بناء الأوطان

بقلم : تميمي حبال 

مما لا شك فيه أن جميع الأمم والشعوب تسعى إلى بناء دولة قوية مستقرة،بكل ما تملك من طاقاتها ومواردها ، وذلك لتحقيق أهدافها المنشودة ، وبناء الدولة علم يحتاج إلى خبرة ودراية وإلمام بأحوالها والتحديات التى تواجهها ،وشتان بين فقه الأفراد والجماعات وفقه بناء الدول وإرادتها فى عالم سريع التحول والتغير لا يعرف سوى لغة التحالفات والتكتلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،وتحكمه قواعد وقوانين ومعاهدات دولية لا يمكن لعاقل فضلا عن دولة تجاهلها أو عدم التعامل معها أو عدم التكيف مع ما يفرضه الواقع الراهن.

إن الدولة حماية،الدولة أمان، الدولة ثقة ،الدولة استقرار،الدولة نظام،الدولة مؤسسات،الدولة بناء فكرى وسياسي واجتماعي واقتصادي وثقافى وتنظيمى وتشريعى،وبدون الدولة لا يوجد إلا الفوضى.

ومن أهم عوامل بناء الدولة:

تقوية مؤسسات الدولة الوطنية،واعلاء دولة القانون،دواة الدستور ،دولة العدل والحرية،وذلك يتطلب احترام الأفراد لقوانين الدولة وأنظمتها،الالتزام بٱداب المرور وضوابطه،ومراعاة حقوق الإنسان،.

والله عز وجل هو القائل (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ورسولنا علمنا(لا ضرر ولا ضرار).

فحفظ النظام واحترامه،يسهم فى بناء دولة قوية مستقرة؛ إذ لا بد لكل مجتمع من قواعد وقوانين تضبط سلوك أفراده ،وتحفظ للإنسان حقوقه ،ويلزم فيها بأداء ما عليه من واجبات ،وبدون احترام القانون والنظام،واعلاء دولة القانون والمؤسسات لا تستقر دولة ولا تتحقق فيها عدالة.

إن احترام القوانين واللوائح والقرارات والعمل بها والالتزام بعد من أهم عوامل بناء الدولة،القانون حماية لكل المواطنين،ولا يتصور بقاء مستقرا دون احترام القوانين،فلا بد وأن يتحمل كل فرد مسؤليته لتتحقق المصلحة العامة التى يحصد ثمارها المجتمع كله .

علمنا الصادق الامين (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،الإمام راع ومسؤول عن رعيته،والرجل راع فى أهله ومسؤول عن رعيته،والمرأة راعية فى مال زوجها ومسؤولة رعيتها،والخادم راع فى مال سيده ومسؤول عن رعيته). 

والمجتمع المسئول مجتمع متماسك،يعرف كل فرد دوره ويحترم غيره ،فما أحوجنا إلى هذا النظام والتزام القوانين ومراعاة حقوق الٱخرين،حتى يسود العدل وينعم المجتمع كله بالأمن والأمان والاستقرار،ونرى بلادنا فى المكانة التي تليق بها.

ومن عوامل بناء الدولة (البناء الاقتصادي) ،فهو من أهم الدعائم والتى لا تقوم ولا تبنى إلا بها ، الاقتصاد القوى يُمكن الدولة من الوفاء بالتزاماتها المحلية والدولية ،وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها،وحين يضعف الاقتصاد ينتشر الفقر والحرمان والمرض وتضطرب الحياة وتفسد الأخلاق،وتكثر الجرائم وتكون الفرصة سانحة واسعة أمام الأعداء المتربصين بالدولة محاولة إسقاطها،وادخالها فى فوضى لا تنتهي،فالأمم التى لا تنتج مقوماته الأساسية وتكون عالة على غيرها لا تملك كلمتها ولا استقلال قرارها.

وبناء الدولة يحتاج إلى إتقان العمل وزيادة الإنتاج فلا تنهض أى أمة إلا بالعلم والعمل والإتقان،وليس المطلوب مجرد العمل ولكن لابد من ٱداء هذا العمل على الوجه الذي ننال به رضا الله،وقد حثنا على ذلك ديننا ودستورنا القرٱن الكريم،فلاتجد ٱية تتحدث عن الإيمان إلا وأتبعها العمل الصالح،كما يجب على الإنسان أن يعمل ويجد ويتقن ويسعى للعما،(فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض أن يألكل من عمل بده وابتغوا من فضل الله).

(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه) 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أفضل ما أكل العبد ما كان من سعيه وكده)وقوله(ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل بده وإن نبى الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده). 

ومن عوامل بناء الدولة بناء الوعى الثقافى والدينية والفكرى والعلمى فإن غياب الوعي لا يسهم فى الاستقرار.ويتمثل ذلك فى تشكيل الوعى والوجدان والسلوك لأفراد الأمة جميعا ،ولا ننساق وراء الإشاعات المغرضة الكاذبة التي هدفها ايقاع الأمة ، ويجب أن نكون على وعى وحذر وان نتعظ بمن حولنا،وان نستفيد من تجاربهم ،ولن نبلغ المجد إلا بمحاربة من يحاول الهدم ونوضح اخطائه

متى يبلغ البنيان يوما تمامه؟ 

إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ...

على كل منا أن يجتهد ليحقق هدفه .فلن تنهض مصرنا إلا بنا وبجهودنا سترتقى.