في معركة الوعي - صناعة الإرهاب تبدأ بـ : العروسة والمُسدّس !!
شريف رستم المصريين بالخارج
في البداية .. سوف أسرد عليكم مشاهد من تاريخ الآباء والأبناء :
صلاح الدّين الأيوبي عندما كان صغيرا ، شاهده أباه يلعب مع الصبية فأخذه من وسط الأطفال ورفعه عالياً بيديه - وكان أباه رجل طويل القامة ، وقال له : ما تزوجت أمك وما أنجبتك لكي تلعب مع الصبية ولكن تزوجت أمك وأنجبتك لكي تحرّر المَسجد الأقصىَ .. وتركه من يده فسقط الطفل على الأرض .. فنظر الأب إلى الطفل فرأى الألم على وجهه فقال له : آلمتك السقطة ؟
قال صلاح الدين : آلمتني ! قال له أباه : لِمَ لم تصرخ ؟
قال له : ما كان لـ مُحرّر الأقصى أن يصرخ .
محمد الفاتح وهو صغير كانت أُمُّهُ تأخذهُ وقت الفجر ؛ ليشاهد أسوار القسطنطينية وتقول له: أنت يا محمد من سيفتح هذه الأسوار لأن اسمك محمد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولم تكن صفية بنت عبد المطلب تبالي لولدها الزُّبير إذا سَقط من على ظهرِ الفرس .. ولم يكن يأكل الخوف قلوب العرب وهم يرسلون أولادهم إلى البادية بالشهور والسنين ..ولم يكن بقاء الولد وحده مع الغنم ليالِ في وديان مكة يؤلم نفس أبيه ..ولم يكن خروج الشباب اليافع إلى التجارة والصيد وتَسلق الجبال الشاهقة وصيد الأسود أمثال حمزة بن عبدالمطلب، يجعل أمهاتهم تموت رعبًا ..
لذلك لما جاء الإسلام صادفت قوته الروحية قوة بدنية خرج رجاله بهما أمثال خالد بن الوليد والزبير وسعد والمثني والقعقاع والبراء بن مالك - فلم يعودوا إلا بمُلك كسرى وقيصر !!
.. وهنا نسأل - الآن : هل توجد أمًّا كصفية التي ربّت ولدًا مثل الزُّبير
وابًا كنجم الدين الذي ربَّى أسدًا كصلاح الدين ؟
الأن .. أصبحت اللعبة التقليدية للبنت هي ( العروسة ) !! وأصبح الدعاء للبنت منذ صغرها : نفسي أشوفك عروسه !! فيستقرّ في ذهن الطفلة شكل فستان الفرَح ، وليلة الزفاف ، وفارس الأحلام ( العريس ) الذي سيأتي علىَ الفرس الأبيض !!
لو سألنا أي بنت عن أنواع الماكياج والبرفان وماركات الملابس والتاتو وتكبير وتصغير أجزاء من الجسم .. لوجدنا عندها عشرات الإجابات والمعلومات .. ولو سألناها عن تاريخ الوطن ، عن بطولات المرأة العربية .. لأجابت فوراً : إيه الكلام ( البيئه ) ده !! انتَ حدّ ( تيت ) خالص !!
أمّا لعبة الولد فتبدأ بالمسدّس ، ثم البندقية ، ثم البلاي ستيشن ، ورحلة الضياع التي تشكّل نمط وسلوك الولد - طفل - ثم شاب يافع .. في ظل تطوّر التكنولوجيا وزخم المعلومات ، نجده يكتب علىَ صفحة الفيس ( بوء ) إنشاء الله !! واللهي !!
أيّها السادة :
نحن في مرحلة لا يصلح معها صاحب الاسم المذكر والفعل المؤنث !
نحن في مرحلة لا يصلح فيها السكوت علىَ أفلام أفسدت الأجيال بقبلات وأحضان ونصب وخداع وبلطجة وخيانات وبُعد عن الدين والتربية الصحيحة
نحن في معركة لتغييب العقول وإسقاط الأمم بتفريغ شبابها من القيَم والأخلاقيات والمبادئ ، ليصبحوا فريسة في إيدي أعوان الشيطان
البيت .. هو أوّل حصن مانع ورادع لكل أساليب وأنواع الإرهاب
التربية .. التدريب .. التعليم .. التأهيل .. الثقافة ( كُلّهم ) أسلحة وذخائر لحماية أولادنا من أي فيروسات بشرية تحاول النيل منهم في معتقداتهم وصحّتهم والعبث بتوجّهاتهم وسرقة أحلامهم وتشويه طموحاتهم .
أيّها السادة - إنّها معركة الوعي : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته