جمال رشدي يكتب: رحلتي الشاقة كعابر سبيل الي الأردن

بسبب جائحة كورونا،، أجبرت على التواجد في وطني الثاني المملكة العربية السعودية لمدة عامان، وبعدها قررت نزول اجازة لمدة شهر إلى وطني مصر لكي أري اسرتي وأهلي،، وبسبب جائحة كورونا أيضا تعذر رجوعي مباشر من مصر الي السعودية،، وكمثل عشرات الآلاف كان لابد لي الذهاب إلى بلد اخر كرحلة ترانزيت في المملكة الأردنية الهاشمية.
وبالفعل بعد الكثير من التواصل مع جهات وأشخاص كثيرين لمعرفة الإجراءات والشروط،، قمت بحجز تذاكر طيران على الخطوط الجوية الملكية الأردنية من مصر الي الأردن ومن ثم الي السعودية،، وفي الوسط هناك ١٤ يوم كحجر مؤسسي طبقا لما هو مطلوب.
وفي يوم ٢١ أغسطس كان إقلاع الرحلة من مطار القاهرة الدولي... ومن المنيا الي المطار وبالتحديد الساعة الواحدة ظهرا كان موعد تحركي من أمام منزلي وفي المطار كانت الساعة تمام الخامسة وهو التوقيت المطلوب لتواجدي قبل إقلاع الرحلة الساعة ٨ مساء،، وبالفعل انتهيت من جميع إجراءات المطار بختم المغادرة على جواز سفري والذهاب أمام مكان انتظار إقلاع الطائرة،، وفي الموعد المحدد للإقلاع تم اخبار الحضور بعطل فني يتطلب الانتظار لمدة ساعة،، وبعد مرور ساعة جائنا الخبر ان الأمر يحتاج إلي وقت لإصلاح العطل،، وفي مكان الانتظار ورويدا رويدا وعند الساعة ١٢ مساءا أخبرنا احد المسئولين انه تم الغاء موعد الرحلة وسيتم الذهاب بنا إلى فندق بوسط القاهرة لحين تحديد موعد آخر.
وفي كل ذلك كان لابد أن نمر باجراءات أخرى لإلغاء ختم المغادرة والذهاب الي السير لحمل الحقائب والخروج من المطار بانتظار المجهول،، وبعد وقت ليس بالقليل جاءت بعض الاتوبيسات لحمل ركاب الطائرة الملغي رحلتها الي الفندق، وبعد التزاحم والتكالب لوضع الحقائب في المكان المخصص للاتوبيس وفي وسط ذلك سيدات واطفال وشيوخ، ركبنا الاتوبيس الي فندق هيلتون بوسط القاهرة.
وفي رحلة الحلم والالم وقبل أن تغلق اجفان العيون،، وفي تمام الساعة السابعة صباح اليوم الثاني تم ابلاغنا بضرورة الحضور الي المطار،، ونفس مرحلة مشقة ركوب الاتوبيس بحقائبنا أثناء خروجنا من المطار هكذا أثناء عودتنا اليه.
وعند وصولنا المطار في صباح ذلك اليوم كان علينا أيضا ان نجتاز كل الاجراءات الخاصة بإنهاء متطلبات المغادرة،،، وبعدها ذهبنا الي مكان انتظار الطائرة وأثناء ذلك لا يعلم احد موعد محدد للإقلاع،، وعلي جمر ساعات الانتظار جاء الخبر الأكيد بأن الطائرة ستقلع بعد قليل في تمام الساعة الواحدة ظهرا.
