بين الناس وعن الناس
المصريين بالخارجم. معماري/ أشرف الكرم
كم هي مدمرةٌ للعلاقات بين الناس, تلك الخصلة التي انتشرت بيننا كانتشار النار في الهشيم, والتي لا نكاد نجد مجلسًا للأصدقاء إلا وبه تلك الخصلة, ولا تفاعلًا بين الأقرباء إلا وبينهم هذه الصفة, ولا نقاشًا جادًا أو مزحًا بين الزملاء إلا وقد تفشت فيهم هذه السلبية, ألا وهي خصلة الكلام عن الآخرين من غير الموجودين في المجالس, ونقل الكلام بين الناس عن الناس.
ولا أدري كيف إستمر الكثيرون من الناس تلك الخصلة وراحوا يتبارون في نشرها والاستمتاع بها والاستهانة بها بشكلٍ يحتاج منا وقفة اجتماعية, للحد من استمرار سريان تلك الخصلة بين الناس في المجالس والدردشات وفي عموم التواصل الاجتماعي دون استثناء, بل وازدادت حدة تلك الصفة السيئة حين اتاحت أجهزة الإتصال المحمولة إمكانية تسجيل المكالمات, وبالتالي أُتيح نقل المكالمات بين الناس, دون أن يدري أحد أطراف الإتصال بأن كلماته سيتم تداولها.
ولابد هنا من الحديث عن تلك الخصلة كمرض استشرى دون هوادة, وأعزي ذلك إلى قلة التحذير منها في دور العبادة وفي المدارس والمعاهد التعليمية, وفي الأسرة التي هي أصل غرس الأخلاقيات الحامية للمجتمع من مثل تلك الخصلة وماشابهها من خصال, وأيضا نلحظ انعدام المواد الإعلامية التوعوية عن خطورة نقل الكلام بين الناس في وسائل الإعلام التي لم تعد تقوم بأي دور لرفع الوعي العام وغرس الثقافة الأخلاقية في المجتمع.
اقرأ أيضاً
- هل عادت بيننا ريَّا؟
- ضبط كمية من مصل الانفلونزا تم الترويج لبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي
- الحكومة تنفى شائعة إعلان الشروط الجديدة المنظمة لموسم العمرة الحالي وتداولها على صفحات التواصل الاجتماعي
- اليوم.. محاكمة أحمد بسام ذكي بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
- القباج تشارك في ندوة ”توظيف الفن لتعزيز الوعي العام بقضايا التضامن الاجتماعي”
- عقب تصريحاته مع وزير الخارجية الفرنسي: هاشتاج شيخ الأزهر يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي
- غدًا.. فتح تدريب المنتخب أمام وسائل الإعلام 15 دقيقة
- رئيس جامعة عين شمس يشارك في مؤتمر عالمي لدول الحزام والطريق
- جامعة الأسكندرية : عضو تدريس معهد الخدمة الاجتماعية الذي اساء للقرآن غير تابع لنا، والتعليم العالي تحقق في الواقعة
- "سفاح تويتر" يعترف: قتلت 9 أشخاص عبر شبكات التواصل الاجتماعي
- وسائل الإعلام السعودية تنعي وفاة أحد أبرز شيوخ القبائل في المملكة والخليج
- الوعي العام وأحداثٌ تتوالى
وقد يستهين البعض بنقل الكلام بين الناس, ويعتبرها أمر هين, ويتخذها مزحًا وترفيه, إلا أنها شيئًا عظيمًا حتى لو استشرت, وأمرًا جللًا حتى لو استمرت, ولماذا لا تكون كذلك وقد وضعها الشرع الحنيف في مصاف الكبائر والموبقات, بسبب هول نتائجها المدمرة والتي تؤثر سلبًا على صلابة المجتمع ممثلًا في لبنته الأساسية في الأسرة الواحدة وفي العائلة وفي كل المجالات الاجتماعية التي تتأثر بنقل الكلام بين الناس عن الناس.
وعلى كل العقلاء أن ينتبهوا, وأن يدقوا نواقيسًا لهذا الخطر الداهم, الذي سيؤدي حتمًا إلى تمزيق الأواصر وضعف الروابط الاجتماعية والأخوية, مما يُضعف المجتمع كله ويصيبه في صلابته وقوته.