×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

مسيو مصري في فرنسا بقلم الكاتب "مصطفى كامل الأمير"

مسيو مصري في فرنسا بقلم الكاتب "مصطفى كامل الأمير"
مسيو مصري في فرنسا بقلم الكاتب "مصطفى كامل الأمير"

 

كتب :  مصطفي كمال الأمير

يوم الجمعة 13 نوفمبر 2015

ليلة لن تنساها أبدًا فرنسا وأوروبا والعالم كله ، عندما قامت مجموعات إرهابية انتحارية بمهاجمة عدة أماكن حيوية في العاصمة باريس، أدت إلي مقتل وإصابة المئات من الفرنسيين بالصدمة والرعب ، بما فيهم رئيس الجمهورية السابق فرانسوا هولاند الذي وأب بعينيه وسمع بأذنيه أصوات الانفجارات القريبة منه. 

فأثناء متابعته للمباراة الودية في كرة القدم بين فرنسا وألمانيا القوتين الأكبر في أوروبا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، ورأى بأم عينيه جبن وشراسة الإرهاب في مدن أوروبا. 

هذه الهجمات الإرهابية القاتلة هي للجمهورية الفرنسية بمثابة 11/9 بالنسبة إلى أمريكا، بمعني أنها غيرت تمامًا قواعد اللعبة السياسية علي المسرح الدولي. 

هذه الخسائر البشرية الغير مسبوقة في تاريخ فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٤٥ م أومنذ أحداث عام ١٩٦١م مع الجزائريين في فرنسا. 

وقدحضر زعماء العالم للتضامن مع فرنسا ، هذه الأحداث في فرنسا جاءت بعد الهجمات الدامية في بداية العام 2015 في باريس أيضًا علي المجلة الساخرة تشارلي هيبدو التي أساءت الي الإسلام ورسوله النبي محمد (ص ) عام 2005. 

وأعادت نشرها صحف بدول أخري منها الدنمارك 

وتورط فرنسيين مسلمين في الهجوم الذي كان من بين ضحاياه أيضًا مسلمين منهم الضابط أحمد مرابط وهو ما يبين مدي الإنقسام والفتنة الضاربة في جذور المجتمع الفرنسي الذي يدافع عن حرية الإتجاه الواحد في الإساءة الي الإسلام بدليل حبس الفيلسوف الراحل روجيه جارودي. 

ومنع عروض الفرنسي المسلم مبالا ديدونو بدعوي معاداته لليهود بناءً علي حكم قضائي من العدالة الفرنسية ، ونتيجة لذلك تدرس فرنسا وأوروبا تعديل إتفاقية شينجن لإنتقال الأفراد وتشديد إجراءات الحصول غلي التأشيرة وتضييق الخناق علي المقيمين غير الشرعيين بدون أوراق. 

الجالية المصرية الكببرة في فرنسا تأتي ثانية في الترتيب عددياً بعد بريطانيا للمصريين في أوروبا 

، ويقارب عددها نصف مليون مصري في فرنسا 

نصفهم تقريبًا بدون أوراق أتوا من اليونان وإيطاليا عبر البحر للوصول إلى جنة أوروبا الباردة. 

ويعملون في مجالات التجارة والمقاولات والنظافة والمطاعم ، ويقيمون في ضواحي باريس والجنوب الدافيء في نيس وموناكو ومرسيليا والمدن الكبري والعاصمة باريس علي نهر السيئين. 

ومن معالمها برج إيفل الشهير،والمسلة المصرية في ساحة الكونكورد ، وقصر الباستيل وكنيسة نوتردام ، وقصر فرساي والإليزيه والشانزليزيه ومترو باريس الشبكة الأقدم والأكبر في أوروبا، ومعهد العالم العربي بباريس، ومتحف اللوفر الشهير الذي افتتح فرعا له بإمارة أبوظبي. 

وهناك إستثمارات خليجية وقطرية هائلة في فرنسا بالمجالات العقارية والرياضية منها ملكية نادي باريس سان جيرمان، مدينة باريس هي أيضًا عاصمة الثقافة الفرانكفونية ودولها العديدة الناطقة بالفرنسية حول العالم والتركيبة السكانية للمهاجرين مختلفة في فرنسا عن باقي أوروبا. 

حيث الأفارقة من المستعمرات السابقة وتواجد الغجر بأعداد كبيرة، ومن آسيا وفيتنام وأيضًا مغاربة دول شمال إفريقيا وهم بالملايين، كذلك من لبنان والشام، 

وهناك محطات إذاعية بالعربية منها أورينت ومونت كارلو والشمس وقناة فرنسا 24 لربط المهاجربن العرب بأوطانهم وثقافتهم. 

وأشهر مذيع هناك من أصل مصري هو ناجي فام إبن الأسكندرية، وهناك أيضا مسجد باريس الكبير المنارة والجامع للمسلمين في صلوات الجمعة والأعياد الإسلامية. 

ورغم أن فرنسا منبع العلمانية كانت تتبع المذهب الكاثوليكي المسيحي للبابا في روما قبل قيام الثورة الفرنسية 1789وسقوط الملكية هناك وإعدام الملكة ماري أنطوانيت وقيام الجمهورية الفرنسية، وظهور المقصلة الفرنسية الشهيرة التي قطعت الرؤوس عن أجساد الآلاف من أعداء الثورة الموالين للملكية، لكنها لم تستعمل الصليب شعارًا لها حتي تلتصق بالمسيحية كما رأينا من داعش والقاعدة وأمثالها ممن شوهوا صورة سماحة الإسلام حول العالم. 

