"أذكركم و نفسي أن الوباء لم ينته بعد"


دينا شرف الدين
للعام الثاني علي التوالي يهل علينا هلال الشهر الكريم بزمن وباء لم ينته بعد ، و بما أن شهر رمضان المبارك شهر الخير و البركات و اللمة و العزومات ، فعلينا جميعاً الحذر ثم الحذر من التهاون و الإستخفاف بهذا الخطر المحيط الذي لا يمنعه شهر رمضان عن الإستمرار بتحوراته و حصده لأرواح الناس بشكل يومي ،
و ما أسعدها من فرصة عظيمة للإنتشار بأجواء و طقوس رمضان ، إما بموائد الإفطار و السحور الجماعية و إما بالمساجد و صلوات التراويح و التهجد .
لذا :
أذكر نفسي و إياكم أن شهر رمضان هذا العام لا يختلف عنه بالعام الماضي إلا بحالة حظر التجوال التي كانت قد فرضتها الحكومة آنذاك ، لكنها الآن لا تقو علي إعادة الكرة نظراً للحالة الإقتصادية التي لم تعد تحتمل إيقاف الحال من جديد .
فلنحظر أنفسنا بأنفسنا و لنتحمل مسؤولياتنا بإرادتنا دون رقيب سوي ضمائرنا ووفق حسابات العقل و المنطق دون إلزام ،
فقد اعتدنا و تعودنا علي الإجراءات الإحترازية و تعلمنا الدرس جيداً و جنينا ثمار الإستهتار بأقرب الأقربين لدينا .
فالآن ، كل منا رقيب علي نفسه و أهله و المحيطين به إن كان يرجو لهم و لنفسه السلامة، فكم من سنوات كثيرة مارسنا بها طقوس الشهر الكريم و لم تكن بحساباتنا تلك الجائحة ، لكنه أمر الله الذي علينا تقبله و التأقلم معه كيفما كان دون جزع أو ضجر ، لعله سبحانه و تعالي يرفعه عنا عما قريب .
كما أذكركم و نفسي :
أن يعيد كل منا حساباته فيما يخص الصدقات التي اعتاد كل منا إخراجها خاصة بشهر الخير و الإحسان
فهناك بحق من هم أولي بالصدقة و أشد حاجة إليها عن غيرهم ممن اعتدنا البحث عنهم ،
فمرضي الوباء المستجد و ميزانية الدولة المخصصة لإغاثتهم و علاجهم تستحق الدعم ، فليخصص أهل الخير جزء أساسي من صدقاتهم و ليس بالضرورة كلها للتبرع لصندوق متضرري كورونا
و ليضع كل منا بحساباته من الزكاة و الصدقة أيضاً متضرري الظرف الحالي من العمالة المؤقتة التي فقدت مصدر رزقها ، لربما نعاون الدولة فيما منحته إياهم من إعانة قدر استطاعتها لكنها دون شك لا تكفي مستلزمات الحياة .
فلنتحري جيداً مواطن الصدقات و لنبحث جيداً عن مستحقيها و لنحلق خارج التقليد المعتاد لأننا نمر بظروف غير معتادة ،
لعل الله أن يجعل لنا من كل ضيق مخرجا و من بعد عسر يسر
و كل عام و نحن و مصرنا و أحبائنا و أهلينا بخير و سلام و صحة و أمان .