×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

مابين زيف وحقيقة الارتداد للماضي!

مابين زيف وحقيقة الارتداد للماضي!
مابين زيف وحقيقة الارتداد للماضي!

بقلم : بهجت العبيدي ـ كاتب ومفكر مصري مقيم بالنمسا 

جُبِلَ الإنسان على الحنين إلى الماضي، وهذا شيء طبيعي، فالحاضر دوما به من المشكلات، ويحمل من المعضلات، ما يجعل الإنسان في حاجة إلى واحة ظليلة، يرتاح تحت فيئها، فإذا به يبحث عن هذا الظل، وتلك الواحة، بين تلافيف عقله، وبين ثنايا أفكاره، فليس هناك ملجأ لنفسه إلا داخل نفسه، فيها يفتش، وإليها يركن. هذا على مستوى الإنسان الفرد، ذلك الذي ينسحب أيضًا، على الأمم.

في أيام الانكسارات والانهزامات التي تمر بها الأمم والدول يكون الماضي هو ملاذ شعوب تلك الدول وهاتيك الأمم، مرة يلتمسون فيه شعاعا هاديا لطريق جديدة لمستقبل زاهر ينشدونه، وأخرى هروبا وبكاءً على الأطلال، وثالثة مباهاة وفخرا يواجهون به ما يتعرضون له من " معايرة " ورابعة يبعثون به في نفوس أجيال جديدة الحماسة ليعيدوا تلك الأمجاد الغابرة.

إنها سنة الحياة التي تقتضي أن يؤخذ بأسبابها، فإذا بك في ركب الحضارة بين تلك الأمم الحية تحيا، أو تتخلى عن تلك الأسباب فإذا بك مرتد إلى ماضيك لتصنع حلة ترتديها علها تقيك ما ألم بك في حاضر فرطت أنت فيه.

إن لنا ـ نحن المصريين على وجه الخصوص ـ ماض عريق يسعفنا من كافة الحقب، فنتباهى ـ ومعنا كل الحق ـ بحضارتنا المصرية القديمة في مراحلها المختلفة، كما نفخر بإسهاماتنا في الحضارة الإسلامية والعربية، تلك التي جعلت القاهرة هي عاصمتها التي لا تقارن في حقبة زمنية طويلة، وجاء العصر الحديث ليشيد محمد علي دولة كادت تصبح إمبراطورية تصدت لها القوى الكبرى لتحصرها في حدود غير مسموح لها بتجاوزها، وهنا أتذكر مقولة ـ أو بالأحرى تشبيه ـ لأديبنا العالمي نجيب محفوظ حينما قال أنه يجب أن تكون علاقة مصر بالقوى العظمى كعلاقة الأرض بالشمس فلا تبعد عنها فيصيبها التجمد ولا تقترب منها فتحترق.

اصطلح على أن يطلق على الماضي: القريب منه والبعيد " الزمن الجميل!" في إشارة واضحة لما يشعر به الإنسان المصري الآن من معاناة على مستويات عدة، ابتداءً من صعوبة الحياة اليومية مرورا بالمشكلات ـ التي أصبحت مزمنة ـ من تلوث وضوضاء وزبالة ـ انتهاءً بالسلوك والذوق العام، ومصطلح " الزمن الجميل " الذي يطلق على الماضي، اختزله ليكون كله رائعا على كافة المستويات: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والثقافية والجمالية، ضاربا بعرض الحائط تلك المعاناة التي كانت تعتصر ابن هذا الزمن " الجميل! ".

ولقد انتشرت بعض " الفيديوهات " على مواقع التواصل الاجتماعي تبرز مظاهر الجمال والتقدم والرقي لبلدنا العزيز مصر، كما تعكس مستوى اقتصاديًا كبيرًا للدولة المصرية في فترة ما قبل ثورة يوليو، وانبهر بمثل هذه " الفيديوهات " شعبنا المصري، هذا الانبهار الذي دفع هذا الشعب لصب جام غضبه على الحاضر، وعلى ـ بطريقة خبيثة ـ من أوصلنا لهذه الحال، وعلق بعض الإعلاميين على مثل هذه " الفيديوهات " فوجدنا من " جَعَّرَ بحنجرته " متسائلا أين ذهب هذا الذوق وكيف غادر هذا الجمال! البلاد ؟ والذي لو سلمنا به لأجبناه أنه لم يكن في ذلك العصر من هم على شاكلتك بهذا الذوق المتدني والذي تبثه أنت وأمثالك في أبناء شعبنا.

والحقيقة التي لا مراء فيها أن مصر كان لديها مشروع نهضة في كافة المجالات، ولكن لم تكن بتلك الصورة التي يعكسها ما يتم عرضه في بعض الافلام القصيرة التي تُبَثُّ على مواقع التواصل الاجتماعي، فأجيال ذلك "الزمن الجميل "، وعلى وجه التحديد الذي عاش في الريف المصري ـ والذي يتفق معه كل طبقته في كل بقعة من ريف أو حضر ـ قد عاش الأغلبية منهم في بيوت بنيت من طين، واستذكر دروسه على ضوء " لمبة جاز "، وأصابته البلهارسيا وعديد الأمراض التي فتكت بالبعض بسبب عدم وجود مستشفيات ولا أطباء، ولم يتمكن قطاع كبير من التعلم لعدم وجود مدارس في أماكن ليست نائية.

نعم هناك في الماضي ما هو جميل، وهو ما سيذكره بعض من الأجيال القادمة عن هذا العصر الذي نعيشه الآن حينما يصبح ماضيا، ويبثون فيه أفلاما من تلك المدن الحديثة والمنتجعات الرائعة في مصر الآن والتي لا تمثل حياة السواد الأعظم من المصريين، ليعرضوا ذلك الجمال وهذه الروعة وذاك الهدوء وهذا النظام الذي تأتيه العديد من جنسيات العالم حاجة لتستمتع به.

نعم هناك في الماضي ما يدعونا لأن نعمل على إحيائه، وهو تلك القيم الجميلة التي من بينها أن نضع الأمور في نصابها. هذا الذي لو قمنا به، سنحقق حاضرًا مشرقًا، ومستقبلًا مزهرًا، خاصة وأننا الآن لدينا مشروع حضاري يقوم عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أُجْزم أنه مؤسس مصر المعاصرة، كما كان محمد علي مؤسس مصر الحديثة، فالرجل يخطو خطوات هائلة في كافة مناحي الحياة، ويطلق مشاريع عملاقة جديرة بمصر، وقادرة على ان تنقل مصر لتضعها في مصاف الدول المتقدمة، ذلك الذي يدعونا بل يدفعنا دفعا لمطالبة الشعب بالوقوف خلف الرئيس من أجل دولة تليق باسم مصر، وتليق بشعب علّم العالم، في الماضي، ويستطيع أن يساهم في حضارته الإنسانية في الحاضر، وأن يمنحه تجربة جديرة بالبحث والدرس مستقبلًا.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 06:20 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17