الفساد والنظام الطبقي والعرقي ....تبريرات ودوافع .؟
بقلم أ. غالب الحبكي/ العراق
إن أبواب المعرفة وتفاصيلها تفتح لنا أفق جديد يكشف لنا الأحداث والتطورات المترابطة والمتشابهة بين الماضي السحيق والحاضر و ذلك حسب المصاديق التي تركز و تكرر لنا الصور المتقاربه بينهما هذا بالرغم من اعترافنا بما قد يختلف معنا أدعياء "التجديد" بما يحلوا لهم لكونهم يظنون إنهم الأسياد والناس ولدوا عبيدا .
يجهلون كونهم ولدوا في ظروفا أفضل حالا من حال الفقراء الذين يعيشون في زوايا مظلمة من الجهل والتشرذم والفقر المدقع في بيئة غير صالحة للعيش البشري وهذا ليس ببعيد عنا إذ نجد تلك القراءات التي كتبها المفكرين والفلاسفة نبحث فيها أن استطعنا الكشف والتفكيك تلك الإشارات التي قد نجد أن حالنا يشابه حالهم والصور والأزمنه رغم اختلافها لكن نجد الشبه القريب جدا بالرغم من الإختلاف في حال المجتمعات البشرية متقارب مع حالها إلا أنها لا زالت تشهد تلك القراءات و تتكلم وتوضح حال الأزمنة الغابرة .
يقول فلاسفة الإغريق "أرسطو و أفلاطون" في نظرية ((أن العبد يولد عبدا وأن السيد يولد سيداً وأن الأسر السامية "الشريفة" التي تتبوء واجهة المجتمعات هي تتمتع بالعرق السامي وأنها محصورة في الأسر المعينة فقط.
طبعا قد نلاحظ أن العصر الذي عاشوا فيه الفلاسفة والمفكرين الإغريق اذ أننا نجد كيف كان التوزيع الطبقي في المجتمعات الإنسانيه البدائيه وهي التي تسمح لنا في الخوض قد نختلف معهم أو نتفق بما ذهبوا إليه و عليه أن الفلسفة القديمة وبالرغم أننا نقترب من الاتفاق معهم رغم الفرق الكبير بالزمان والمكان .
لهذا نقول أننا لا نختلف معهم إطلاقا بما توصلوا إليه من أفكار وأراء بيد ان أننا نراها صائبه بلا شك وهي المشكلة الأساس التي نعاني منها اليوم إذ كيف وصلت تلك الأسر التي تتحكم اليوم بمصيرنا وقوتنا وحريتنا فهي بلا شك نفس تلك الاسر التي أشاروا بما ذهبوا اليه؟
تلك التي لا تمتلك شيء إلا أنها تمتلك ذلك العنوان والواجهة الكبيرة من الأسماء الرنانه و أطلق عليها (الأسياد) و التي مكنتها وأعطتها أسماء "عائلتها" حق التصرف و الفرص بأن تكون وتصبح لها المكانة في العصور والمجتمعات ذات الطبقات التي تؤمن وتقدس (العرق السامي) أو الشريف او "المقدس" فهي إذن النظام الطبقي الذي أنشأ و وزع المجتمع وصنف الناس حسب الشكل واللون الذي يرغبون بما خطط له على شكل الطبقات والفئات والأعراق والقبائل.
العائلة المالكة ورجال الدين: وهولاء هم رأس الهرم لقيام النظام الطبقي أحدهما يسيطر على الآخر وتارتا يكون العكس بينهما ، فهم من يتحكمون بكل شيء وعلى هذا الأساس إذ نجد كلاهما من (الطبقة الأسرية) يقف بجانبهم المترفون وهولاء هم أوسع إستغلال للناس وتسيرهم حسب توجهاتهم ورغباتهم .
العائلة المالكة: هي التي تقوم بنهب أموال الناس بالقوة والقانون الذي هو دائما بجانب العائلة المالكة و ضد الفقراء ومع القوي الذي لديه القوة والمال .
أما الطبقة الثانيه: وهم "رجال الدين" فهولاء هم لصوص الله الذين يستغلون الفقراء وينهبون أموالهم وما ملكت إيمانهم بالتبرير والتشريعات التي يفرضونها كونهم ظل الله على أرضه فلا يستطع احد أن يعترض على تلك التشريعات التي تعد مقدسه.
هنا لا أعيب على المجتمع الذي أختار الدنيا لتصبح لديه الحياة عبارة عن ( قطعة خبز ) وهذا الأخير لا يفرق بين الإنسان والبهيمة ليعمل بالطريقة الحيوانية هي إلغاء العقل وهنا خرج من الإنسانية ليدخل إلى الحيوانية البهيميه وهكذا نجد الكثير من العبيد على هذا الحال .
المترفون : هم من يساندون الظلم والفساد والإستبداد ويشايعوا الظالمين والدجالين ويبرروا أفعالهم إذ أن هولاء هم العبيد الذين يحافظوا على دنياهم وفتاتها ومفرداتهم الزائلة الفانية فهم لا يرغبون بالحياة الحرة السعيدة والتحرر من العبودية والجهل والفساد .
هولاء يحافظون على حياتهم وراحتهم الجسدية هي لعق القصاع والتملق لأسيادهم من أجل وظيفته و منصبه أو واجهته الاجتماعية التي يتمتع بها بأي شكلا من الأشكال ومصاديقها كثير إذ يصرحون بكفر وفساد رؤوس أحزابهم وتياراتهم ومؤسساتهم وبنفس الوقت نجد هولاء العبيد يبررون ويخضعون ويقرون ويساندون منكرات ورذائل وفساد من يتبعون ، لأنهم عبيداً قروا أن أسيادهم وهم تحت رعاية المترفين الذين يوفروا لهم ذلك الحال وماهم عليه فهم سبيل للحصول على المال والطعام والشراب وهؤلاء الذين يشملهم تصنيف العبيد.


















