×
13 ذو القعدة 1445
20 مايو 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

الشاي المغشوش» يعكر مزاج المصريين

الشاي المغشوش» يعكر مزاج المصريين
الشاي المغشوش» يعكر مزاج المصريين
إعداد :  فيفى سعيد ـ سيد صلاح أبوستيت

ارتبط الشاى فى أذهان المصريين بالوسيلة الفعالة للقضاء على الصداع وضمان راحة البال، بالشكل الذى جعله أيقونة نشاطهم، حتى فى ساعات الحر التى تتطلب مرطبات ومثلجات إلا أن الشاى كان حاضرا بقوة بالشكل الذى لا يدفع الشركات إلى الإعلان بكثرة عن منتجاتها فهو مثل السجائر لا يمكن لمتعاطيها الإقلاع عنها بسهولة، ومع مرور الوقت وانتشار علامات تجارية كثيرة داخل السوق تسللت عصابات وتمركزت فى محافظات مصر واتخذت من أوكارها وسيلة لتعكير مزاج المصريين بالشاى المغشوش المصنوع من التراب على حد وصف من تحدثت إليهم «الزمان».

«الشاى المغشوش» الضربات المتتالية التى وجهتها مباحث التموين لمافيا تزوير الشاى بمحافظتى الدقهلية والجيزة منذ فترة، لتعود من جديد فى محافظة القليوبية والتى ينظر إليها البعض كالمنصة، إذ تنطلق منها كميات هائلة من المنتجات غير المرخصة وغير المطابقة للمواصفات إلى جميع أنحاء الجمهورية، بالدرجة التى جعلت بعض الأهالى يقومون بتزوير عبوات «البايرسول» المخصص لقتل الذباب والناموس.

وقد  تم رصد كميات هائلة من الشاى المغشوش معبأة داخل عبوات لشركات عالمية ومعروفة بجودة منتجاتها، وذلك فى بعدة محافظات  ففى المرة الأولى تم رصد 4 آلاف باكو شاى وعبوات فارغة مقلدة داخل مصنع غير مرخص لتعبئة الشاى  وتمت الاستعانة بمواد مجهولة المصدر ووضع شاى مغشوش فرز رابع وطرحه بالأسواق بأسعار متدنية لتحقيق أرباح طائلة غير مشروعة، وفى المرة الثانية تم ضبط صاحب مصنع دون ترخيص  لتعبئة الشاى المغشوش، وتقليد ماركة معروفة، وبحوزته 850 كيلو شاى عبوات مختلفة الأحجام.

هذا ليس  مقتصرا على الواقعتين وهناك وقائع أخرى على مستوى الجمهورية، إذ هى وسيلة فعالة لتحقيق الربح السريع فى الوقت الذى يبحث فيه المستهلك عن توفير ولو بضعة قروش فى كل سلعة، وبالتالى وجدت تلك المنتجات ضالتها نحو المستهلك الذى لا يعنيه سوى السعر فى النهاية، وطالما كان فى متناول اليد إذن فالمنتج سليم، ولكن حفاظًا على أرواحهم نعمل باستمرار على ضبط المزيد من تلك المنتجات والتى انتشرت فى محافظات مصر.

«تستطيع القول أن الشاى المغشوش هو عبارة عن تراب تم تغليفه داخل أكياس لعلامات تجارية شهيرة، وتبدأ العملية بشراء مادة أديست، وهى مستوردة من الهند عبارة عن شاى غير معبأ، وذى لون فاتح تستطيع أن تميز بينه وبين الشاى السليم، وبالتالى يلجأ صاحب المصنع إلى إضافة صبغة حمراء اللون وهو ما يجعل الشاى أحمر أثناء تناوله، وبعد وضع الصبغة بأيام قليلة ربما لا تزيد عن أربعة إلى خمسة أيام يتم تجفيفه تمامًا لمنع تسلل الصبغة منه، ومن ثم يتم وضعه داخل العبوات المعدة مسبقًا لهذا الغرض».

