ملك الدراما العربية قبلة شاشات الخليج ومنصاتها الإلكترونية

لأنهم أخذوا على عاتقهم البحث الجدى عن معايير الجودة والمضمون حيث يقبع دائما مشهد الريادة ، من هذا المنطلق بدأ صناع الدراما الخليجيه البحث عن الآليات الحقيقيه التى تجعل منهم الفترات القادمه فى صدارة المشهد العربى الفنى .

- حق مشروع تكفله نزعة الريادة الطامح إليها دائما الجميع فى ظل سباق الحضارات الذى تشهده المنطقه .

ولأن مصر كانت دائما وابدا مهد الحضارات ونواة تصدير الإبداع، الحاضنة بقوة لشريان الجوده كانت دائما وأبدا قبلة القصاد العرب يستقون من منبعها العذب رحيق التميز .

تلك الحقيقه التى أفردنا لها لايدحضها إلا جاهل أو حاقد ناكرا حقا لصحيح الواقع ، لكن وفى ظل المتغيرات العالميه نحو التحولات الرقميه و التطور التكنولوجي فائق المدى و عالمية الاستثمار ، أضحى من حق الجميع الطموح و البحث الجاد عن بوصلة التفوق والريادة ، وهى بالكاد غاية محمودة فى ظل هدفا مرسوما نحو اعادة ترتيب خارطة المنطقة الرياديه .

- لم يغفل صناع الدراما الخليجيه منذ بادرة البحث ، ان يضعوا نصب أعينهم الآليات التى جعلت من مصر درة فنون الشرق وقبلة رواده ، الا انهم سرعان مافطنوا ان أولى فرائض الريادة مكمنها عمد الدولة المصريه إلى الارتقاء بالفكر المجتمعى فى حقبة هى الارقى فى تاريخ الدراما العربيه حيث ذهبية عصر التنوير الدرامى فى ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم ، حيث وضعت الدوله اهتمامها التام نحو تشجيع الإنتاج الدرامى فى ظل رقابة صارمة على جودة ومضمون المحتوى المقدم، والذى كان يسوسه حقا قامات عظيمه تبارت بكل نزاهة و رقى فى كيفية بذر أطر الإبداع التى توائم الموروث القيمى والحضارى لتاريخ هذا الوطن العظيم .

بيد أن ، الوهن الذى الم بالدراما المصريه فى السنوات الاخيره فى ظل عثرة المخاض وحالة العبث التى تسبب فيها غياب الإشراف الرقابى والفكرى و ابتعاد ساسة الدراما العظام الذين سطروا رونقها و سحرها الإبداعى لصالح حفنة من الشراذم الدخلاء على منظومة الفنون والمنسوبين لها جزافا ، قد جعل الباب سانحا على مصراعيه لخلق نوعا كن المنافسه المشروعه للبحث عن فرائض الريادة لصالح من يملك الرؤى الافضل والجاهزيه الفكريه والإنتاجية التى تقدر قيمة الموروث الحكائى .

ما من شك مطلقا ان صناع الدراما الخليجيه قد وجدوا ضالتهم المنشوده نحو آليات رصد البناء الفكرى فى موروث مصر الفنى الثقافى ودرها المنثور فى حقبة الرياده الدراميه ، فهو بمثابة المنارة التى استقوا منها شعاع التنوير والتقدير الذاتى للنشأ الخليجى ..

ولأنهم دائما ما يبحثون عن أطر الريادة على كافة الأصعدة احتراما لشعوبهم ، كان لزاما عليهم ان يبحثوا وسط هذا الدر المصرى المنثور فى حقبة هى الارقى فى تاريخ الدراما العربيه عن قيمة إبداعية حقيقيه تكون افضل بادرة للانطلاق نحو تأصيل جديد لأهمية وقيمة المحتوى الدرامى المعروض على شاشاتهم ومنصاتهم الالكترونيه، فوجدوا ضالتهم الحقيقيه فى بذر أروقة الفكر الراقى المصحوب بنسمات الإبداع فى تراث النجم المصرى الافضل والارقى فى تاريخ الدراما المصريه و العربيه "احمد عبد العزيز " الذى يعد وبحق وعن جدارة صانع نهضة وتاريخ الدراما المصريه فى عصرها الذهبى ، ليكون بادرة البحث الجدية الأولى نحو ريادة مأمولة من جانبهم .

