×
9 ذو القعدة 1445
16 مايو 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
فن ومنوعات

”الشاشية” التونسية بين التراث و الحداثة

المصريين بالخارج

تعرف حضارات الدول من تفاصيل التراث التي يتشكل على مدار تاريخها، ومن عاداتها و تقاليدها، وهي تفاصيل قد تختلف ‏من مدينة لأخرى، ومن مميزات الحضارة الإنسانية هو اختلاف الأزياء بين الدول، ويعتبر غطاء الرأس التونسي التقليدي المعروف باسم "الشاشية" بلونه الأحمر القرمزي أحد رموز الهوية التونسية، و أحد مقومات الزي التقليدي في البلاد، وهي حرفة يتوارثها الأبناء عن الأجداد منذ مئات السنين، وكانت تلقى رواجا كبيرا وتعتبر إحدى الصناعات اليدوية التي تميز تونس عن باقي البلدان.

‏ بالسير عبر الأزقة الضيقة القديمة في السوق العربي بالمدينة العتيقة، الواقع في قلب تونس العاصمة ، يمكن الوصول إلي سوق ‏‏"الشواشين" الذي يزيد عمره عن القرنين، وينقسم إلى السوق الصغير والسوق الكبير المزدحمان بعشرات الدكاكين ذات الطابع ‏القديم علي جانبي الأزقة، حيث يتم تصنيع وبيع "الشاشية" التونسية.

ورغم أن أصل الاسم مشتق من اسم مدينة طشقند القديمة في آسيا الوسطي، إلا أن أصل الشاشية المعروفة في تونس حاليا يعود ‏إلى المهاجرين الذين أتوا إلى البلاد قادمين من بلاد الأندلس، وأصبح تصنيعها بعد ذلك حكرا على تونس دون سائر دول العالم، ‏واستطاعت أن تحافظ على مكانتها وتتناقلها الأجيال.‏

وفي سعيها إلى إحياء هذا النشاط تحاول حاليا الهيئات المشرفة على الصناعات التقليدية في تونس تطويره وإعطائه ألوانا ‏عصرية للمحافظة عليه كطابع قومي وللمحافظة على الذين يعملون في القطاع. ‏

ويقول عطيل الجاوي، صاحب محل تصنيع وبيع "الشاشية" أنه تعلم المهنة من والده وبدأ ممارستها منذ 30 عاما، وبسؤاله عن طريقة ‏صنع الشاشية ، قال إن النساء التونسيات يقمن بغزل الصوف لعمل غطاء مستدير للرأس باستخدام 5 إبر، ثم يتم غسل غطاء الرأس ‏بالماء الساخن والصابون الأخضر حتي يتماسك وينكمش حجمه، ثم يتم التمشيط بآلة حديدية مهمتها استخراج الشعيرات الحريرية ‏حتي يصبح الغطاء ناعما لينا وتتم عملية الصبغ بعد ذلك.

وتوضع الشاشية علي قوالب من الفخار ذات مقاسات مختلفة ويتم إدخالها ‏في أفرن تقليدية لمدة حوالي 4 ساعات وبعد أن تبرد يتم خلعها من القوالب وتمشيطها مرة أخرى ثم تبدأ عملية الكي، وفي النهاية يتم ‏وضع العلامة التجارية وتغليف الشاشية لتصبح جاهزة للبيع. ‏

وفيما يخص الألوان المختلفة للشاشية ، أوضح الجاوي أن اللون الأحمر القرمزي هو ما يميز "الشاشية" التي يرتديها التونسيون، في ‏حين هناك اللون الأسود الذي يفضله سكان مدينة طرابلس غرب ليبيا، أما سكان بني غازي فيفضلون اللون الأحمر القاتم، كما يرتدي ‏نسبة لا بأس بها من الشعوب الإفريقية "الشاشية" المصنعة في تونس‏‎.‎

وأشار الجاوي إلى أنه منذ قديم الزمان يتم استيراد الصوف من أوروبا وأستراليا لجودة أنواع الصوف هناك، مضيفا أن "الشاشية" التونسية ‏حكرا على سوق "الشواشين" في قلب العاصمة ولا تصنع في أي مكان آخر‎.‎

