ملك الدراما العربيه ..نسمة الإبداع الراقيه فى سماء الدراما الرمضانيه

وكعادتها تأبى الدراما الرمضانية المصريه ، إلا أن تسير على ذات النسق المعهود عنها دائما فى السنوات الاخيره " لا شكل ..لا هويه ..لا مضمون " .

وعلى الرغم من الكلفه الإنتاجية الضخمه والتى بذرتها شركات الإنتاج الدراميه لإنقاذ الموسم الرمضاني من التداعيات السلبية التى ألقت بظلاها جائحه كورونا المستجد ، فراحت تغدق ملايين الجنيهات على الأعمال التلفزيونيه ، الا أن الدراما المصريه الرمضانيه لازالت تعانى عثرة المخاض ، تلك العثره التى زانت الإطار الدرامى بصفة عامه. 

بيد أنه، لم يفطن صناع الدراما الحاليه ، أن الدراما الحقيقيه ليست مجرد كلمات تنثر أو شخصية كاريكاتيريه تؤدى، تناسوا تماما أن الدراما الحقيقيه نسيجا من الإبداع تغزل خيوطه أطر الفكر ورونق وسحر الأداء ، تلك الآليات التى تكمن بداياتها فى قصة راقيه يسوس أفكارها كاتبا متميزا لديه من الملكه والاليه مايؤهله بالسير وراء نسق الحدث الدرامى للوصول بالمؤلف صوب الهدف المنشود ، تلك الاليه التى افتقدتها الدراما المصريه حقا برحيل عمالقة الكتابه " اسامه أنور عكاشه ومحمد صفاء عامر " ،والذين أثروا القصص الدرامي بالعديد من الدرر والروائع التى لاتزال تزين تاريخ الدراما ، ليس معنى ذلك قطعا اندثار الكفاءات فى هذا الشأن فهناك العديد من ذوى الههم الإبداعية لادب القصص الدرامى ،والتى تمتلئ بها مصر و التى تحتاج فقط إلى فرصا حقيقيه للتعبير عن أنفسهم فى تقديم محتوا هادفا راقيا لاتشوبه الابتذالات الصارخه التى تشهدها دراما هذا العصر. 

وإذا كانت بداية المحتوى الدرامى مؤلفا فاشلا تشوبه رايات النقد ، فلابد أن يحوى فى طياته شخصيات كاريكاتيريه أدائيه تستطيع أن ترصد بتفاهتها ذات المحتوى ، لأن النجوميه الحقيقيه لا تتأتى جزافا ، وإنما يرسيها فكرا ادائيا راقيا ، يضرب بجذوره الإبداعية لخلق لوحة درامية راقية تتعايش معها الأجيال وتخلد فى ذاكرتها. 

وإزاء معرض حديثنا عن النسق الادائى للدراما الرمضانيه ، لابد أن يستوقفنا الحديث أمام أحد اعظم فرسان الدراما الرمضانيه ، إنه النجم الكبير " أحمد عبدالعزيز " ، والذى أثبت جليا خلال مسيرته الدراميه المشرفه، أن للابداع رواد يسوسون اطره ويغزلون خيوطه الراقيه. 

لم تكن نسمات الابداع التى غلفت عرش الدراما الرمضانيه طوال ثلاثة عقود من الزمان، الا وميض سحر من التميز والرقى المعهود الذى أرسي دعائمه ملك الدراما العربيه النجم الكبير"احمد عبد العزيز" ، والذى اتخذ من الابداع منهجا لذاته طوال مسيرته الدراميه الراقيه المشرفه، تلك المسيرة المدججه بأرقى الدرر والكلاسيكيات التى زانت عرش الدراما الرمضانيه ، فأضحت جزء لا يتجزأ من ذكرياتنا الخالده مع هذا الشهر الفضيل. 

تاريخ عظيم مشرف مع الدراما الرمضانيه رصد أطره النجم الكبير " أحمد عبد العزيز" ، حرص خلاله دائما أن يقدم ما يليق بمكانته الغراء فى تاريخ الدراما العربيه ،ويتوائم تماما مع معايير القيم والأخلاق المجتمعيه ، فكان دائما أحد أباطرة الفكر الذى تبذر الفنون الراقيه. 

إن ما سطره " أحمد عبد العزيز " فى { الوسيه ، المال والبنون ، ذئاب الجبل ،الوعد الحق، الفرسان ، السيره الهلاليه ، من الذى لا يحب فاطمه ، الف ليله وليله ، سوق العصر، دموع فى حضن الجبل } سيظل علامة فارقه فى سماء الدراما الرمضانيه ، التى كانت ولازالت تشهد بعظم التاريخ والدور الرائد لهذا القطب الكبير، وهو ما أكدته الملايين فى ربوع الوطن العربى و التى تعشق دراما "أحمد عبد العزيز ". 

