رامي لبيب يكتب : فيروس كورونا مجهول النسب

كتب : رامي لبيب 

هل "كورونا المستجد" هو تطبيق فعلي لنظرية "توماس مالتوس" حول الإختلال بين الزيادة في السكان والزيادة في المواد الغذائية فتتدخل الظروف " الإيجابية " من حروب وأوبئة وكوارث فتخفّفُ عدد السكان للحفاظ على الحياة على الأرض؟

كافة المعلومات عن فيروس كورونا منقوصة وقابلة للتجديد والتغيير، لماذا انتشر في "ووهان" المدينة الصناعية وليس في المدن الكبرى شانغهاي وبكين؟ ثم في إيران؟ 

وهل الولايات المتحدة وراء ذلك؟ لا يُمكنُ إتهام واشنطن لمجرد التخمين، أو تبرئتها كونه بدأ ينتشرُ فيها أو في دول تابعة لها. 

الشعب الأمريكي ليس مميزًا عند أصحاب رأس المال، ولن يهتموا بموت عشرات الآلاف بمرض معدٍ ضروري ليبدو كل شيء كوباءٍ طبيعي.

إذًا لماذا لا تملك واشنطن لقاحًا للمرض حتى الآن ؟ اللقاح ليس لإنقاذ الناس بل للإستثمار الإقتصادي والأهم الإستثمار الإستراتيجي، فالعالم على شفا أكبر كارثة إقتصادية، ولابد من امتلاك أسلحة مختلفة وإعادة هيكلة الإقتصاديات وربما تشكيل أو إنهيار دول، لتجاوز الكارثة القادمة التي ستكون على حساب الشعوب.

 فيروس كورونا جاء ضمن هذا السياق لسرعة بدأ الإنهيار الإقتصادي العالمي القادم، ولعل هبوط أسعار النفط إلى ٣٤ دولار فجأة، بات واضحا للجميع انه محاولة اغتيال لأرامكو، في محاولة في التخلص من إمبراطوريتها، والتمهيد لطرحها للبيع بعد هبوط حاد في أسهمها بالبورصة العالمية.

هل الصين هي من قامت بنشر الفيروس ؟!

هناك وجهة نظر تفيد بأن الصين نشرت هذا الفيروس وتخلصت من بضعة آلاف من سكانها وهي تملك العلاج، إنتصرت عليه بعد أن نشرتهُ في العالم، وإستطاعت التخلص من الشركات الأجنبية المالكة والعاملة على أراضيها لتصبح تلك الشركات ملكها بعد أن اشترتها بأبخس الأسعار، لكن خسائر الصين الحالية والمستقبلية أعلى من الفوائد التي ستجنيها، والتنين الصيني ليس بهذا القدر من الغباء كي ينجرف لهذه الكوارث. 

لماذا نجحت الصين في السيطرة على الفيروس ؟ بدأ إنحسار الوباء في الصين والسبب أنّ الدولة المنظمة الحازمة هي من يحكم وليس رأس المال، شعارها (الدولة أولاً ثم رأس المال) كذلك هو الوضع في روسيا وإيران وكوريا الشمالية.

حيث قررت الحكومة الصينية ونفّذت فوراً حجزت 50 مليون مواطن صيني في منازلهم باللين والقوة، لم تلتفت الصين لأي مصالح إقتصادية بل كانت حازمة وسريعة جداً، ليس لأن المواطن همها الأول بل بقاء وقوة الدولة هو شغلها الشاغل، هذا هو السبب الرئيسي لانتصار الصين علي الفيروس.

انتشر الوباء في إيران نتيجة أخطاء من السلطة الحاكمة، التي سمحت لرجال الدين بالتمادي، الفيروس بدأ من مدينة "قم" الدينية وأخذ ينتشر، لكنّ الدولة عادت لتأخذ دورها لأنها الحاكمة ، وإن تركت الحكم لرجال الدين كليًا ستنهار إيران. 

أثبتت الدول الغربية فشلها في مواجهة فيروس الكورونا، السبب واضح (رأس المال هو الحاكم ولتذهب الدولة والشعب إلى الجحيم).

بتاريخ 31 ديسمبر 2019 أبلغت السلطات الصينية منظمة الصحة العالمية بإنتشار فيروس جديد في مدينة ووهان. منظمة الصحة العالمية المحكومة من رأس المال لم تتحرّك فعلياً سوى بتاريخ 22 يناير 2020، إنتشر الفيروس في الصين والعالم يتفرج ببلاهة.

معظم الدول لم تتخذ أية إجراءات إحترازية، وصل الفيروس فرنسا بتاريخ 25 يناير ثم ألمانيا، وبدأ ينتشر، ولم تغلق الدول الأوروبية حدودها إلا منذ أيام، بعد مرور شهرين ونصف، أطلت علينا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوباء سينتشر ليصيب ثلثي الشعب، ورئيس وزراء بريطانيا جونسون العدد الحقيقي للإصابات أكبر بكثير مما نعرف، استعدوا لوداع أحبائكم، وزعماء آخرون كالفرنسي ماكرون الكورونا أسوأ كارثة صحية لهذا الجيل، هل هذه نبوءة أم توقع أم معلومات مُبيتة ؟ 

عدد الإصابات في ألمانيا عندما أتحفتنا السيدة ميركل بتصريحها كان أقل من ألفي إصابة، أي يمكن حصرها في واحدة من أكثر دول العالم تطوراً. اليوم عدد الإصابات 6000 إصابة والرقم يتضاعف.

الوباء أصبح عالمياً وصالات القمار والملاهي والعبارات والمطاعم والمهرجانات والأسواق، كانت مفتوحة في أوروبا حتى قبل يومين، وبعد أن إنتشر الفيروس بشكل ربما "مدروس" ومخطط له، قررت الحكومات الإغلاق لكن بعد فوات الأوان ! الحقيقة أن قرار الإستمرار كان من رأس المال المسيطر وقرار الإغلاق أيضًا. 

هل المطلوب التخلّص من بضعة آلاف أو ربما مئات الآلاف من الضعفاء والعجزة الذين يعتبرهم “الأثرياء” عالة إستهلاكية غير إنتاجية في الغرب؟ ثم ماذا فعلت كافة الدول الغربية للوقاية من الوباء؟ ما هي الإجراءات الإحترازية؟ لن نتحدثَ عن إيطاليا التي أظهرت عجزًا مُخجلًا في القطاع الطبي، كونها القوى الاقتصادية الرابعة، أليس مُعيبًا أن تُفقدَ المواد الغذائية والمعقمات الطبية والكمامات في ألمانيا ؟

 لقد علمت وغيرت الصين العالم كله وستعلمه وتتسيده في المستقبل القريب، الصين هي الإمبراطورية التي ستسقط رأس المال، فهل ستبقى واشنطن مشاهدة بصمت أم ستتحرك بكافة الوسائل والسبب لتحمي نفسها من الإنهيار ؟

الكورونا انتهت في الصين وبدأت في العالم، والأسوأ ما زال في علم الغيب، لا حصانة لدولة ضده والخبراء الألمان يتوقعون الأسوأ في الأسابيع القادمة، الفيروس غير من صيغته وأصبح أشد شراسة تشخيص المرض بفحص سريع غير موجود، الأمور خرجت عن السيطرة والوقاية هي الأهم، لاعلاج مكتشف ولا لقاح في الأسواق، ومعظم ما تسمعونه حول هذا الموضوع غير صحيح.

نلجأ إلى الله.. ونبقى في منازلنا.