بعد تكرار إهانة القرآن.. مرصد الأزهر يطالب أوروبا بوقف الهجمات على مقدسات المسلمين
أوضح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في بيان اليوم الاثنين ، أن وقوع مثل تلك الأعمال المتطرفة على مرأى ومسمع من الشرطة بالنرويج، دلالة واضحة على موافقتها الضمنية على تلك الجرائم التي تتنافى مع كافة الأعراف فضلا عن القوانين الدولية وتنبذها كل الأديان والضمائر الحية.
وأعرب المرصد عن استنكاره الشديد لحادث تمزيق المصحف الشريف والبصق عليه، أمس الأحد، من قبل ناشطة متطرفة بالنرويج، والذي تم تحت مرأى ومسمع من قوات الشرطة، بعد يومين من حادث حرق المصحف خلال تظاهرة متطرفة في مدينة "مالمو" جنوب السويد.
وأكد المرصد على أن هذه الأعمال المتطرفة تزيد الكراهية وتزرع الضغائن بين أبناء المجتمع الواحد، وربما تكون حافزا لارتكاب جرائم كراهية أكثر عنفا، وليس الحادث الإرهابي الذي ارتكب في نيوزيلندا في العام 2019 عنا ببعيد; فهو نتاج لمثل تلك الأفعال الإجرامية التي ترتكبها حركات اليمين المتطرف والتي لا تقل خطورة عن تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى بأي حال من الأحوال.
وأشار المرصد إلى أن حادثي حرق وتمزيق المصحف الشريف استفزاز صريح لنحو ملياري مسلم في أرجاء العالم، وأن ذلك عمل متطرف بغيض يتطابق مع أفعال "داعش" والتنظيمات الإرهابية التي لا تحترم حرية الأديان والعقائد والرموز والمقدسات الدينية.
وأدان المرصد ما أظهرته تلك المشاهد المقيتة التي بثتها العديد من القنوات العالمية، من تعامل شرطي مع ذلك الحادث; حيث ظهر بمظهر الحامي له وذلك في التزام زائف بضمانة حرية التعبير لهؤلاء المتطرفين، هذا الالتزام الذي تناقضه مشاهد لاحقة أظهرت تعاملا عنيفا مع رافضي تلك الأفعال وإلقاء القبض عليهم، وبما يثبت ازدواجية في المعايير التي تنتهجها السلطات في تلك البلدان، الأمر الذي يمثل تهديدا واضحا لأول حق من حقوق الإنسان وهو المساواة والعدالة، مؤكدا أن تلك الازدواجية في التعامل مع أتباع الديانات ترويج لخطاب الكراهية والتطرف المقيت.
ووجه المرصد المجتمعات الأوروبية باحترام المقدسات الدينية للمسلمين ووضع حد للتصرفات الإجرامية بشأن المصحف الشريف، وإعطاء أهمية قصوى لوقف الوتيرة المتصاعدة لتلك الأعمال المتطرفة التي تسيء للإسلام ومقدساته من قبل ناشطي اليمين المتطرف، وما بها من انتهاك لحرمات ومقدسات هي الأسمى على نفوس المسلمين، وبما يترك أثرا سلبيا عظيما في نفوس المسلمين في الداخل الأوروبي، بل وفي العالم أجمع.
كما شدد المرصد على وضع عقوبات صارمة تحول دون احتمالية حدوث مثل تلك الأعمال في المستقبل، مناديا بضرورة أن يضطلع المجتمع الغربي بمسؤولياته تجاه تلك الأعمال المتطرفة التي تمثل خطرا شديدا على سلم المجتمعات; لما تفرزه من كراهية وعنصرية وإرهاب عانت منه أوروبا خلال القرون الوسطى.


















