درة الصحافة التي هزت عرش المقال المصري
د.زكي السيد المصريين بالخارج
لاشك أن ماترصده الكتابه الإبداعيه من أفكار راقية وثقافات تسمو بالنفس البشريه وتعزز من سموها ورقيها وتميزها ، هو خير دليل يعكس مدى الدور الرائد لمكانتها وسط أليات التنوير العصرى، والتى يتلمس خطاها كل فرد يسعى جاهدا للالمام بقدرا كبيرا من السمو والرقى الفكرى بما يحاك بنا من مقتضيات وتداعيات الحياة العصرية الراهنة.
وحقا يذكر ،لقد كانت مصر دائما منبتا للعظماء الذين رفعوا اسمها وراياتها خفاقا في الكثير من المجالات، فإذا تطرقنا للمجال الأدبى تطول قائمة الإبداع من حيث التعداد ، لكن يمكن أن نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر { نجيب محفوظ ، طه حسين ، توفيق الحكيم ، يوسف السابعى ، يوسف إدريس…..} وغيرهم من الدرر الراقيه والتى سطرت بأحرف من نور تاريخ الأدب المصرى منذ بدايات إلى نهايات القرن المنصرم.
إن القارئ الجيد لتاريخ الأدب المصرى عامة والروائى والمقالى منه بصفة خاصه ، يدرك جليا ان مكانته الرائده لم تتأتى جزافا وانما أرساها فكرًا راقيا مؤصلا بالإبداع سطرته اياد تعى تماما قيمة هذا الفن وأثره الايجابى فى أحداث الفارق التوعوي اللازم لنهضة المجتمعات ورقيها.
اقرأ أيضاً
- وزير الطيران المدنى يتفقد أعمال مشروع توسعة مطار سفنكس الدولي
- وفاة الفنان فايق عزب بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 77 عاما
- ”160 دولارا للابتدائى”.. تعرف على رسوم التقدم لامتحانات ”أبناؤنا فى الخارج”
- إصدار تخفيضات جديدة لرسوم مرور كافة السفن بقناة السويس.. إشاعة
- معلومات مجلس الوزراء: نجاح مصر في تحسين متغيرات اقتصادها الكلي
- اشرف صبحى يستقبل بعثة المنتخب بعد العودة من توجو
- جهاز المنتخب: إصابة أيمن أشرف كدمة بسيطة
- أصالة تشوق جمهورها لأحداث أعمالها الفنية
- بادرة منح جائزة الدولة التقديرية في الفنون لملك الدراما العربية
- أشرف صبحي يلتقي بأحمد ناصر لمتابعة توصيات اجتماع الاتحادات الرياضية الأفريقية
- رئيس الوزراء يبحث مخطط تطوير المنطقة الفندقية خلف المتحف المصري الكبير
- مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان يشارك في مؤتمر وأرسو لحرية الدين أو المعتقد
بيد انه، اذا كانت المقالة فن صحفي في المقام الأول، نظراً لما تتطلبه الكتابة الصحفية من إيجاز وحسن صياغه وترابط ووضوح في الأفكار، الأمر الذى حدا برواد هذا الفن الأدبى سالفى الذكر ، لانتقاء مقالاتهم التى اتسمت بالبلاغة و وروعة التصوير ، فكانوا على موعد مع سطر تاريخا جديدا لادب المقال يزين لوحته الشرفيه الى جوار جواهره ودرره الراقيه أمثال [ ابن المقفع ، عبد الحميد الكاتب ، الجاحظ ].