هناك كفاءات مصرية عديدة في فرنسا يصعب حصرها في عدة مجالات منها الطب والهندسة مع توافد الطلبة للدراسة في الجامعات الفرنسية منها جامعة السوربون الشهيرة التي درس بها العباقرة طه حسين وتوفيق الحكيم والكثير من المبدعين بعد بدء البعثات الدراسية في عهد محمد علي الكبيروأشهرهم الشيخ محمد عبده، ورفاعة الطهطاويويتوسط الجامعة تمثال شامبليون ( فك رموز حجر رشيد ) واقفاً بإحدى قدميه علي رأس ملك فرعوني !! دلالة علي الهيمنة لقوي العالم الجديد علي حضارات العالم القديم حسب فهمهم . 

وكان يمكن الإشارة لها دبلوماسيًا أثناء زيارات الرئيس السيسي العديدة إلى فرنسا بناء علي دعوة فرنسية، أستقبل فيها بحفاوة بالغة من الرئيس السابق هولاند والجديد ماكرون والبرلمان الفرنسي للإعتراف بإرادة شعب مصر بعد الثورة علي الإخوان لتصحيح مسار الثورة الشعبية في 25 يناير 2011م.

فالعلاقة بين مصر وفرنسا عميقة وممتدة تاريخيًا منذ فشل الحملة الصليبية الخامسة ، وكانت لغزو مصر عام 1221 م بقيادة جان دي برس، ثم هزيمتهم الثانية وأسر ملكهم لويس التاسع في دار ابن لقمان بمدينة المنصورة أثناء محاولتهم غزو مصر 1250 م إبان الحرب الصليبية السابعة.

ثم الغزو الفرنسي لمصر عام 1798م علي يد نابليون بونابرت بعد إنتصاره علي الإنجليز في معركة أبي قير البحرية مع قادة جيشه ومنهم الجنرال كليبر الذي قتله سليمان الحلبي قبل إعدامه بالخازوق والمقاومه الشعبية في مصر من شيوخ الأزهر عمر مكرم بالقاهرة ومحمد كُرَيِم بالإسكندرية والشيخ السادات والشبراوي. 

ومن نتائج الحملة الفرنسية العلمية تأليف العلماء لكتاب وصف مصر والخرائط والطباعة والسجلات لقيد المواليد والوفيات ، ثم حكم محمد علي والأسرة العلوية ومشروع الفرنسي فرديناند ديليسبس لحفر قناة السويس أثناء حكم الخديوي سعيد الذي بدأ في نقل الثقافة والمعمار الفرنسي إلى قلب القاهرة الخديوية المعروفة حاليًا بوسط البلد وتخطيطها لتصبح نسخة مصغرة لقلب القاهرة الخديوية المعروفة حاليًا بوسط البلد وتخطيطها لتصبح نسخة مصغرة من باريس. 

وقد شاركت فرنسا مع إسرائيل وبريطانيا في العدوان الثلاثي علي مصر عام ١٩٥٦م انتقامًا من الزعيم عبد الناصر لقيامه بتأميم قناة السويس قبل دحر العدوان وصمود مدينة بورسعيد الباسلة، جدير بالذكر أن اللغة والثقافة الفرنسية كانت من سمات المجتمع المصري الراقي،لاسيما في أوساط الأقباط والإقطاعيين واليهود والمثقفين، قبل تراجعها لصالح الثقافة الأمريكية وهوليوود وهناك مراكز ثقافية وجامعات فرنسية حول العالم لنشر اللغة والثقافة الفرنسية. 

ويذكر أن أغلب القوانين المصرية للأحوال المدنية والتجارية والقضائية مأخوذة من النظام الفرنسي والعقد الإجتماعي لجاك روسو، جاء فيلم مسيو رمضان لمحمد هنيدي لرصد ظاهرة خاصة بفرنسا وهي توافد المصريين من محافظات الدلتا لا سيما محافظة الغربية وقرية ميت بدر حلاوة تحديدًا التي يوجد الآلاف من شبابها في باريس للعمل والإقامة مع أبناء قرية سندبيس، وهناك الآلاف من المصريين قد تزوجوا من مغاربيات في أوروبا وفرنسا أيضًا.

وكانت هناك حادثة مروعة العام الماضي عندما قام أحد المصريين بباريس ويدعي سمير الششتاوي بإشعال النار في سكن أبناء قريته بمركز أجا 

لخلافات تافهة مما أدي إلي إحتراق السكن بالكامل ووفاة ثلاثة مصريين من قريته ثم هروبه قبل القبض عليه علي حدود فرنسا وسويسرا في جرس إنذار بإندثار أخلاق القرية المصرية ببلاد الغربة أيضاً.

ونتيجة لظهور الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للأجانب ولتفادي العنصرية وسهولة الحصول علي عمل أو سكن قام بعض المصريين والعرب بتسمية أبناءهم بأسماء فرنسية أجنبية " محمد/ميشيل - علي / آلان"  مما يهدد بضياع هوية أبنائهم، وانفصالهم عن جذورهم الدينية والوطنية. 

فالإنقسام الديني والسياسي يضرب المصريين في الخارج أيضا في فرنسا،التي قام أتباع الإخوان هناك بإقتحام السفارة المصرية بباريس عام 2014 م إحتجاجًا علي سقوط المعزول الراحل مرسي والإخوان، قبل تدخل الشرطة الفرنسية وإجلائهم من مبني السفارة، وهنا أتوجه بالنصيحة إلى قيام وزارة الهجرة والمصريين بالخارج بمحاولة التعاطي مع هؤلاء الشباب واستقطابهم للعمل لصالح الوطن حتي لا يكونوا صيدا سهلا لأعداء الوطن الغالي مصر وذلك بعد إنجاز الدستور الجديد وإعادة انتخاب رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي عام 2018 م. 

 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 06:22 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17