×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

موسم الحج للوطن.. التعايش المصري في مغرب أوروبا

موسم الحج للوطن.. التعايش المصري في مغرب أوروبا
موسم الحج للوطن.. التعايش المصري في مغرب أوروبا

بقلم الكاتب : مصطفى كمال الأمير 

بسبب الخوف من تفشي وباء كورونا هناك اقتراحات بإلغاء  فريضة الحج لهذا العام 1441 هجرية، فقد تم إلغاء حج ملايين المغاربة الي وطنهم سنوياً في موسم الصيف بعد غلق الحدود البرية والبحرية والجوية مع إسبانيا وأوروبا منذ شهر مارس وحتى إشعار.

في حال فتح الحدود منتصف شهر يوليو فإن ذلك يعني عدم جدوى السفر برًا وجوًا لإسبوعين فقط، ربما لحضور عيد الأضحي وسط الأهل والأقارب رغم إلغاء الحج نفسه فهل يتم إلغاء أضحية العيد الكبير. 

تواجد المغاربة الكبير في أوروبا سابق زمنياً للوجود المصري لأسباب تاريخية وجغرافية، وقد كان ممكنا تغيير الترتيب بإحلال المصريين بدلاً من المغاربةلولا رفض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حينها لطلب دول أوروبا منه بإرسال عمالة مصرية إليها لتعميرها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو ما أثر بالسلب علي واقعنا الحالي في أوروبا والغرب عموماً. 

وقد جاء المغاربة ( تونس والجزائر والمغرب ) مع الأتراك عمالة وافدة بناء علي طلب أوروبي لتعميرها بعد الحرب العالمية بأعداد كبيرة تزايدت كثيراً حتى وصلت أعدادها للملايين في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وبدرجة أقل في البلاد الأخرى، وقد تجمعوا في برامج التجمع العائلي للَم الشمل وأيضًا من هجرة القوارب غير الشرعية، وأقاموا أسواقهم وأنديتهم ومساجدهم وتجارتهم وزيهم المميز بالجلباب المغربي، على مبدأ أهل مكة أدري بشعابها أري من الحكمة أنهم أولي بدراسة أوضاعهم الاجتماعية بأوروبا ومنها ارتفاع معدلات الطلاق المبكر والجريمة وتأهيل كبار السن دينيًا وسياسيًا واجتماعيًا وربط أجيالهم الجديدة بجذورهم الوطنية. 

ويوجد قصص نجاح كثيرة للمغاربة منها وصولهم لمناصب وزارية في فرنسا (رشيدة داتي ) ورئاسة البرلمان الهولندي ( خديجة عريب ) ومحافظ روتردام أحمد أبوطالب ونجحوا أيضًا في أمريكا وكندا كما نجحوا في عدة مجالات من المبدعين والكفاءات من أصحاب الأعمال والرياضيين الذين نجحوا لا سيما في كرة القدم ( بن عطية المغربي وكريم بن زيما الجزائري مع زين الدين زيدان وسامي خضيرة تونسي الأصل )ومثلوا دوليًا بلاد المهجر والوطن الأم الذين يعبرون البحر المتوسط كل عام صيفًا بحرًا بر"ا وجوًا بالملايين في رحلة الحج للوطن بالعودة إلى الجذور في الجهة الأخرى للمتوسط الذي يزداد اتساعًا علي الآلاف من مهاجرين القوارب الأفارقة العابرين يوميًا من الجنوب إلى الحلم الأوروبي في بلاد الشمال. 

أما المصريين فقد لحقوا بالمغاربة في غرب أوروبا نهاية السبعينيات وكانت الأحوال أسهل كثيرًا من الآن من حيث الإقامة والسكن والعمل وحدث الزواج المختلط بين المصري الباحث عنهم مع السيدات المغاربيات في زواج عمل وحدث أحيانًا زواج مصلحة وقصص للفشل وأيضًا للنجاح تمثلت في أسر مستقرة مثل قصة فيلم همام في أمستردام وهي قصة واقعية مع بعض الإضافات للحبكة الدرامية، وحتى الجيل الثاني من الأبناء منقسمين ثقافيًا واجتماعيًا ما بين الأب والأم وبلد الإقامة في المهجر. 

ولأمانة سرد وعرض الأمر فقد حدث استغلال مادي ومعنوي للمصريين من بعضهم ومن غيرهم وهو ما أدي إلى مآسي كثيرة بعد اضطرار المصري للخروج الكبير من بلده لأول مرة للبحث عن رزقه في قارات العالم الجديد سواء بدول الجوار والخليج شرقًا أو شمالًا في أوروبا وأمريكا غربًا. 

