أشرف الكرم يكتب : السطوة المجتمعية ، وبناء المجتمع
علاء سحلول المصريين بالخارجبقلم : مهندس / أشرف الكرم
ما تزال مجتمعاتنا العربية و منها مجتمعنا المصري،، ترزح تحت وطأة الأحكام المجتمعية القوية التي تحرك الكثير من العادات و التقاليد والقيم المجتمعية بما يشكل الوعي العام و العقل الجمعي لمجتمعاتنا،،
نلحظ ذلك بشكل يطغى على الكثير من الأسس الصحيحة أحيانا و بما يتعارض مع الصالح العام أحياناً أخرى.
غير أن هذا لا يعد وصفًا لكل التوجهات المجتمعية بصفة عامة، فهناك الكثير من سطوة المجتمع وتوجهاته التي تحض على الفضائل وتحث على الإيجابيات وترفض السلوكيات المشينة، ولحسن الطالع أن ذلك كثير وقد يتعدى ما يُعد سطوة غير إيجابية.
و لقد أسهم في انتشار الكثير من المفاهيم المجتمعية السلبية ، ظهور منصات التواصل الاجتماعي المتعددة والتي يستقي منها الجموع الغفيرة مفاهيماً قد تكون هي الأسوأ لسهولة انتشار الأفكار بين القابعين على تلك المنصات ليل نهار وتأثيرها الشديد بين المتابعين.
ولاشك في أن نتيجة هذه السطوة ذات المفاهيم السلبية تعود بالضرر حتماً على أفراد و جماعات المجتمعات التي تستسلم لبعض تلك الأعراف مما ينحو بها إلى ممارسات يعاني منها كثيرون و يتضرر منهامن يقع تحت براثنها ، كما يقع من يعارضها في إشكاليات كبيرة من تشويه الصورة والاغتيال المعنوي والتشهير.
و قد لاحظنا بعضاً من تلك المفاهيم السلبية ـ و ليس حصراً ـ في حالات الزواج والطلاق وفي حقوق الإرث وتوزيعه وفي التعامل مع المرأة في أحيانٍ كثيرة وكذلك حين يكون الأطفال طرفا في كثيرٍ من الأحوال و تتفاقم الحالة حين نرى ضعف الانتماء للوطن يسري بين البعض من أبنائه فيصير من يناصر الدولة منبوذًا ، ومن يعمل على هدمها مقدامًا بشكل تُقلَب فيه الحقيقة.
ولايمكن أن تُبنى المجتمعات ، أو تصل إلى الأصوب من القيم والعادات والتقاليد والبناء ، إلا إذا انتبه مفكروها و مثقفوها و كل رموزها الوطنية، ليصححوا ويوضحوا و يدقوا ناقوساً لخطر الاستسلام لتلك المفاهيم المجتمعية التي تكون في كثير من الأحيان أقوى من المنطق و أعتى من قوة العقل لدى الحكماء، الذين عليهم مسئولية التركيز على تفنيد تلك المفاهيم.
وعلى الإعلام بأدواته المختلفة أن يساعدهم في نشر تلك التصويبات اللازمة.
ولا أنسى الدور الأهم لدور الثقافة المنتشرة في ربوع وطننا مصر، وهو الدور الذي يجب أن يكون في أعلى صوَرِه لتوضيح تلك التشابكات بين سطوة المجتمع بمفاهيمه الراسخة، والصائب من المنطق والقيم والقانون الذي نود أن نرسخه كمجتمع.
ولابد وجوبًا، من تواجد الحكماء و العقلاء بشكل دائم ومستمر على مواقع التواصل الاجتماعي التي ينتشر فيها الكثير من المفاهيم السلبية لوأد انتشارها بين الشباب وبخطاب يناسب هذه المنصات و من يتابعها، باعتبار أن تواجد هؤلاء الحكماء رسالة سامية يجب أن يقوم بها الأفراد والهيئات كلٌ حسب تخصصه واهتمامه.
كما ينبغي أيضًا على الأسرة ، بعد ترقية وعي الآباء والأمهات فيها أن تربي الأبناء على الأصوب في مواجهة تلك المفاهيم المجتمعية التي نشير إليها، ويكون أيضًا على دور العبادة مسئولية كبيرة في القيام بمسئوليتها التوجيهية حيال ذلك.