وداعا "كيرك دوجلاس" .. وداعا سهرات الحب الخالدة
كتبت : هالة صلاح
لم أحزن لرحيل ممثل أجنبي بقدر حزني علي رحيل الاسطورة "كريك دوجلاس"..بل حزني علي رحيل من امتعنا باجمل فيلمين اعشقهما هما "غزاة الشمال" و "سبارتاكوس" اللذان كانا لهما تأثيرا جميلا في حياتي وانا طفلة صغيرة ثم مراهقة فشابة.
لم تكن افلاما بقدر ما كانت حكاية ذكريات جميلة عشتها مع سبارتاكوس الزعيم والقائد والمحب والمقاتل في بيت والدي.. فمازلت اتذكر اجمل المشاهد واكثرها تأثيرا علي وجداني عندما التقي بحبيبته وهي سرية اي من العبيد وتعاني وتكابد اشد المعاناة علي يد الطغاة.
وكيف كان اللقاء الثاني بعدما انقلبت عربة العبيد عندما داهمت قواته الطغاة واخذ يبحث عنها وفجأة وجدها امام عينيه.. كيف كان اجمل لقاء.. وكيف عاش الحبيبان حياة الامل في الطبيعة مشردان ولكن محبان.. هو يقاتل من اجل إيمانه بقضية تحرير وطنه ومعه جيشه وهي تقاتل من اجل اسعاد الزعيم والقائد والحبيب لا يهمها الامل في التحرير لانها وجدت فيه كل الامل.. وجدت في حبها له الحرية.. وجدت في حبه لها الوطن والكرامة.
كانت هذه المشاهد تهزني بشدة وانا مازلت صغيرة.. لم افهم لغة الحب لكن ادركت معهم لغة الحياة..عشت معهم لحظات السعادة والامل.. تكونت بداخلي معني الحرية الحقيقية عندما تنبع من الايمان والحب معا.
وكان مشهد الفراق يسيل دموعي دون إرادتي..كنت اشاهده مرات عديدة في نادي السينما ورغم ذلك أبكي وهي تري الزعيم والقائد مصلوبا وترفع ابنها له وتعرفه بالأب والقائد والمحرر العظيم وتعده بانه سيكمل مسيرة والده العظيمة.
ينتهي الفيلم وتظل المشاهد عالقة في الذاكرة.
تنتهي المشاهدة وتظل مشاهد الحب باقية.
ينتهي الممثل والفنان وتظل ذكراه نابضة.


