وللتعريف أن الشعوب المغاربية محبة وعاشقة لمصر تاريخيًا وثقافيًا سيداتها ورجالها لديهم سوء تفاهم سياسي بدءًا بمحاولة انقلاب الصخيرات للجنرال أوفقير في المغرب، قبل نصف قرن علي خطى الزعيم عبد الناصر وكان الفنان عبد الحليم حافظ في المغرب حينها، وملف الصحراء المغربية ونهاية بمعاهدة معسكر داوود ( كامب ديفيد ) مع إسرائيل أيام السادات، ثم قضية الصحراء المغربية مع جارتها الجزائر وجبهة البوليساريو، وقد ورثوا هذا لأبنائهم وهو مايفسر التعصب المزمن بالرياضة بين مصر وشمال إفريقيا منذ نهاية السبعينيات ومباراة مصر وليبيا الشهيرة عام ١٩٧٨، وزاد من تأجيج مشاعرهم ضد مصر قنوات الفتنة الإخوانية والجزيرة القطرية والأكاذيب لتخريب العلاقات العربية، وربما من قدر علي تصحيح هذا الوضع الغريب حاليا هو اللاعب محمد أبو تريكة المحبوب من الجميع هناك. 

وسابقًا كانت القومية العربية والزعيم جمال عبد الناصر وأم كلثوم مع جيل العظماء عبد الحليم وسي عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان مع وردة الجزائرية، ذلك أن الفن والثقافة المصرية شكلت وجدان المواطن العربي لعقود قبل أن تترك الريادة للآخرين الصغار، ولأنهم محبين للفن والغناء بالفطرة وخصوصًا التراثية منهافلا تكاد تخلوا الدار المغاربية من وجود آلة موسيقية شعبية. 

لقد كان هناك تعايش مغاربي في مصر بتواجدهم للدراسة في الأزهر في رواق المغاربة وقصبة رضوان بالغورية أو جنوداً في جيش جوهر الصقلي مؤسس الجامع الأزهر ومدينة القاهرة الفاطمية وأيضًا في طريقهم للحج إلى الحجاز والتجارة وزواجهم من السيدات المصريات والسفر بهن إلى في بيت المصرية في الديار المغربية العتيقة في القصبة بما يعني أن آلاف وربما ملايين المغاربة حالياً تجري في عروقهم دماء جداتهم وأمهاتهم مصريات الأصل، كما أن مصر ساعدت العرب في إفريقيا علي التحرر والاستقلال عن الاستعمار الغربي ، وأرسلت المدرسين العرب والأزهريبن بعد الاستقلال للمساعدة في تعريب الثقافة والدواوين في الجزائر، كما أننا حاربنا معاً في حرب اكتوبر 1973 لاسترداد كرامة العرب المهدرة في هزيمة 1967. 

وقد استقرت عائلات مغاربية كثيرة في مصر منها الوزاني وبرادة والعلمي والمغربي وأولياء الله الصالحين ومنهم سيدي إبراهيم بمدينة دسوق والسيد البدوي بطنطا والمرسي أبو العباس وأبوالحسن الشاذلي وأبوحصيرة إلخ.

وحديثًا كان لجوء قائد ثورة الريف المناضل عبد الكريم الخطابي بعد استقلال المغرب حتي دفن في أرض مصر، وأيضا شاعر العامية المصرية الشهير بيرم التونسي، كما يوجد حالياً في المغرب آلاف المصريين المقيمين مع الاستثمارات الكبيرة في التجارة والسياحة من رجال الأعمال وأشهرهم كامل أبو علي، كما توجد مشاريع ضخمة أيضاً لشركة المقاولون العرب المصرية في المغرب الشقيق. 

وهنا نعود إلى عنوان المقال ونتسائل عن مستقبل أبناء هذا الزواج المختلط من الناحية الثقافية والاجتماعية، ولعدم وجود إحصائية دقيقة عن أعدادهم التي تقدر بالآلاف في إطار البحث عن الهوية والتشكيك في الانتماء لدي مزدوجي الجنسية ونحن نتحدث هنا عن ثلاثية الجنسية ولكنها مخففة نسبيًا لأصولها العربية والإسلامية. 

وبعد كارثة كورونا الصحية والاقتصادية وبعدما أغرق الإغريق اليونان أوروبا في دوامة الديون المالية والكساد الاقتصادي وتزايد طابور العاطلين عن العمل بالملايين بعد وباء كورونا وصعود اليمين للحكم علي ضفتي المتوسط شماله وجنوبه ربما تجبر الظروف الحالية البعض من المصريين بالعودة مع عائلاتهم إلى مصر للاستقرار فيها، فهل يمكن استيعابهم مع العائدين من دول الخليج بفعل تأزم العلاقات مع دول عربية معروفة بكثافة العمالة المصرية فيها مع تراجع الاقتصاد وقلة موارد قناة السويس والسياحة بفعل الانكماش الاقتصادي العالمي بعد وباء كورونا؟ 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:19 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17