غابة الميكروبات النافعة التي نعيش فيها وتعيش معنا

ا. د. محمد المليجي   ربما تتعجب من العنوان ولكنه الحقيقية العلمية الثابتة فنحن نعيش داخل غابة من الميكروبات بل تعيش فينا أيضا غابات من الميكروبات النافعة التي تحرسنا من الميكروبات الضارة وتدافع عنا بإفراز مضادات حيوية توقف أثرها ولكن المصائب تأتي إلينا وتحدث الأمراض عندما تأتي إلينا مخلوقات جديدة لا تعرفها هذه الحراسة المستوطنة على جلودنا وفي أمعائنا ولا يستطيع الجهاز المناعي صدها فتسبب الأمراض كفيروس الكورونا Covid-19 على سبيل المثال.  تتم تغطية أسطح جسم الإنسان من الداخل والخارج ، على سبيل المثال الجلد والفم والأمعاء ، بملايين الكائنات الحية الدقيقة الفردية التي لا تسبب لنا أي ضرر.  في الواقع أنها تساعد على حمايتنا من الإصابة بالميكروبات الضارة.  تُعرف باسم نباتات الجسم الطبيعية.    يبلغ عدد الخلايا البكتيرية الطبيعية التي تعيش على الجسم حوالي 100 مليون خلية.  هذا العدد أكبر بعشر مرات من 10 مليون خلية تشكل جسم الإنسان. كل منطقة من الجسم تسكن فيها عشائر محددة من الميكروبات، فميكروبات تحت الإبط تختلف عن تلك التى توجد في القدم وميكروبات الجفون تختلف عن تلك الموجودة حول الفم وميكروبات الأجهزة  الداخلية تختلف عن تلك التى تعيش على الجلد.  قد تجد ٣-٥ انواع من الميكروبات تعيش في منطقة واحدة ولكنها لا بد ان تكون متوافقة ومنسجمة لا تظر بعضها ولكنها جنود تتعاون من اجل صد ميكروب بكتيري او فطري او فيروسي يهاجم تلك الجبهة بالذات.  ليس هذا فقط بالميكروبات تتوزع على وفي الجسم حسب إفرازاته في المنطقة ودرجة الحموضة والقلوية فتجد ميكروبات غدد العرق تختلف تماما عن ميكروبات الشعر والدهون المفرزة فيه.  في الحقيقة خريطة ميكروبات الجسم مذهلة وأجريت عليها دراسات كثيرة يتم على اساسها صناعة المراهم ووصف الأدوية التى تعالج الميكروبات الضارة ولا تؤثر على النافعة.  كل المخلوقات الحية كذلك بالميكروبات النافعة موجودة أيضا في النباتات على الأوراق والجذور وهي عموما جنود لا نراها ولولاها لانتشرت الأمراض وقضت علينا جميعا بل قضت على الحياة باكملها  لذلك فاختيار العلاج لأي مرض ليس عشوائيًا بل يمر بمراحل عدة من اهم أهدافها الاختيارية بحيث يقتل الكائن الممرض ولا يقتل الكائنات النافعة.  ربما يسأل البعض كيف تبقى هذه الميكروبات على الجلد بعد الغسيل والاستحمام والوضوء. في الواقع لا تزيل هذه المعاملات مهما حاولت بالليفة والصابون او المطهرات القضاء عليها فهي تتخذ لنفسها مخابيء لا تطالها هذه المعاملات بسهولة وإن نقصت قليلا فهي تتكاثر سريعا لتعود لمعدلاتها الطبيعية.   يجب ان تعرف ان اكثر من ٩٩٪؜ من الميكروبات نافع ويقدم لنا خدمات جليلة ولولاها ماكانت هذه الحياة وان ١٪؜ فقط والله اقل هو من الممرضات للإنسان والحيوان والنبات فلا حرمنا الله من نعمة الميكروبات.   الصور المرفقة تبين الميكروبات في فمك وعلى لسانك وعلى الجلد وداخل الامعاء كأمثلة.