عبدالموجود دسوقي يكتب عن : حال المؤمن إذا صدق في توبته مع الله
بقلم : عبدالموجود دسوقي
لماذا مشى النبي (صلى الله عليه وسلم) على أطراف أنامله عند دفن خادمه ثعلبة ؟؟؟
كان ثعلبة - رضي الله عنه_ يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم- في جميع شؤونه ، وذات يوم بعثه رسول الله في حاجة له فمر ثعلبة بباب رجل فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها فشعر بالذنب وأخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله بما صنع فلم يعُد الى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة ومكث فيها قرابة أربعين يوماً.
فنزل جبريل على النبي وقال: يا محمد ، إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك: إن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال مُتعوِّذ بي.
فقال النبي لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي: انطلقا فأتياني بثعلبة ولما رجعا به قالا هو ذا يا رسول الله؟
فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟
قال : ذنبي يا رسول الله
قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟
قال : بلى يا رسول الله.
قال : قل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .
قال : ذنبي أعظم
قال رسول الله: بل كلام الله أعظم ثم أمره بالانصراف إلى منزله ومرَّت ثمانية أيام
فقال رسول الله : قوموا بنا اليه، ودخل عليه الرسول فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من حجر النبي
فقال له : لمَ أزلت رأسك عن حجري ؟
فقال : لأني ملآن بالذنوب .
فقال رسول الله ما تشتكي ؟
قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي .
قال الرسول الكريم : ما تشتهي؟
قال : مغفرة ربي فنزل جبريل فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة، فأعلمَهُ النبي بذلك ، فصاح صيحة مات على أثرها فأمر النبي بغسله وتكفينه فلما صلى عليه الرسول جعل يمشي على أطراف أنامله فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله: يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟
قال الرسول : والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ثعلبه٠
"ربنا آتنا في الدنـيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار"


















