×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

ماهر جبر يكتب: الإسكندرية وعبق التاريخ ”شخوص وأحداث”

المصريين بالخارج

قال عنها الإسكندر الأكبر، إنها «ترنيمة الزمان، ومعشوقة التاريخ لا أدرى إن كنت أسكنها أم أنها تسكن وتتوسد حناياي»،
نظرة إليها في بدايات القرن الواحد والعشرين، تريك عبق التاريخ يُطل من نوافذها ومبانيها، تلك المدينة الرابضة على شاطيء البحر منذ مايزيد عن ألفي عام، وقت أن وضع مخططها المهندس الإغريقي دينوقراطيس بأمر من الفاتح الأعظم الإسكندر الأكبر حوالي عام ثلاثمائة قبل الميلاد، حيث بنيت بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا (راقودة)، هادئة جميلة، مقصد التجار والعلماء من كل حدب وصوب.
سفر عبر التاريخ، وغوص في شواطئها يريك كم هي كثيرة تلك الأحداث الهامة وكذلك المآسي التي مرت بها المدينة، والتي صنعتها إسماً بارزاً في التاريخ القديم والحديث أيضاً ، قف يا زمان، وسجل يا تاريخ في صفحات خالدة، وذكرنا بممالك زالت، وأساطيل غرقت، ذكرنا بكليوباترا، وأنطونيوس شهيدي العشق والغرام، ذكرنا بعلماء ورحالة مروا بها، فعشقوها ولم يبرحوها ثانية، بل حوت أجسادهم في ثراها، ذكرنا بأساطيل غرقت، وجيوش هزمت، وهي واقفة شامخة شاهدة على ما يحدث فها هي بقايا الأسطول الفرنسي المحطم غارقة في مياه أبي قير تحكي ماحدث تفصيلا في ذلك الزمان.
وكثير هم أيضاً الأشخاص الذين شاركوا في وضعها على قائمة كل مدن العالم، لكنها ردت لهم الجميل فخلدتهم وخلدهم التاريخ كذلك رابطاً ذكرهم بمجرد الحديث عنها من قريب أو بعيد.
فإذا ذكرت الإسكندرية قفز إلى الذهن أسماء أبطال مشاهير مثل محافظها الأعظم في التاريخ محمد كريم، الذي أُعدم لمقاومته الحملة الفرنسية، وقائدها نابليون بونابرت، لم نعرف عنه إلا مقولته الشهيرة للمصريين اللذين احتشدوا ليروه في مشهد أخير وهو يصلب ( اليوم لي وغد لكم )، لكن ظلت تفاصيل الواقعة وما حدث معه مجهولاً، رغم أن معرفة دقائق الأمور وماتم من حوارات بينه وبين جلاديه، ترينا كم كان هذا الرجل عظيماً في كل شيء، حتى في لحظة أن ساقوه لكي يذبح، رافعاً رأسه، متمتماً بالشهادتين، مؤكداً أنه لن يموت، بل سيبقى ويذهب جلادوه الى الجحيم،
ويقدم لنا الجبرتى وصفاً لمشهد إعدام الشهيد محمد كريم قائلاً ” فلما قرب الظهر وقد إنقضى الاجل أركبوه حماراً ، وأحاط به عدد من العسكر و بأيديهم السيوف المسلولة ويتقدمهم طبل يضربون عليها وشقوا به الصليبية إلى أن ذهبوا إلى الرميلة، وقاموا بقيده وكتفوه وربطوه مشبوحاً، وضربوا عليه بالبنادق كعادتهم فيمن يقتلونه، ثم قطعوا رأسه ورفعوه على نبوت وطافوا به جهات الرميلة، والمنادى يقول، هذا جزاء من يخالف الفرنسيس“ولقد كانت اخر كلماته قبل أطلاق الرصاص عليه من جانب الفرنسيين موجهة للمصريين وهى : كونوا مثلاً ” للتضحية .. اصمدوا فى وجه المستعمر وقاوموا جبروته وطغيانه مهما كان العنف والعناء يذكر أن دفنه تم في مقام سيدي كرير بين الماكس والقباري بالإسكندرية.
ثم يقفز إلى الذهن كذلك ذكر مكتبتها الرائعة ودارها للعلم والمعرفة التي أسسها بطليموس الأول، والتي كانت أول جامعة في العالم بأسره، تخرج منها عباقرة الدنيا وعظماؤها، مانيتون أبو التاريخ، واقليدس، وفيثاغورث، وافلاطون أشهر فلاسفة الإغريق على مر التاريخ، وارسطو، ثيون الباحث المصري وآخر مدير لمكتبة الأسكندرية القديمة قبل إغلاقها من قبل ثيوفيلس البابا القبطي بالمدينة والإمبراطور ثيودوسيوس الأول.
وحديثا هي مهبط الفن ومرتع المبدعين، وفاتنة الشعراء والكتاب، وسر ابداعهم، فهذا سيد درويش، وبيرم التونسي ومسارحها الرائعة، المطلة على أمواج البحر فتزداد العروض جمالاً ويقترن الواقع بالخيال، ومن صور عبقريتها كذلك انجابها لأبو القانون في مصر وكل الدول العربية العلامة والفقيه القانوني العظيم السنهوري باشا، وغيرهم كثير.
والإسكندرية عروس البحر سابقة لكل مدن العالم في وضع أسس الثقافة بكل فروعها، ففيها أنشأ بطليموس مكتبة يرتادها الناس قبل أن يعرف العالم القراءة، لم يكن فجر الثقافة والمعرفة قد بزغ في الدنيا، وكان في الإسكندرية وضح النهار، كانت الدنيا ظلاما يحيط بالعالمين، وفيها يسطع نور المعرفة والبيان، ثم كانت منارتها الرائعة إحدى عجائب الدنيا السبع، وعمود السواري، والفنار الذي أعد لهداية السفن في عرض البحر، في سابقة لم يعرفها العالم في ذلك الزمان.
وإذا كنا قد تعرضنا لقليل من كثير فيما يتعلق بحاكم الإسكندرية ومحافظها منذ ما يزيد على مائتي عام، فإننا الآن نتحدث عن إنجازات محافظها الحالي اللواء محمد طاهر الشريف المولود بمركز اخميم بمحافظة سوهاج في بيت عرف عنه التحلي بسلاح العلم وتناوب المناصب السياسية منذ عقود كثيرة.

