×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

الشهيد الخالد "أحمد المنسي" الغير منسي

الشهيد الخالد "أحمد المنسي" الغير منسي
الشهيد الخالد "أحمد المنسي" الغير منسي

بقلم : صباح أبوغزالة 

خاضت مصر معركتها ضد الإرهاب والتكفير والاستغلال السياسي للدين وحدها نيابة عن العالم أجمع متسلحة بوطنية أبنائها ،وإرادة جيشها، ووحدة شعبها،ووعي نخبتها.

واستطاعت أن تصل إلى الدمويين في جحورهم وتدك عليهم مخابئهم وردت بذلك عن الوطن العربي كله الكثير من شرورهم وامتداداتهم الأخطبوطية ومخططاتهم التدميرية. 

لأن مصر كانت دائمًا وأبدًا في الطليعة عندما يجد الجد لا تنتظر بيانات الإدانة ولا صيحات الإعجاب ولا كلمات التنويه، تفعل ذلك لأنها اقتنعت بالأدلة والبراهين أن الإرهاب لا يهدف إلا ترويع الآمنين وإرهاب المستضعفين وإسقاط الاوطان في أتون التدمير الذي يسمونه "جهاد الإنهاك" وفق أجندات دولية عابرة للقارات تبشر بالفوضى الخلاقة، كما نظر لها أساطين تدمير الدول الوطنية من غلاة المستعمرين. 

استطاعت مصر أن تهزم الإرهاب وتجهز على التكفير وتكشف المروجين له من تجار الدين، بفضل كل ابنائها خاصة منسوبي القوات المسلحة والأمن الوطني الذين خاضوا معارك شرسة مع جحافل الإرهاب وقدموا قوافل من الشهداء ومواكب من الإطهار الذين لاحصر لهم أمثال :

 - مصطفى حجاجي الصوام القوام.

- حازم ابو المعاطي رمز التحدي والفداء صاحب الزمجرة الخالدة وهويخاطب جنوده عند احتدام المعارك قائلًا : اضرب يا واد ،دي أرضك ودا عرضك ،اوعاك تهرب أو تخاف. 

- أحمد الدرديري الذي كان يتترس به جنوده بطلب ملح منه. 

- شريف محمد عمر الذي أبى عليه شرفه العسكري أن يطلق النار على سيدتين ،وكانتا جاسوستين للإرهابيين ما تسبب في استشهاد. 

- أمير الشهداءمحمد هارون صائد التكفيريين ومرعب الإرهابيين الذي اذاقهم المر في مخابئهم. 

- محمد علوي سمك و مصطفى الخياط و محمد عوض حواس وعبد الحميد الإمام و خالد المغربي و فراج محمد و محمد السيد.. وغيرهم كثير ممن أضاؤوا سماء مصر باسمائهم الطاهرة وأعمالهم الشريفة.

ولن تسعنا هذه العجالة في التطرق إلى اسمائهم أو بعض مناقبهم وقد لا تسع الأسفار الضخمة للإحاطة بما اُؤثر عن هؤلاء الأطهار إنما هي بعض الومضات يمليها إلينا واجب الوفاء لمن بذل الروح طواعية ليعيش الوطن. 

فإذا كان شهداء أكتوبر المجيد قد منحوا للوطن جرعة مركزة من الفخر والاعتزاز بعد هزيمة مروعة ونكسة موجعة ، فإن شهداء مكافحة الإرهاب قد منحوا مصر عرش الكرامة الأبدية في وقت ضاعت فيه كرامة الكثير من البلدان ،والأمر ليس غريبًا على مصر لأنها عبر مسيرتها التاريخية الناصحة كانت السد المنيع أمام جحافل الغزاة والحاجز الأول أمام اختراقات أحصنة طروادة التي تظهر من حين لآخر لتبيع الأوطان في سوق الخيانة. 

ويقف اليوم شعب مصر العظيم معتزًا بأبنائه الشهداء فخورًا بما قدموا في سجل الخالدين منوهًا بسيرتهم الزكية وهي سير يجدر بنا أن ندرجها في المقررات الرسمية في كل المراحل التعليمية. ونجعلها محور النشاط الفني في البلاد على غرار ما أحدثه مسلسل "الاختيار" من تفاعل مع الحرب على الإرهاب والذي لم يتعترض عليه إلا البيئات الحاضنة للفكر التكفير. 

