×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

العمارة المصرية المحلية ، واغتراب العمارة

العمارة المصرية المحلية ، واغتراب العمارة
العمارة المصرية المحلية ، واغتراب العمارة

بقلم : م. أشرف الكرم 

منذ نعومة أظافري وأنا أقلب عيناي يمنة ويسرة، أنهل من جماليات واجهات تلك العمارات الشاهقة قدر ما يمكن، وهي التي بناها أجدادي وآبائي حين كنت صغيراً، باحثًا عن الإبداع و محاولاً استشعار الجمال والفن في عناصر تلك العمائر المنتشرة في ربوع مصر، فلم أجد في الأغلب فيها إلا كلمات غير منتظمة في سياق لغوي معماري يشكو كثيرًا.

وحين كبرت و درست العمارة و مدارسها و فنونها ونقدها ، وجمالياتها وإنسانيتها واحتياجها للترابط مع البيئة التي فيها نعيش، وكيف هي الحضارات الأخرى قد ركزت على الفن المعماري لإبراز قوة تلك الحضارة و قيمتها وقدرها.

حينها، أحسست بغربة الهوية والبعد عن جذور المصرية المحلية، وعلمت كيف هي تلك العمارات في بيئتنا ليست إلا مسخًا من نقل جاء به من قام على صناعة التشييد في بلادي دونما اهتمام بمفهوم العمارة و متطلباتها الوظيفية والجمالية التي تشكل الإنسان الذي يعيش فيها، وتشكل وجدانه قبل أن يشكلها.

وعلى مر العصور ، فإن العمارة والمباني المعمارية هي الشاهد الأقوى والكائن الأعظم الذي يشهد على مستوى حضارة المكان عبر الأزمان، وهي التي نتعرف من خلالها على قيمة وقدر تحضر الإنسان في حقبة من الزمان، كما هو الحال في حضارة الفراعنة بمصر القديمة وفي الرومانية واليونانية وغيرها.

وحيث أن الأمر كذلك ، فقد كان لزاماً على معماريي كل زمان في أي مكان، أن يؤسسوا إلى تأصيل فني معماري يعرّفون من خلاله الأحفادَ مستوى حضارة الأجداد، عبر تفاعل متكامل مع البيئة بتناغمٍ بين الشجر والحجر، بين الطبيعة والبناء، بين المكان والإنسان ليشكلوا من هذه العلوم الإنسانية عمارةً تبوح عن مكنون هذا العصر في كل زمان.

ولا أعظم للمعماريين من أن يتعلموا من الإنسان، الذي تعلم أساليب البناء بدافع حاجاته الوظيفية وبيئته المحيطة، فأنتج مساكن تلبي طلباته مباشرة، وفي نفس الوقت بها من الإبداع الجمالي ما استقاه من الطبيعة، وهي التي يمكن أن نسميها بالعمارة المحلية في أي مكان في العالم.

ومن هنا نجد احتياجنا وافتقارنا إلى عمارة تعبر عن شخصية مصرية ، وهوية تعبر عنا كمصريين و تُنصتُ إلى بيئتنا بما تبوح به لنا وتحاكي بعمارتنا طبيعة بلادنا، وهي مسئولية لا تقتصر على معماريي الوطن بل على دائرة أكثر اتساعًا من ذلك رغم أني لا استثني المعماريين.

وبلاشك فإن على كل مصري أن يساعد ويساند في هذا النهج، عن طريق المطالبة بالتصميمات التي تعبر عنا وعن وطننا بما يزخر به من جمال ومناخ وبيئة مصرية، حين يقومون بالإسهام في إنتاج تلك العمائر.

وأدعو الجميع إلى البحث عن تلك الأنماط المعمارية المصرية المحلية مع المطورين العقاريين والعمل بشكل جماعي على تحفيزهم على الإقبال على تلك النماذج المعمارية التي تم تنفيذها على استحياء في الكثير من ربوع مصر مما قام به شيخ المعماريين "حسن بك فتحي" رحمه الله، ومن تابَعَه في التأصيل العلمي لتلك العمارة المحلية مثل الرائد المعماري المعلم "عصام صفي الدين" .

ولا أنسى أهمية النظم و اللوائح المنظمة للبناء، والتي يجب أن تكون محددًا فارقًا لتسكين وتمكين الأنماط المعمارية المصرية المحلية في تصميماتنا التي تعتمدها الأجهزة الحكومية.

ولنعمل جميعنا على إقامة إعلام معماري عن حضارتنا اليوم، وعن مستوانا الحضاري الذي لن نجد إعلامًا عنه أفضل من عمائرنا التي نبنيها بأيادينا اليوم، والتي ستكون رسائل حضارية من أجيالنا الحالية تستمر على مر السنين.

 

 

 

 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:41 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17