إن تاريخ "أحمد عبدالعزيز" الحافل بالإبداع والتميز سطره فكرة امن بها ، وكرس طاقاته الإبداعية للسير على منوالها، وهى ان الخلود الحقيقى للفنان منبعه تاريخه المشرف ، فكان دوما مثالا ونموذجا راقيا يحتذى به وسط اقرانه وامام الشاشات ، فلم يقدم مطلقا على تقديم مايخجل منه او يقلل من قيمته العظيمه المشرفه ، ولعل الشاهد الاول على ذلك أنه وإزاء حاله الانهيار والانحدار الذى تشهده الساحه الدراميه فى الأونه الاخيره خاصة مع انحدار الذوق العام للمشاهد وفى ظل الابتعاد التام لصناع الدراما الحقيقيون وتركها فريسة فى أيدى العابثين من شراذم الفن وهواة تدميره ، انجرف كم كبير من الفنانين القدامى والذين عاصروا تلك الحقبه الزاهيه للدراما خاضعين تماما لهذا التيار العبثى لمجرد المشاركه فى أحد هذه الأعمال ،دونما اى تقدير لمكانتهم وتاريخهم الفنى او النظر إلى هوية ما يقدم من أعمال وآثارها على المجتمع من سلبيات او أضرار، إلا أن ملك الدراما" احمد عبد العزيز" كان طوال تاريخه محل استثناء دائم ... استثناء فى الإبداع والتميز و استثناء فى المكانة والريادة ، واستثناء فى العطاء والتاريخ المشرف ، فعلى الرغم من ابتعاده لفتره عن امدادنا بكنوزه الفنيه لظروف وطنية خالصه حيث كان شغله الشاغل الظروف الراهنة التى تحياها بلاده فى أعقاب ثورتين مجيدتين ، إلا أنه حين أثر العوده عاد كعهده دائما ملكا متوجا على عرش الدراما ، ينتقى مايتوافق مع فكره الراقى من أعمال فى ظل مايحفظ له مكانته الرائده وتاريخه المشرف ، فوجدناه البطل الاول لملحمة " الاب الروحى "ومحور وسياق العمل الدرامى فيه ، فكانت ملحمة دراميه راقيه سطرها ووضعها إلى جوار أخواتها من درر الدراما الراقيه.

 بيد أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فحسب ، إذ بنا وفى مثل هذه الأيام من العام قبل الماضى ، ورغم قساوة وحدة أوضاع الدراما الرمضانيه ، نشهد نسرا جارحا يحلق فى سماء الإبداع ، قابضا بمخالبه القويه على أحد الأعمال التلفزيونيه المقدمه ،واضعا اياها إلى جوار قمم الدراما فى مفاجأه كبرى ، فعلى الرغم من عرض (مسلسل كلبش ) فى جزأين سابقين ، إلا أنه لم يلقى ذات المكانه الرائده والنجاح الذى شهده الجزء الثالث منه ، ولعل العامل الأساسي الأبرز فى ذلك هو وجود نسر الدراما "أحمد عبد العزيز "والذى استطاع بأدائه الراقى ، ومكانته المعهودة وأسلوبه الممنهج لفظا وفكرا، ان ينقل قاعدته الجماهيريه الكبيره إلى مشاهدة العمل الجديد وأن يضمن له مكان الريادة وسط هذا الكم الغفير من الأعمال التى لا جدوى لها. 

ما من شك مطلقا أن الدراما الرمضانيه فى الأعوام الاخيره ،افتقدت حقا نسائم الإبداع التى يبذرها دائما فارس الدراما الأول وصانع مجدها وهويتها النجم الكبير " احمد عبد العزيز " ، والذى يلمس فيه الملايين دائما طوق النجاه الحقيقى للواقع الدرامى
لذا تتمنى الملايين فى ربوع مصر والوطن العربى ان تشهد دراما رمضان ٢٠٢١م عودة ملك الدراما العربيه النجم الكبير "أحمد عبد العزيز" ليعيد إليها سحر وبريق مجدها وهويتها المفقوده .

وختامًا ، لانستطيع القول هنا الا:
ان كل كلمات الثناء والفخر والاعتزاز ، لا تكفى هذا النجم العظيم قدره وقيمته التى يستحقها... وحقا لا يصدق فيه إلا قول :

والكريم النامى لاصل كريم : حسن فى العيون يزداد حسنا.