وحقًا يذكر، ان بادرة عرض تراث ملك الدراما العربيه النجم الكبير “أحمد عبد العزيز” فى شاشات الخليج العربى ومنصاته الالكترونيه فى الفترة الاخيره ، هى رسالة تكريم حقيقية تؤكد أن هناك عقولا واعيه تعى تماما قيمة هذا الدر المصرى المنثور فى تاريخ الدراما ، لانهم أدركوا جليا ان غزل الإبداع لاتسطر فرائضها الا نسائم الفكر الراقى ، فكان دائما النموذج الأمثل للوهج الإبداعي ، فما يرسيه دائما من عظم وسحر الإبداع فى كافة التحديات التى يخوضها ويسوسها ، كفيلا بوضعه دائما مصاف الريادة والتميز ….

فهو أعظم من أنجبت الدراما المصريه والعربيه عبر تاريخها الزاهى المشرف حيث كان دائما سفير الانقاذ لمعظم مخرجى تلك الحقبه والخيار الاول الدائم لهم لإعلان تبوأ العمل للرياده فى المواسم الدراميه .

هو واحد من أهم عناقيد الإبداع فى تاريخ الدراما المصريه والعربيه وقطعة الكرز الدائم فيها ، فهو اول من أعلن حالة حظر التجوال أثناء عرض روائعه الدراميه ،ذاك الهرم الدرامى الشامخ الذى استطاع خلال ربع قرن من الزمان ، ان يعيد المجد والهويه للدراما المصريه ، فأعادها كسابق عهدها ” سيدة الدراما العربيه”

وحقا يذكر ، لقد استطاع ” أحمد عبد العزيز ” بحنكته وإبداعه الادائى ، أن يجلس على عرش الدراما العربيه ملكا متوجا لها ؛ ولما لا وقد استطاع أن ينتهج مذهبا خاصا به استطاع من خلاله أن يوظف أدواته الفنيه للوصول الى براثن قلوب وعقول المشاهدين فى حقبتى الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم ، فكان لنظراته الثاقبه عند الدهشه وضحكاته الصافيه و تمكنه الرائع من لغته عظيم الأثر فى احتلاله تلك المكانه الفريده ..

لقد أفرد ” أحمد عبد العزيز ” كافة مقومات الإبداع والأداء الراقى ؛ للوصول بالشخصيه الدراميه إلى الريادة المعتاده و التى تلاحقه دائما أينما كان…

إن ابداع “أحمد عبد العزيز” داخل العمل الدرامى الواحد ليس له نظير او حد معين ، بل يكاد يتخلل الإبداع كل مشاهده الدراميه ، ولما لا وهو فنان ذو نكهة دراميه خاصه ، صاحب مدرسه فى فن الأداء الراقى المدجج بالتميز والريادة الدائمه ، فهو رائد نهج التحول الادائى الدرامى ؛ تشهد بذلك قطعا روائعه من الدرر والكلاسيكيات التى زانت عرش الدراما المصريه والعربيه، فكانت ترنيمات سحر إبداعه فى ” الوسيه ، المال والبنون ، الفرسان ، ذئاب الجبل ، السيره الهلاليه ، بوابة المتولى ، من الذى لا يحب فاطمه ، سوق العصر …” وغيرها من الدر الراقى المنثور فى تاريخ الدراما والذى يحمل بين طياته مزيجا من ومضات السحر الابداعى…

لقد استطاع “احمد عبد العزيز” ان يسطر لنفسه تاريخا مشرفا صنعه بإبداعه ومنهجيته الخاصه التى لم تحمل يوما ابدا مايخجل منه ،رافضا الزج باسمه فى اى عمل لايرقى بتلك المسيره الفنيه الحافله المشرفه ، فظل دائما فى مكانة خاصه لدى عشاقه ومحبيه.

.. تلك المؤشرات والمسيرة الحافلة المدججة بالروائع ، تنبئ بما لا يدع مجالا للشك ان تكون قامات الدراما المصريه فى عصرها الذهبى وفى مقدمتهم النجم الكبير احمد عبد العزيز قبلة حقيقيه وكنزا ثمينا لصناع دراما الخليج الفتره القادمه ، ولنا فى الأيام دلائل و معتبر.