علم الدين يكتب : مصر عصية على الإعاقة
كتب : رامي لبيب
وجهة نظر ..
الذين خططوا ونفذوا يعرفون جيدًا مفاتيح شخصية مصر، والمعادلات الحاكمة لمسيرة مصر الحضارية، فمصر هبة النيل ، ونهر النيل كان أساس بناء الحضارة الفرعونية، التي نشأت منذ سبعة آلاف سنة قبل التاريخ، والتي مازالت إلى الآن مصدر إلهام للعالم أجمع، وبناء عليه فمصر تَهْدم من منابع نيلها، وتَهْزم من رأس فرعونها، فالنيل الفائر يصنع مصر القوية، والنيل الغائر يصنع مصر الضعيفة.
كانت المرحلة الأولى من مشروع الإعاقة هى العبث برأس الفرعون، وليس هناك أفضل من شخصية تميل إلى التمثيل لكي يتم التحكم فى تفكيرها وسلوكه.
وكانت الموجة الأولى من المرحلة الأولى هى هدم الثوابت الوطنية ومكتسبات الدولة السياسية والإقتصاديةوالإجتماعية والثقافية، والتي ولدت مع توقيع إتفاق كامب ديفيد.
ثم كانت الموجة الثانية من المرحلة الأولى وهى زراعة اليأس والتخبط والتحجر والموت البطئ ، وبدأت بمشهد اغتيال السادات ـ رحمه الله ـ فى ذكرى أعظم أيام مصر الحديثة السادس من أكتوبر بما له من ذكري ومغزي انتصار تاريخي عظيم .
المرحلة الثانية بموجتها الأولى والتي تولى فيها مبارك مقاليد حكم البلاد وصاحب فترة حكمه نجاحات على المستوى الدولي وإخفاقات على المستوى الإقتصادي فسادت البطالة وغابت التنمية والعدالة الاجتماعية ، ولجأت الدولة إلى الخصخصة، كما بدأت الأزمات العالمية الاقتصادية بالظهور ابتداءً من ضرب مبنى التجارة العالمية ٢٠٠١، تلك الأزمات عصفت بالجميع خاصة الاقتصاديات النامية في بالشرق الأوسط .
لكن مصر ..فجر الضمير الإنسانى وأيقونة الحضارة التاريخية، تأبى وترفض مشروع الإعاقة، فتخرج لتعلن العصيان ٢٥ يناير ٢٠١١، ليتنحى مبارك ، وتخطو بكل ثقة نحو مستقبل تحفره بأظافرها بأيدي المخلصين فقط من شعبها لا المتربصين المنتظرين كبوة أو فشل لتقاوم المرحلة الثانية بموجتها الثانية وتتخلص من فخ الحكم الديني، وتهرب من فك الفتنة الطائفية، فنهض الشعب مرة أخرى في ثورة ٣٠ يونيه ليقضي على أطماع الجماعة الأرهابية في السيطرة على البلاد، وتستمر مصر في الجهاد لتحمى نيلها متسلحة بإيمان قوي بالله وبثقتها في نفسها، وبالواثقين من شعبها الذين يعرفون قدر مصر وقيمتها ويدركون حجم وخطورة التحديات أمام نهضتها، لقد تأخرنا، ولكن لم نكن أبدًا بعيدين عن أحضان نيلنا الغالي، ونحن قادرون على استعادة السيطرة مرة أخرى، وحتى فناء التاريخ.
وهنا أستشهد بجزء من كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 71 سبتمبر 2016 "وأنوه هنا إلى أن ميثاق منظمة التربية والثقافة والعلوم اليونسكو تضَمن أن الحروب تتولد فى عقول البشر ، وأنه فى تلك العقول يجب أن تُبنى حصون السلام . وأؤكد أمامكم من هذا المنبر، أن آفة هذا الزمان هو الإرهاب الذي تبثه دعاوى التطرف والعنف في عقول البشر. ومن ثم، فإن علينا أن نغرس فى تلك العقول قيم التعايش وقبول الآخر"
فصدقوني : مصر ..عصيه علي الإعاقه...!


















