"متعدد الأوجه" بقلم شيرين عبدالجواد
لقد طغي علي حياتنا النفاق والمجاملات التي زادت عن الحد الطبيعي ليس فقط في الحياة الواقعية بل في مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا ، فصار كثير من الناس يلبسون الأقنعة المزيفة لإخفاء حقيقتهم السيئة ونفوسهم المشوهة المريضة ويتسببون في هدم البيوت وفراق الأحبة وقطع الأرحام بالإضافة إلى قلب الحقائق لصالح المنافق ويصير الباطل حقًا والحق باطلًا .
والمنافق شخصية متآمرة بطبيعتها، يُظْهر غير ما يُبطن ويعمل في الظلام ويثير الفتن والدسائس ويتبع سياسة التبييت والتربص.
إن المنافق ليس أمينًا مع نفسه ولا مع الناس ، فهو يكذب علي الناس ليخدعهم ويكذب علي نفسه ليُرضي الناس ، فهو يعيش بشخصيتان تعيشان في جسد واحد ، إحداها تعبر عن نفسها من خلال المظاهر الخارجية التي يراها ويسمعها الناس كالملابس والابتسامات والكلمات ، والأخرى تعبر عن أعماقها الداخلية التي لا يطلع عليها أحد من الناس.
وهناك أسباب نفسية داخلية للنفاق مثل:
* الشعور بالنقص.
* الطموح الأكبر من القدرات.
* الحقد والغيرة.
* عدم رضا الإنسان بحاله من وضع ومكانة اجتماعية.
وعلاج النفاق يبدأ أولًا من الأسرة ، فالوالدان يجب أن يكونا القدوة أمام أبنائهم بالتحدث بكل صدق دائمًا، ومنحهم حرية التعبير عن آرائهم .
أما المدرسة فدورها تعليم الطلاب البعد عن الكذب والنفاق في المجتمع ، و مهم جدًا التركيز علي تدريس مادة التربية الأخلاقية لتصبح منهجًا وسلوكا اعتياديًا لهم مما يؤدي إلى تنشئتهم تنشئة سوية.
لذا يجب العمل علي بناء حياة عصرية قائمة علي الصدق والقيم الأخلاقية والدينية ، وبالتالي تضمن الدول الرقي الحضاري في المجتمع مهما شهدت من تطورات.
أيها المنافق ستظل موجود ، ولكنك ستظل أيضًا أحقر من في الوجود.
شيرين عبدالجواد ـ نيويورك


