 طريقة التحضير لا تختلف من مصنع إلى آخر وجميعها واحدة ولكن تختلف العبوات، فهناك أشخاص يقومون بتقليد الماركات العالمية وآخرون يقومون بتصنيع عبوة تحمل اسما جديدا وعلامة تجارية جديدة دون وجود سجل تجارى وبطاقة ضريبية وموافقة من وزارة الصحة، ويعتبر هذا الصنف قليل الانتشار خوفًا من افتضاح أمره مع الحملات التموينية التى تجوب المحال التجارية وسهولة رصده، وبالتالى يجد رواجا فى الأقاليم والريف حيث لا يسأل أحد عن اسم الشاى وماركته طالما كان موجودا، ومجرد أن يتم تعبئة الشاى المغشوش فى العبوات السليمة لا تستطيع التمييز بين الاثنين إلا عند تذوقه وغالبًا ما تجد له رائحة وأحيانًا تلقى اللوم على الزوجة التى قامت بتحضيره ونقول عبارة «الشاى كرف» فى إشارة إلى أنه التقط رائحة سائل غسيل الأطباق.

فهى صناعة لا تسبب ضوضاء ولا تحتاج إلى مساحة كبيرة،  ثم تقوم  بسكب كميات من الصبغة على الشاى وخلط الكمية ثم تقوم المجموعة الثالثة بوضعها داخل خلاط توكتوك، وهو خلاط صغير الحجم يستخدم فى صب العمدان الخرسانية وبناء المنازل ولكنه صغير الحجم، وتستمر عملية الخلط لدقائق، وأخيرًا يتم وضع الشاى فى غرفة وتسليط الضوء عليه لتجفيفه وأحيانًا نستعمل الهواء الساخن، ثم تأتى مرحلة التعبئة ولصق العبوات باستخدام معدات مجهزة لذلك

وقد وصف صناعة الشاى، التركيبة المغشوشة بـ«القاتلة»، و «العبوات المستعان بها يتم تقليدها داخل مطابع وهى سهله للغاية، وقد حاولت الشركات وضع علامات مائية للتفريق بينها وبين المغشوشة لكن دون فائدة، وبالتالى لا بد من الإشارة هنا إلى خطورة تناول هذا الشاى المغشوش، ففى حال تناول الشاى الهندى ذى الفرز الرابع، فهو لا يصيب بأية أمراض فهو شاى بنهاية المطاف، ولكن إضافة صبغات عليه هذا هو الأمر الخطير والقاتل فى الموضوع، إذ تتسبب تلك الصبغات فى إصابة الأمعاء بسرطان وأورام حال تناوله بكثرة على المدى البعيد».

هناك ثلاث علامات تستطيع أن تميز بها الشاى السليم من المغشوش، الأولى اللون ففى حالة المغشوش يكون شديد الاحمرار، والعلامة الثانية الرائحة فيكون ذا مذاق سيئ ورائحته نفاذة، والثالثة تشعر وكأن هناك تراب داخل العبوة وذلك أثناء تفريغه من العبوة إلى الكوب وتستطيع رؤية الغبار بالعين المجردة».

 أوضح المستشار أسامة الرخ المحامى بالنقض والإدارية العليا، أن ما يحدث من غش لعبوات تجارية يندرج بالمخالفة لأحكام القانون رقم 281 لسنة 1994 والقانون رقم 67 لسنة 2006 والقانون رقم 82 لسنة 2002 والقانون رقم 359 لسنة 1956 والقانون رقم 24 لسنة 1977 والقرار الوزارى رقم 113 لسنة 1994، وهى جرائم تستوجب الحبس والغرامة على كل من يتورط بها.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الإثنين 11:08 صـ
13 ذو القعدة 1445 هـ 20 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:18
الشروق 04:59
الظهر 11:52
العصر 15:28
المغرب 18:44
العشاء 20:14