ومن هؤلاء الشهداء الأفذاذ الذين شدوا انتباه جموع الشعب المصري بكل فئاته وأطيافه، وشدوا أنظار الكثير من الشعوب العربية التي اكتوت بنار الإرهاب وتحولت سيرته الزاخرة إلى حديث العام والخاص الشهيد العقيد أحمد المنسي شهيد " كمين مربع ألبرت" بمدينة رفحالمصريةبتاريخ ٧يوليو ٢٠١٧ وهو يتصدى مع أفراد كتيبته لهجوم تكفيري غادر، وهي سيرة نموذجية تمثل عقيدة الجيش المصري وسلوك العسكرية المصرية. 

أدرك الشهيد أحمد المنسي أن معركة مصر مع التكفيريين هي معركة فكرية أولًا وأمنية ثانية ولذلك اؤثر عنه في محيطه العائلي والمهني أنه لم يكن يستعمل مصطلح الإرهابيين لنعت تلك المسوخ القادمة من عصور "الظلام" "والظلامية" إنما كان ينعتهم بالتكفيريين لأن منبع الارهاب المعاصر هو المنبع التكفيري الذي أوجد الخوارج الاوائل الذين تميزوا بتحريف النصوص وتأويلها بما يخدم انحرافاتهم النفسية والسلوكية والعقدية والفقهية والفكرية واعتمد طروحاتهم الخوارج الجدد. 

ولذلك كان شهيدنا متحمسًا لاسترجاع الإسلام المختطف إلى حواضنه الأصلية ممثلة في التدين الفطري السمح للشعب المصري ومن هنا عرف عنه تلقينه لجنوده لتلك الأدعية الدينية العديدة كما عرف عنه أيضًا قدرته الكبيرة على دحض حجج هؤلاء الخوارج الجدد.

وكان شهيدنا الخالد نموذجًا للتفاعل مع أي مشكلة يعاني منها أي فرد من أفراد كتيبته وبذلك تحول أفراد هذه الكتيبة إلى جسد واحد. 

وعم إشعاعه القيمي وتأثيره الأخلاقي كل من عرفه أو اقترب منه، وحصل بحق على اسم الشهيد الخالد لأن الأجسام تبلى ولا يبقى إلا الأثر الطيب والفعل النبيل. 

بأمثال الشهيد أحمد المنسي غير المنسي استطاعت مصر أن تعري الخلفية الفكرية والسلوكية للإرهابيين ومن يدعمهم من تنظيمات وجماعات وأفراد ودول وحراس معبد بل واستطاعت أن تحقق أعظم لحمة وطنية لم تعرفها مصر إلا في ثورة ١٩١٩ م التي كانت ثورة كل المصريين. 

واستطاعت أن تبعد الإرهاب إلى التخوم والأطراف حيث يجد بعض الدعم المهرب سرًا كم واصلت ضربه هناك، ولعلنا الآن نعيش الربع ساعة الأخير من عمر الإرهاب المعولم ، وسيعلن جيشنا الأبي الانتصار النهائي على فلول التكفير والإرهاب والخيانة. 

لقد خاضت مصر العظمى حربها الوجودية ضد المسخ التكفيري والبعبع الارهابي متسلحة بإرادتها السياسية الحرة مرتكزة على تفاعل شعبها مع هذه الإرادة واستطاعت في نهاية الأمر وفي ظرف زماني قياسي تحقيق ما عجزت عنه الكثير من البلدان التي عايشت ذات الظرف. 

حمى الله شعب مصر من الإرهاب والارعاب والتكفير ، وكان الله في معية جيشها الباسل وقواتها الأمنية المغوارة ،هذا الجيش الذي زكاه خير الخلق وحبيب الحق قبل أربعة عشر قرنًا في قوله عليه الصلاة والسلام "فذلك الجند خير أجناد الأرض". وأخذ الله بيد قيادتها الرشيدة لتحقق النماء والرخاء ،إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:10 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17