وفي رحلة المجهول وأثناء هبوطنا في مطار عمان ( الأردن) وبكامل الأوراق حسب المطلوب ذهبت إلى موظف الجوازات للحصول على ختم الدخول،،، كان الرفض جاهز بضرورة حضور مندوب شركة سياحية لكي احصل على تأشيرة سياحية للدخول،، والسؤال المطروح هنا أليس هناك اتفاقيات دولية تحكم تلك الإجراءات فكيف يتم منع مواطن من دخول دولة الا بحضور مندوب شركة سياحية لكي ينهي له إجراءات الدخول،، ومن حسن حظي ان كنت متواصل مع شركة سياحبة اسمها حجات،،، hajjat.. وبحثت كثيرا عن مندوبها الذي كان من لابد تواجده لاستقبالي ولم أجده،، وتواصلت عبر الواتس مع السيدة التابعة لتلك الشركة واسمها نانسي والتي انهت لي إجراءات حجز الفندق لكي استفسر عن المندوب، فقالت لي مندوبنا اسمه محمود في المطار،،، وفي وسط المطار هناك المئات والالاف،،، فأين محمود في كل هؤلاء؟
اتخذت نفسا عميقا لكي استجم معنويا واجمع بعض قواي الجسدية والنفسية التي شارفت على الانهيار.
وساقتني خطواتي الي مكتب ضابط جوازات لكي أسئلة عن من هو محمود،، وبسأله عن اسم الشركة،، علم الضابط من هم مناديب تلك الشركة وبدأ الاتصال بهم للحضور،، وبعد مرور وقت ليس بالقليل جاء أحدهما ولكن ليس محمود،، وساعدنا هذا الضابط بالاشتراك مع بديل محمود في إنهاء إجراءات الحصول على ختم الدخول.
استنشقت بعض الأنفاس وحاولت ان التلاعب مع جفون عيني لعلا اكون في كابوس حلمي واتمنى ان استيقظ على أنه بالفعل حلم ،، والي باب المطار للخروج كان لابد أن انتظر سائق اخر لتلك الشركة التي استحوذت على كل ما يمكن أن يكون من ضمن ما يحكم العلاقات الدولية للملاحة الجوية،، وبعد رحلة عذاب من أمام بوابة الخروج،، علمت اني من ضمن مجموعة مع سائق لا نعرف من يكون او من سيكون،، وفي سيارة جب كان عددنا ٥ مصريين الجميع متجهم والعيون تتكاسل عن المتابعة والجبهة يعتليها الكثير من علامات الحزن والاسي،، وفي منتصف الطريق طالبتي احد المرافقين للسائق بمبلغ ٧٠٠ دولار ثمن الاتفاق المبرم مع الشركة السياحية لإنهاء إجرائتنا بالدخول والخروج من المطار مع سكن بالفندق ١٤ يوم،، وأثناء طلب الشخص للمبلغ صمت قليلا،، من يكون هذا الشخص ولماذا لم يكن معه اي مستندات استلام للمبلغ،، ولكن ألم الرحلة لم يسعفني في ان استفسر منه عن ذلك،، فسلمت له المبلغ المطلوب في صمت،،، وبعد قليل طلب مني سائق تلك السيارة الانتقال إلى سيارة أخرى تذهب إلى الفندق المحجوز لي عن طريق تلك الشركة.
وايضا في صمت قاتل انتقلت الى تلك السيارة التي ذهبت بي الي فندق سان روك في العاصمة الأردنية عمان..
وعلي سرير غرفتي بالفندق مددت جسدي واغمضت عيناي لعلي ما يحدث لي هو حلم أيضا.. لكن كانت الصحوة دائما على أنها رحلة شاقة ليس لي فقط بل لالاف المصريين والأشقاء العرب الذين مواطنين لدول تم التعليق الرحلات بها إلى الشقيقة السعودية.
وفي صباح اليوم الثاني من تواجدي بالفندق جائتني رسالة من مديري بالعمل في السعودية بأن هناك قرار بدخول المملكة العربية السعودية مباشر لمن هم حاصلين على جرعتين لقاح كورونا داخل المملكة وهذا ما ينطبق على،، وفي التو صرخت وقلت الحمدلله لك يالله،، وكأن الرسالة جائني لتوقظني من عذاب تلك الرحلة الشاقة.
وهنا يحق لي الرجوع إلى السعودية مباشر من الاردن دون انتظار مدة ١٤ يوم الحجر المؤسسي،، ولكن هناك حجز مؤكد على الطيران الأردني يوم ٦ سبتمبر الي السعودية فلابد من إلغائه اولا والحجز في أقرب وقت ممكن للتخلص من تلك الرحلة التي فرضت علي.
