حافظوا على أوطانكم
كتب : طارق عناني
الوطن هو ذلك الغطاء الّذي يغطّي كافّة من يعيشون على أراضيه، فأرض الوطن تضمّ أناساً من كلّ حدب وصوب، أناساً أحبّوا بعضهم وقبلوا أن يعيشوا مع بعضهم البعض رغم وجود الفوارق بينهم وبشكلٍ واضح وكبير ممّا سيؤثّر على التطوّر وبشكل كبير جداً في العمليّة التعليميةّ للإنسان، ومما سيجعله متحصّلاً على العديد من الأمور الّتي لا يمكن لها إلّا أن تسهم في زيادة التعاون بينه وبين الناس على اختلاف محدّداتهم ممّن يعيشون على أرض وطنه.
إنّ الإنسان هو من يصنع وطنه؛ فنحن نعطي الوطن من دون أيّ مقابل، لأن الوطن هو الأساس، فهو نحن، ومن يعطي الوطن بمقابل، أو من يتعامل مع وطنه بمبدأ المكافأة فإنّه لم يعرف حقيقة الأرض الّتي يعيش عليها، ولم يقدّر معنى الوطن أو المواطنة؛ فهذا الإنسان فاقدٌ وبشكلٍ كبير جداً لأجزاءٍ كبيرة من نفسه الّتي ينضوي عليها.
لم يكن الوطن يوماً ما قطعة من الأرض قابلة للمساومة أو للمراهنة؛ بل هي قطعة من الأرض المتجذّرة في أعماق كلّ حرٍّ ينتمي إليها ويعيش عليها ويأكل ممّا تنبته، ويتنفّس من هوائها، ويشرب ماءها، ويحدّق إلى نجومها ليلاً؛ فالوطن له نجومٌ تميّز بها وتفرّد بها عن غيره من بقاع العالم.


















