محسن طاحون يكتب : لاتجعلوا أولادكم فضاءً لتحقيق أحلامكم
بقلم : محسن طاحون
من واقع قصص مريرة لأولاد ضلوا الطريق وانقضى مستقبلهم، والبعض منهم رغم صغر عمره محبوس في قضايا، ولعل لقاسم المشترك الأعظم فيها هو غياب التربية أو ضعف التربية.
أولاد في عمر الزهور وضاعت حياتهم، لذا وجب التنوية، ولا تستهينوا بالموضوع، فهناك حكايات تُدمي القلوب، حفظ الله أولادنا وأولادكم بكل خير، وبصرنا بما خفى عنا.
وأوجه رسالة إلى كُل راعٍ عن رعيته"رجاءً لا تجعلوا من أولادكم فضاءً لتحقيق أحلامكم أنتم، هُم أبناؤكم وهذا صحيح، هُم بضع منكم وهذا صحيح، هُم أغلى الناس على قلوبكم وهذا صحيح، إنما هُم ليسوا أنتم، ليس بإمكانكم أن تُقرروا عنهم، فقدمضى ذاك الزمن وولى، ماعاد أحد يعيش في جلباب أبيه، فالكُل يبحث عن نفسه، يبحث عن ذاته.وهذا أمر طبيعي و مشروعلأننا خُلقنا بميول وأماني وأحلام ورؤى مختلفة، فما تهواه أنت قد لا يُطيقه ابنك، والصورة التي تمنيتها لنفسك ذات يوم ابنك ليس مسؤولاً عن تحقيقها لك وإن حاول، فهذه صورة ظالمة من صور البر.
من فضلكم اعرفوا ميول أبناءكم ،أعينوهم على تنمية قدراتهم وشجعوهم على تحقيق ذاتهم من خلال ملكاتهم الخاصه بهم، فإن أفضل ما يقوم به الآباء مع أبنائهم هو مُساندتهم ومُساعدتهم لأبنائهم في الاستدلال على هويتهم الخاصة بهم وفق مُلاحظاتهم كأهل لمستوى قُدراتهم وما يميلون لعمله في هذه الحياة .
أنتم السند لأحلام أبنائكم وليس العكس، وساعدوهم في بناء شخصيتهم المستقلة، فأنتم بعد عمر طويل لن تكونوا معهم، نمّوا فيهم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة في حياتهم، علموهم ولا تعنفوهم ، فالمُعَلّم خير من المُعَنّف.
وتعتمد تقوية شخصيّة الطّفل بشكل أساسي على مستوى التّشجيع الذي يتلقاه منكم ، فأثناء تطوّره سيمر خلال الكثير من لحظات الفشل والإحباطات، وهنا يأتي دوركم لدعمه وتشجيعه على استمرار المحاولة مرّة تلو الأخرى حتّى يُحقّق النّجاح فيما يقوم به مهما بلغت بساطة الأمر.
كما يتعيّن عليكم الثّناء على هذا النّجاح ومدح ما قام أولادكم ببذله من مجهود لإنجازه، ودعوة أولادكم لتجربة المزيد من الأمور في المرّات اللّاحقة، ويتعين عليكم التّركيز على إيجاد نقاط القوة والصّفات الإيجابيّة والمواهب الّتي يتمتع بها أولادكم بعيدًا عن التّركيز على نقاط ضعفهم أو أخطائه كوسيلة لتنمية قوّة الشّخصية لديهم.
كما يتطلّب ذلك أن يتم تشجيع أولادكم على تنمية مواهبهم والخصال الّتي يتميزون بها، وعدم إيلاء الاهتمام لمناطق الضعف لديهم وصرف النّظر عنها.


