ومن أمام الفندق اخذت تاكس الي مقر الخطوط الجوية الأردنية بالعبدلي بعمان.. وأثناء الطريق قال لي السائق يا بختكم بالجيش المصري،، اني ارى قوات الصاعقة المصرية على اليوتيوب شئ مرعب ومخيف، فنظرت اليه وفي داخلي قلت له اللهما لا حسد من عينك ربنا يحفظكم يا جيش، بلادي،، استقبل السائق صمتي عن الرد بصمت طويل حتى وصلت إلى مقر الشركة.
وبعد الانتظار قليلا. وقفت امام موظفه الكوينتر،، طلبت منها إلغاء الرحلة... في منتهى العبس والتجهم والتعنت والتكبر،،، معاملة لا تليق بموظفه في مكان لابد أن تكون عليه غير ذلك،، رفضت الغاء الرحلة وقالت لي لابد أن تلغيها من مصر ليس لنا دخل بك،، وأثناء النقاش جاءت مشرفه الصالة التي أرادت ان تنهي نقاشي وقالت للموظف العابسه ارسلي له ايميل بالغاء الرحلة،، وانتهى تواجدي في مقر شركة الخطوط الملكية الأردنية على الاتفاق بتواجدي في اليوم الثاني للاستفسار عن ما سيفعله الايميل المرسل.
وبعدها توجهت الي مكتب طيران ناس للحجز الي المملكة العربية السعودية وبكل سهولة ويسر تم ذلك،، وبعدها بيومان ذهبت إلى الخطوط الأردنية للاستفسار عن ما فعله الايميل المرسل منهم،،، وأيضا أجابتني موظفه أخرى بانهم لن يلغوا الرحلة،، اوضحت لها أنه من المفترض أن يكون تم ارسال ايميل من الموظفه زميلتها،، وعند نقاشي جاءت نفس المشرفه وقالت تم ارسال الايميل ولكن لم يرد احد.
فقلت لها وما الحل انا مسافر غدا الي السعودية،،، فارادت التخلص مني فقالت لي سنرسل ايميل الي المكتب في الرياض لكي تتابع معه،، تركت مقر شركة الخطوط الجوية الأردنية في صمت وذهبت للفندق لكي اجهز نفسي للسفر في اليوم الثاني الموافق ٣٠ أغسطس.
وقبل ذلك اليوم كنت قد ابلغت شركة السياحة Hajjat باني قطعت مدة الحجر المؤسسي ١٤ يوم واسافر قبل الموعد المحدد. لي مع الشركة ب ٧ ايام،،، واجابوني بأن هناك فرق حساب من ال ٧٠٠ دولار سبرجع لك،، طالبت الموظفه المسئولة في الشركة اسمها نانسي ووعدتني كم من مرة،، برد المبلغ المتبقي،، وفي يوم السفر وموعد إقلاع الطائرة الساعة ١٠ ليلا جائني موظف الفندق الساعة ١٢ ظهر وطلب مني ترك غرفتي فاجابته باني دافع ثمن حجز لمدة ١٤ يوم وهناك ٧ ايام باقية في موعد حجزي فقال لي أن شركة السياحة hajjat طلبت إخلاء غرفتك لأنك مسافر اليوم،،، في وقت وجيز أحضرت حقيبتي واغلقت الغرفة ونزلت في الرسيبشن للانتظار الي قرب موعد الاقلاع ومن الساعة ١٢ ظهر الي ٦ مساء تواصلت كثير مع الموظفه نانسي لأخذ باقي مستحقاتي وظلت توعدني حتى جاء السائق الساعة السادسة للذهاب إلى إلى المطار،، وأثناء التواصل مع مدير حسابات الشركة إجابني بأن لي ١٢٠ دولار متبقي من مبلغ ال ٧٠٠ دولار وسيتم ارسالهم الي السعودية،،، فضحكت كثيرا على القدر المحتوم لرحلة عابر سبيل لقمة العيش التي قالت عنها جدتي وامي..... لقمة العيش مرة يا ولدي....
لقد كتبت عن تلك الرحلة بكل التفاصيل لكي تكون علامة طريق أمام كل وافد ترانزيت من المصريين وغيرهم للمساعدة في الجواب على جميع الاستفسارات وما يمكن حدوثه.