيم التمكين والنصر لرسالة الإسلام، ونموذجٌ لمجتمع أخلاقي متماسك متعاون، مترابط برباط أقوى من رباط الدم، يستوعب التعددية، ويجمع الثقافات، في عقد لا ينقطع، ويروج لدين أسّس لقواعد أخلاقية، لم يكن العقل يتصورها، في تلاحم جعل المجتمعَ الإسلامي مجتمعًا متوهجًا بكل قيمة، وبكل فضيلة أخلاقية، فدعا الناس ليدخلوا في دين الله أفوجًا؛ من أجل أن ينالوا درجة الأخوة والمحبة في الله، فلقد ألَّف الله بين هذه القلوب، ووحدهم نحو رضاه، ووفقهم لما فيه النصر لدينه الحق، فقال - تعالى -: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 63]. ولقد رسخت الأخوة في الله وفي الإسلام لمفاهيمَ اجتماعيةٍ وإنسانية، ما يزال ينادي بها وينادي لتقنينها، وتطبيقها عمليًّا وميدانيًّا، فكانت دولة الإسلام هي الراعيَ الحق للنموذج العملي والميداني الذي طبق هذه القيم وهذه المفاهيم بشكل ما زال يدعو للدهشة والانبهار، بما قدمته هذه الرسالة الأخلاقية للإنسانية، فكانت مقاومة ووقاية من الأمراض التي يعاني منها الفرد والجماعة عبر الأزمنة، ومنها: أولاً: الوقاية من الأمراض الفردية التي تنعكس علي المجتمع. فالأخوة في الإسلام تضمن للمؤمنين - الذين يعملون بحقها - الوقايةَ من جميع الأمراض الداخلية التي قد تعتري النفوس: كالكره، والبغض، والحسد، والغلظة، والتلاعن، والاستعلاء، وغيرها من هذه الأمراض الفردية، التي قد تنعكس على المجتمعات الإنسانية وتدعوها إلى الانحطاط والتراجع؛ وذلك لأن الإخوة المؤمنين من الطبيعي أن يأتمروا بأوامر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وينتهوا به. 1- الأخوة في الإسلام وقاية من الكره والتباغض بالقلوب: فقد حث الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- الإخوة المؤمنين المتحابين في الله، على سلامة الصدور، والتحرر من هذه الأمراض، ففيما روى أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ)). فأقل درجات الأخوة في الإسلام تبدأ بصفاء النية، وسلامة القلب من المسلم تجاه أخيه المسلم، وتنتهي بأعلى درجات العطاء والمنح: درجة الإيثار ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9]. فالكره والتباغض بالقلوب، قد يؤدي إلى القطيعة بالأفعال والأقوال أيضًا، والأخوة بفطرتها السليمة، وبنظامها المشروع في الإسلام - تنهى عن الكره والتباغض

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:20 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17