وعبر الجاوي عن أسفه لتقلص عدد محلات تصنيع "الشاشية" بسوق "الشواشين" بسبب عدم الإقبال سواء من التونسيين أو من ‏المستوردين، مشيرا إلى انخفاض مستوى الجودة بسبب تغير جودة الصوف، وسرعة أيادي الإنتاج في التصنيع علي حساب الجودة، ‏واللجوء لاستخدام الصبغات الكيمائية بدلا من الطبيعية بسبب توفرها وقلة سعرها.‏

‏ويؤكد الجاوي أن الزي التقليدي يعبر عن هوية الإنسان، وعند رؤية أي شخص يرتدي الزي الرسمي تستطيع التنبؤ بأصوله، ‏مؤكدا أن "الشاشية" التونسية هي جزء أصيل من الزي التونسي التقليدي مثلها مثل الطربوش الذي شاع استخدامه في مصر ومثل قبعة ‏البيريه التي ترتديها النساء في فرنسا وقبعة راعي البقر (الكاوبوي) في أمريكا‎.‎

من جانبه يقول عبد الحميد حمروني، صاحب محل في سوق "الشواشين"، أنه تعلم ممارسة الحرفة منذ 48 عاما، معبرا عن أسفه لقلة ‏الإقبال علي شراء وارتداء "الشاشية" التونسية، مؤكدا أن كثير من المحلات أغلقت أبوابها بسبب ضعف الإقبال علي شراء وارتداء ‏"الشاشية"‎.‎

‏ ويضيف أن أكبر الأسواق الخارجية المستوردة للشاشية كانت الأسواق الليبية وتشتري حوالي 60% من الإنتاج التونسي، بالإضافة ‏إلي 20% يتم تصديرها إلى البلدان الإفريقية مثل غينيا ونيجيريا وجامبيا ولكن مع عدم الاستقرار السياسي في الكثير من البلدان ‏وانتشار جائحة "كورونا"، انحسر الطلب على الاستيراد وعانى من الركود‎.‎

وأشار حمروني إلى أن المواد الأولية لصناعة الشاشية يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، و أن كبار السن من التونسيين ‏مازالوا حريصين على ارتداء "الشاشية" خاصة في الشتاء لتحميهم من البرد نظرا لقدرتها على التدفئة. ‏‎ ‎

‏ أما عبد الرؤف الشاطر، وهو أيضا أحد الحرفيين العاملين بصناعة "الشاشية" ، فيقول إن " الشباب التونسي أصبح يشتري قبعات ‏حديث يتجاوز سعرها 50 دينارا، ولا يقبل علي شراء الشاشية التي يتراوح سعرها ما بين 25 - 35 دينارا لأن التوجه أصبح غربيا ‏بعيدا عن الهوية التونسية . ‏‎ ‎

ويؤكد الشاطر أنه إلى اليوم، فإن كبار السن لا يزالوا يرتدون "الشاشية"، كما يرتديها التونسيون عموما في المناسبات الدينية وفي ‏الأفراح، وفي شهر رمضان وفي المناسبات القومية.

وأشار إلى أنه في 16 مارس من كل عام، والذي يوافق اليوم الوطني للزي ‏التقليدي في تونس، يرتدي التونسيون الزي التقليدي بما فيه "الشاشية" التونسية.‏

‏ وبنظرة تملؤها الحسرة .. يقول الشاطر .." في الماضي كانت أغلبية الشعب التونسي تضع الشاشية علي رؤوسها، حتى أن ‏الأطفال ، بدءا من عمر 6 سنوات، كان يلزمهم ارتداءها للذهاب إلى المدرسة، وكذلك المعلمين والموظفين في الهيئات الحكومية، ‏كما كان الطلبة في الجامعة والمشايخ أيضا يحرصون على ارتدائها حتى أصبحت الشاشية في وقت من الأوقات رمزا من رموز ‏التعليم الديني في تونس". ‏‎

وعبر الشاطر عن أمله في عدم تخلي الأبناء عن مهنة الآباء، وفي أن يعود التونسيين إلى ارتداء الشاشية لإحيائها مرة أخرى وللحفاظ ‏على رمز مهم من رموز الهوية التونسية ولأحياء صناعتها اليدوية حماية لها من الاندثار.

المصدر..أ.ش.أ

الشاشية التونسية التراث الحداثة

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 06:56 صـ
9 ذو القعدة 1445 هـ 16 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:21
الشروق 05:01
الظهر 11:51
العصر 15:28
المغرب 18:42
العشاء 20:10