تخرج اللواء محمد طاهر الشريف من كلية الشرطة عام ٨٣ متقدماً قرنائه جميعاً ، فاختار لنفسه واختاره رؤساءه للعمل بأهم الأماكن وأكثرها حساسية حيث جهاز أمن الدولة، ثم انتقل للعمل بمحافظة أسيوط المرتع الحقيقى لحركات المد والجذر الطائفية، وهي كذلك الإختبار الحقيقي لأي رجل أمن، وظل في موقعه هذا لما يقارب خمسة عشر عاماً تمكن فيها من التخلص من كثير من الخلايا الإرهابية وقطع رؤوسها المدبرة، ومحاصرتهم في كهوف الجبال قبل أن ينتقل للعمل مديراً لموانىء البحر الأحمر.
من أجل ذلك يعتبر إختيار اللواء محمد طاهر الشريف محافظا للاسكندرية هو إختيار صادف أهله، ذلك لعمله عدة سنوات وكيلاً لجهاز أمن الدولة بها، ثم مديراً للجهاز فكان ذكياً نافذ البصيرة، أحبه كل أهلها لدماثة خلقه، ونصرته للحق، فرسخ قاعدة حسن معاملة المواطنين، واستطاع بذكاء قراءة مشاكلهم، فكانت سرعة التدخل لحلها، والتعامل بكل حزم مع الخارجين عن القانون، أيا كان موقعهم، أو ما يتمتعون به من سلطان أو جاه.
وفي يوم الإحتفال بالعيد القومي لثغر الإسكندرية فاتنة الشعراء والكتاب وكل من امتهن الفن والجمال وسر ابداعهم، سلام على أرواح كل العظماء اللذين احتضنتهم وشاركوها صنع تاريخها، بينما شاركتهم تخليد ذكراهم بحروف من نور على صفحات من ذهب، فالإسكندرية صفحة مضيئة شديدة الإبهار في ذاكرة الدنيا قديماً وحديثاً، سلام على روح محافظها وحاكمها

الإسكندرية عبق التاريخ شخوص أحداث 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:46 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17