×
28 شوال 1445
7 مايو 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

في اليوم العالمي للمرأة.... فاتن نصر تكتب ”ارفعي رأسك فبكِ الكون معمور”

المصريين بالخارج

يتزامن بدء الصوم عند الإخوة المسيحين، مع ذكرى الإسراء والمعراج وأيام شهر الله المحرم رجب ودائمًا أرى في تناسب ذاك التوقيت رسالة لا تفرقة بيننا جميعًا فكلنا لله عبيدًا طائعين، ولا فرق بين عبد وآخر إلا بالتقوى، والدين كله لله رب العالمين وحسابنا جميعًا أمامه وحده.

- السيدة هاجر نموذج للزوجة المؤمنة والأم الصابرففي الكثير من مناسبتنا الدينية ترى أن الأساس فيها امرأة أم مثلا في عيد الأضحى, وفي الحج ومن شعيرة السعي كما فعلت السيدة هاجر زوج نبي الله إبراهيم –عليه السلام - وأم ولده إسماعيل زوج نبي وأم نبي، جدة العرب المصرية أم تركها زوجها مع رضيعها بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، ودعا ربه لعل فئة من الناس تهوي إليهم فقد أذعن إبراهيم –عليه السلام- لأمر ربه، فخرج بهاجر وابنها إسماعيل، وهو لا يدري إلى أين يأخذهما، فكان كل ما مر بمكانٍ أعجبه فيه شجر ونخل وزرع قال: إلى ها هنا يا رب؟ فيجيبه جبرائيل -عليه السلام- : «امضِ يا إبراهيم، وظلَّ هو وهاجر سائرين، ومعهما ولدهما إسماعيل حتى وصلوا إلى مكة، حيث لا زرع هناك ولا ماء الا حرِّ الشمس.

وأراد إبراهيم -عليه السلام- أن يترك هاجر وولدها إسماعيل، في ذلك المكان القاحل المقفر، فتعلقت بإبراهيم -عليه السلام- وذهبت تسأله: إلى أين تذهب يا إبراهيم وتتركني وطفلي في هذا المكان الذي ليس فيه أنيس، ولا زرع ولا ماء، ألا تخاف أن نهلك أنا وهذا الطفل جوعًا وعطشًا؟ رق قلب إبراهيم وتحير في أمره، ولكنه تذكر أمر الله له، فماذا يفعل؟.

ويأتي الجواب جازمًا حاسمًا لا تردد فيه ولا تراجع: «إن الله هو الذي أمرني بترككم في هذا المكان، وهو لا شك لن يضيعكم، فلاذت أم إسماعيل بالصمت، ورضخت هي الأخرى لما أراده الله.. ثم قالت :إذن لا يضيعنا لم تعاتبه، وثقت بربها ثم أطاعت زوجها الذي يأتمر بأمر ربه، ولم تناقش في أمر أوحى به الله - عز وجل- إلى نبيِّه إبراهيم –عليه السلام- برغم كونها امرأة وحيدة مع وليدها في مكان لا أثر به لحياة إلا ما ندر، نفد القليل من التمر والماء الذي كانا يحملانه، وعندما بكى رضيعها وهرعت تبحث له عما يقتاته رأت جبلًا هرعت إليه علها عندما تقف عليه تعثر على أثر للحياة، فبدأ لها جبل الصفا سرابًا وكأنه الماء فهرعت إليه.

ثم مضت مهرولة سبع مرات بين الصفا والمروة واللذين أصبحا من مناسك الحج والعمرة، سعت بين جبلين في أرض قاحلة من أجل وليدها في المرة السابعة كان قد اشتد بها العطش، وأنهكها التعب دون أن تعثر على الماء ونظرت إلى طفلها فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، أتته مسرعة وجمعت الرمال من حوله وهي تقول: «زم زم«.

وأخذت تشرب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل لتسقيه تفجر تحت قدمي وليدها بئر لم ولن يجف إلى يوم الدين، فيه بركة من رب العالمين وسبحان الله صار المكان القفر هو أروع مكان على وجه الأرض يحج إليه أهل الإسلام من كل أنحاء المعمورة.

 

ومن هنا أصبح الحج ركنًا من أركان الإسلام الخمس -لمن استطاع السبيل إليه- ومن مناسكه الأساسية السعي بين الصفا والمروة، أسوة بأمنا هاجر إنها الأم المرأة الزوجة التي أطاعت ربها وزوجها ومضت بمفردها في واد غير ذي زرع، فأصبحت أفئدة كل أهل الأرض تهوي إليه ويأتونه من كل فج عميق.

 

- مريم العذراء الأم المحتسبة والمربية الصادقة

ومن نسل إبراهيم أبو الأنبياء –عليه السلام- كانت أبنة عمران «أم النور.. مريم العذراء»التي اصطفاها الله –عز وجل- على نساء العالمين، والتي نذرتها أمها وهي بعد جنين في بطنها لله، كما جاء في سورة آل عمران وفي الآيات «35، و36، و37» ملخص لقصة ستنا مريم -عليها السلام- قوله تعالى: «إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ».

ومن المعروف قدر الزهراوين في القرآن الكريم سورتي البقرة وآل عمران، وفي آل عمران سيرة ميلاد وحياة السيدة العذراء -عليها سلام الله- وهي المرأة الوحيدة التي جاء ذكرها صراحة في القرآن الكريم بل ولها سورة كاملة باسمها قرآن يُتلى إلى يوم تقوم الساعة.

 

ففي سورة مريم لن نخوض كثيرًا في الروايات التي تناولت قصة ميلاد المسيح -عليه السلام- فهي أهم وأكبر بكثير أن نذكرها جزئيا.

 

ولكننا هنا نشير إلى المرأة الأم، التي حملت وليدها بين ذراعيها وهاجرت به إلى مصر خوفًا من طغيان اليهود الذين تآمروا لقتله خوفًا على نفوذهم وثرواتهم، إذ قال الله –جل وعلا-: «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ»، ثم عادت إلى فلسطين بعد موت الملك الطاغية، وظلت فيها حتى بعث الله –يبارك تعالى- المسيح برسالته، فشاركته أمه أعباءها، وأعباء اضطهاد اليهود له وكيدهم به حتى إذا أرادوا قتله، أنقذه الله من بين أيديهم وألقى شَبَهَهُ على أحد تلاميذه وهو يهوذا الإسخريوطي فأخذه اليهود فصلبوه حيًا.

 

بينما رفع الله –جل وعلا- عيسى –عليه السلام- إليه مصدقًا لقوله تعالى: «وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا».

 

أرأيتم كيف وهي العذراء الشابة والتي اختارها الله –جل وعلا- لتحمل وليدها المبارك كلمة الرحمن، وتتحمل عبء الأمومة، وترحل بوليدها لتنجو بها غدر اليهود ثم تعود به لتحمل معه عبء الرسالة ذكرنا فقط نموذجين اجتمعت بعظمة دوريهما في حياة البشرية عموما.

والآن عليك يا «أبنتي وأختي وأمي» أن تكوني فخورة بكونك امرأة وأم ولتتخذي من سيرة الصالحات الأسوة وكل عام والجميع بخير، وتحية لكل امرأة.. أرفعي رأسك فبكِ الكون معمور.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 12:23 صـ
28 شوال 1445 هـ 07 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:30
الشروق 05:07
الظهر 11:52
العصر 15:28
المغرب 18:36
العشاء 20:02