.. ولكن الأقدار أبت إلا أن تسير تلك النهضة على ذات النسق والوتيره، اذ بنا نشهد فى الاونه الاخيره مع بدايات القرن العشرين اندثارا تاما لكتاب المقالة الأدبية ، نتيجة غياب المد الثقافى اللازم توافره من الآليات والمقومات التى يتطلبها هذا النوع من الفنون الأدبيه…
وبين هذا وذاك ، وإبان الترنح الفكرى الذى ألم بمجتمعنا الشرقى نتيجه غياب صناع العمل التوعوي او وجود من هم دون المستوى الثقافى والفكرى و المنسوبين إلى هذا المجال جزافا ، إذ بنا نشهد طفرة فائقه فى هذا الجانب الأدبى حيث برز على الساحه الأدبيه ناقوسا جديدا دق اجراس الخطر لكل هولاء المرتزقة من أشباه وانصاف الكتاب، والذين فشلوا ذريعا فى إرساء دعائم الفكر الراقى المتحضر فى أذهان قرائهم ،فلم يكن هذا الناقوس الا شعاع الأمل فى توعية شامله وفكرا مدججا بخطى الإبداع أرسته الأديبه والكاتبه العظيمه أ. دينا شرف الدين ، و التى لا تكفى كل كلمات الثناء والمدح ان تسمها بما تستحق ،جراء ما ارسته وأصلته فى نفوس قرائها من فكرا راقيا متحضرا و ثقافه توعوية شامله بذرت اطرها فى سنوات عملها الأدبى القصيره ؛ و التى لاشك كانت تخفى خلفها أصالة ورقيا فكريا ، لمسه جليا كل من دأب على قراءة ترنيماتها الادبيه المؤصلة بسحر الإبداع الأدبى الذى استلهمته من اساطير الادب المصرى ورواده على مر العصور ، فكانت خير خلف لخير سلف.
إن القارئ الجيد لما تحاكيه كاتبة مصر الأولى” دينا شرف الدين”، يدرك جليا عظم اسلوبها الأدبى المتنوع دائما ما بين جمال الألفاظ ودقتها وروعة صياغتها ، ناهيك تماما على قدرتها الفائقة على سرد أحداثها بتسلسل واضح ،يضفى رونقا خاصا لجمال الأسلوب وحسن وعظم ابداعيه.
لم يقف الأمر عند ذلك فحسب ، بل استطاعت الكاتبه القديره ان تمس واقعنا المعاصر بما يحمل بين طياته من مد ايجابيا وسلبيا، فبذرت فكرا جديدا عن الصحافة الحره النزيهه ، التى تسعى دائما للوقوف على أليات الضعف والوهن ومعالجتها ، و الشد والمأزره لكل ما يحمل طابعا إيجابيا فى مجتمعها الشرقى ، فأستحقت عن جداره واستحقاق ان توسم بلقب ” ملكة المقال المصرى “
ان الإبداع الملموس الذى غلف الإطار الفكرى للكاتبه ” دينا شرف الدين ” ، قد جعل من ترنيماتها الملاذ الدائم لهواة البحث عن المنهل التنويري الصادق لما تحاكيه سطورها المنمقه دائما من إشكاليات تؤرق الواقع المجتمعى المعاصر ، فتلمس ومضات سحرها الإبداعي الأدبى لب القارئ ، لتهفو به فى سفرة قصيره يشوبها أريج الفكر الراقى نحو الحل الجذرى للاشكاليه محور الحديث.
تلك المكانه الرائده فى ادب المقال المصرى والتى أرست فرائضها الكاتبه العظيمه ” دينا شرف الدين ” ، جعلتها خيارا دائما لأسمى التكريمات و بادرة حقيقيه لاعظم الألقاب ، لعل اهمها ترشيحها الأخير و اختيارها لجائزة ” وسام سيدة الوطن العربى ” من قبل مؤتمر منهجية المرأه فى بناء الاوطان – المؤتمر العربى الثانى للمرأه” والمنعقد فعالياته بالقاهره برئاسة الدكتور جابر كامل وعضوية نخبة كبيرة من صفوة القامات المجتمعيه المصريه ، ما يؤكد يقينا عظم ما بذرته فى فرض هوية جديده لادب المقال المصرى.
وحقا يقال أن مثل هذه الدرر الراقيه من جواهر الفكر ، لايكفينا فيها إلا القول :
خُذ ما تراهُ ودع شيئاً سمعت به
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل..
حفظ الله درة المقال المصرى ورائدة نهضته الأدبيه الحديثه….الكاتبه العظيمه أ. دينا شرف الدين.