الوقوف على أبواب الربيع
ا. د. محمد المليجي اول امس الأحد كانت درجة الحرارة مرتفعة نسبيا والشمس ساطعة وكأنه إعلان على قدوم الربيع. خرجنا تلقائيا نحو البحيرة القريبة لنستمتع بهذا الجو الجميل على شاطيء البحيرة. ووجدنا امثالنا كثر ومنهم من يصطحب اطفاله ومنهم من يصطحب كلابه. كانت السعادة تطل من عيون الصغار الذين إندفعوا نحو البحيرة، ولكن الماء تقترب درجة حرارته من الصفر فمنعهم آباءهم من الإقتراب من الماء. اما الكلاب فقد كانت أكثر جرأة واندفعت تحتفل بالماء البارد جدا ولو لدقائق لتخرج منه وهي تنفض عنها بقايا الماء البارد. بجوار مقعدنا وجدت جزع شجرة مقطوعة حديثا كانت تظلل هذا المكان ولا ادري لماذا قطعوها ، هل كانت مريضة وتهدد بالسقوط؟ ولكن قطاع جزعها لا يدل على ذلك فخشب ساقها سليم وناصع البياض ليس به اي آثار للمرض. جلست اعد حلقات النمو الواضحة في الساق المقطوع ووجدت ان عمر هذه الشجرة ما بين ٥٠-٥٢ عاما، كانت تقف هنا دائما ويمر عليها بشر مثلنا كل وقت يستظلون بها ويغادرون دون ان يلاحظوا وجودها. اليوم فقط بعد ان اجتثت من الأرض سيلاحظ زوار البحيرة ان شجرة الصنوبر الجميلة كانت هنا وسيشعرون بغيابها عندما تلفحهم الشمس. الكثير من الناس حولنا مثل هذه الشجرة المقطوعة لا نشعر بأهميتهم ودورهم في حياتنا الا بعد ان يغيبوا عنا. وقفت عند جزع الشجرة المقطوع أتأمله اكثر من تأملي للبحيرة والحياة حولنا وتذكرت كل الأشجار التى غابت من حياتنا وأخرجت قلمي وكتبت على جانب من سطح الساق المقطوع ، شجرة صنوبر ولدت في 1970وماتت في شبابها في 2020
⇧


















