×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

حسن بخيت يكتب : وأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ

حسن بخيت يكتب  :  وأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
حسن بخيت يكتب : وأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ

بقلم : حسن بخيت 
{وأبُونَا شَيْخٌ كَبيرٌ} جملة قرآنية وردت على لسان ابنتي نبي الله شعيب عليه السلام في الحوار الذى جرى بينهما وبين  نبي الله موسى عليه السلام ،عندما سألهما عن شأنهما وقد اعتزلتا المزاحمة على ماء مدين. 

تخيل معي أيها القاريء العزيز تلك المشاهد العظيمة من السيناريو الرائع ( اذا جاز التعبير ) ، فهناك مشهد الرجال مجتمعون، مشغولون بقضيتهم ، فكلُ همهم أن يسقوا أنعامهم وبهائمهم ، دون الالتفات أو النظر إلى أي مشاهد أخرى ،، فأمر الأخرين لا يعنيهم ،ولا يشغل بالهم ، ومشهد أخر تجسده  امرأتان تذودان أنعامهم عن السقي حتى لا تخالط الرجال ، أو لمي لا تتعرضن للاهانة أو الأذى أو الضرر ، مشهد ثالث لفتى صاحب رؤية ثاقبة وذكاء ودهاء ، ورجولة وأخلاق ، يراقب المشهد كاملًا رغم ما يعانيه من وعثاء السفر وتعب الطريق وهم التفكير. 

شتان بين أحوال أصحاب تلك المشاهد الثلاثة ،، بين حال أولئك القوم الذين لم يشغل بالهم إلا قضاء حاجتهم دون مشاركة منهم للمجتمع ، فلم يرعوا ضعف المرأتين وحاجتهما مع عفتهما وحياءهما، وبين موسى عليه السلام الذي أضناه طول الطريق ووعثاء السفر، وهم المشكلة التي خرج من داره بسببها ، ولكنه حين رأى ذلك الموقف دفعه خلقه النبيل ورجولته ومروءته للسؤال عن حال المرأتين وقضاء حاجتهما ، وبين حال المرأة بطبيعتها الضعيفة، وبحاجتها إلى من يقضي لها أمرها، وبحيائها وعفتها التي تأبى أن تزاحم الرجال أو تخالطهم ، وتنتظر حتى يرحل الرجال لتقضي حاجتها. 

قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ {ولمّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عليهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قَال ما خَطْبُكُمَا قَالتَا لا نَسقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرَّعَاءُ وأبُونَا شيْخٌ كبيرٌ} آية قرأنية عجيبة ترسم  للمتأمل صورة حية في مشهد عظيم فيه حركة، وفيه صوت، فترى في الصورة تزاحم جمع كبير من النّاس حول البئر، وانزواء امرأتين خلف هذا الجمع تدفعان ما معهما من النعم بعيداً عن مجال التزاحم والاختلاط مع الرجال، والوجة الآخر للصورة ترى رجلا فتياً قويًا أمينًا يراقب الموقف عن بعد ، ليحلل تلك المشاهد ، ويتدخل في حدود دوره ليعيد الأمر إلى طبيعته ،،فيسعى جاهدًا لتقديم المساعدة للفتاتين بكل أدب واحترام ، وبدون مزاحمة أو طغيان سائلًا عن حالهما،ليكشف العلة التي خرجتا من أجلها تلك الفتاتين لقضاء هذه المهمة الصعبة التي لا يقوم بها الا الرجال ، ويا للعجب من سؤاله ( ما خطبكما ) سؤال واحد فقط حمل في طياته كل ما يحتاجه من معرفة أمر خروجهما دون الدخول في تفاصيل هامشية ، وحوارات وأسئلة لا تغني ولا تسمن من جوع ، ولا فائدة منها ، ليأتي الجواب الأعجب من الفتاتين أيضًا في جملة واحدة وإجابة مفصلة ومفسرة للموقف كاملًا في التزام كامل بأدب الحوار مع الرجال وقت الضرورة ، ودون شكوى ولا ضجيج ،،فتجيبانه بكل حياء وأدب {لا نسقي حتّى يُصدِر الرِّعاءُ} أي لا نسقي حتى ينقض الجمع وينتهي الزحام، ويذهب الرجال ، ثمّ عللتا خروجهما لأداء هذه المهمة لعدم وجود رجل معهما وقيامهما بهذا العمل ، فليس لهما أخ ولا زوج ، بقولهما {وأَبُونا شيخٌ كبيرٌ} فهما تسعيان فيما يريح الأب الشيخ الكبير وتتحملان من التعب والمشقة والحذر من الإختلاط ، وتصبران عن المزاحمة حتّى ينفض الجمع .

 حوار رائع حمل الينا كل القيم السامية من مروءة الرجال السليمة الخالية من الأغراض الدنيئة ، والأغراض الشخصية، مع أدب رفيع وأخلاق حميدة من طرفي الحوار، حيث أفضى هذا الحوار الّذي هيّأته أقدار الله إلى ترابط بيتين طاهرين من بيوت النبوة  بأوثق الترابط والتلاحم وأشرفها، فكان موسى عليه السلام  نعم الزوج، وكانت بنت شعيب نعم الزوجة، ونعم العون على مشاق الطريق وتبعات الرِّسالة فيما بعد ، وكآن هذا الموقف هو اعداد من الله - عز وجل - لمهمة عظيمة تحتاج الى زوج وزوجة بتلك المواصفات السامية ، ورسالة سماوية لكل رجل أو إمرأة يتعرضان لمثل هذا الموقف ..

أليست هذه الآية كافية للرد على أصحاب الدعوات التى تنادى بالاختلاط المزعوم الخبيث ، وتبرر له المبررات والحجج الباطلة؟! ( بلى والله إنها كافية ) ، فلو تأملوا هؤلاء قصة موسى عليه السلام مع الفتاتين لوجدوا أن شيخوخة أبيهم ، ومشقة عملهم ، وظمأ دوابهم ، لم تبرر لهما الإختلاط بالرجال ! مع عدم المنع من الخروج وممارسة العمل وقت الضرورة لمن اضطرت للخروج وظروفها أجبرتها على ذلك،  مع الالتزام بالستر والحياء والأدب ، وايضا التزام الرجال بالمروءة والأخلاق الحميدة. 

لكن هؤلاء ليس لهم إلا لمز أهل الخير وحماة المجتمع، واتهامهم بإقصاء المرأة، وتعطيل دورها، ثم لا تجد لهم بعد ذلك أي دور فعال، لا للمرأة ولا للمجتمع، فهم لا يريدون إلا أن تسقي المرأة معهم ومن دلوهم، وحينها ستكون المراة فريسة سهلة يشتهونها كيفما يشاءون ،  ووقتها ستضيع الأعراف والأخلاق..! ويفقد الحياء..! وتقتل العفة،ويسقط المجتمع في مستنقع الرذيلة والمحرمات. 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:31 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17