نجوم العقد النفسية
في ظاهرة غير مسبوقة إلا بهذا العقد من الزمان ، هذا الذي رأينا به العجب وتجرعنا منه مرارة تدني الذوق العام وانحطاط الأخلاق وتردي الفنون ،إذ طفت علي سطح المجتمع تلك النماذج الشاذة ممن يحسبون علي الوسط الفني فنانين بل ربما يصنفون بفئة النجوم ،فقد اعتدنا منذ قديم الأزل أن النجم أوالنجمة عادة ما يكون نموذجاً يحتذي به في الذوق والثقافة والأناقة واللياقة ،وما أكثر نجوم مصر الذين تحلوا بتلك الصفات أوحتي بعضها بدرجات متفاوتة.
ولكن : في ظل هذا المنحني الذي ما زال مسرعاً بطريق الهبوط علي كل المستويات ، طفح علي سطح الوسط الفني بعض النماذج الشاذة من السوبر ستارز الذين أساءوا بكافة الطرق لصورة النجم وسمته وهيبته وضربوا بكافة مقومات النجومية ومسؤولياتها تجاه المجتمع والناس عرض الحائط ،إذ تفننوا وتنافسوا في إظهار عقد النقص وتراكيب الدونية والتعالي حتي علي جماهيرهم العريضة .
فبات من المألوف أن يطل علينا النجم الشهير كل عدة أشهر بسيارته الجديدة الفارهة ذات الملايين المملينة ليستعرض بها أمام جمهوره بعض عقد النقص التي يمتلئ بها دون أية مراعاة لمشاعر الناس البسيطة التي ربما بالكاد توفر قوت يومها .
وأخري تخرج علي موقع الصور الشهير يوماً بعد يوم بسيارتها الرولز رويز ذات الملايين هي الأخري ، وبأزيائها وساعاتها ومجوهراتها ذات الأسعار المعلنة عن قصد كنوع من أنواع التباهي والتفاخر دون التوقف ولوللحظة مع النفس للتفكير بهؤلاء الذين لا تقوأنفسهم علي تحمل الصدمة من هول ما يرون ويسمعون .
نهاية : رفقاً أيها الأغنياء زادكم الله من فضله بمشاعر الآخرين في ظل أزمة إقتصادية نالت من الجميع ، فقط استمتعوا بما رزقكم الله وأذكروا فضله عليكم دون استفزاز ومنظرة قد تؤذي غيركم ممن لا تقوأنفسهم علي تحمل تلك الأرقام التي تظهر بها ممتلكاتكم من سيارات ومجوهرات وأزياء .
فبعد أن كان نجومنا في معظمهم يتمتعون بالثقافة واللباقة وحسن المظهر وجمال الطلة التي لا تخلومن وقار وأناقة ورقي ،تحول غالبيتهم إلي نماذج مشوهة للتبرج والتنافس بالعري المستفز أما عن الجهل البين فحدث ولا حرج .
رحم الله زمناً كان جميلاً من الفنون الراقية والنجوم الذين كان كل منهم ومازال بحد ذاته قدوة لأجيال ، وحفظ من تبقي منهم وهدي الذين ضلوا سواء السبيل .


















