" توابع كورونا" بقلم شيرين عبدالجواد
كتبت : شيرين عبدالجواد ـ نيويورك
في بداية العام ٢٠٢٠ كان التفاؤل يسود أسواق العالم بعد اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية والصين مبدأيًا علي إنهاء نزاعهما التجاري وحسم بريطانيا موقفها من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وفي مصر نشطت السياحة كثيرًا وبدأ الجنية رحلة صعود منذ نهاية٢٠١٩ ، وكانت الحكومة المصرية تستعد لتسجيل أعلي معدل نمو استنادًا إلى الأرقام الجيدة التي حققها برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته منذ عام ٢٠١٦ بتحرير سعر الصرف والتعاون مع صندوق النقد الدولي بالإضافة إلى خفض معدلات التضخم.
ومع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد١٩) تأثر الاقتصاد العالمي لأن إجراءات مكافحته والتخلص منه هي إجراءات بطبيعتها معاكسة لمعظم أسباب انعاش الاقتصاد.
ومثل دول العالم فقد تأثرت الخطط الاقتصادية لمصر خاصة المتعلقة بإيرادات السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج التي تعد أحد أهم ايرادات النقد الأجنبي في مصر بل تتصدر كافة المصادر الأخري من النقد الأجنبي سواء اإرادات قناة السويس والسياحة والصادرات(غير البترولية) وحتى الاستثمار الأجنبي المباشر.
وقد وصلت تحويلات المصريين بالخارج إلى حوالي ٢٦ مليار دولار في نهاية ٢٠١٩ م، وأهمية التحويلات تتعدى كونها فقط مصدر للنقد الأجنبي ، فهي من الممكن أن تقلل من فجوة التمويل التي تلزم الاستثمار والتنمية .
وفي ظل الظروف الحالية فإن مصر في حاجة الي استمرار تكاتف أبناؤها في الخارج في الحفاظ قدر الإمكان علي استمرارية تدفق تحويلاتهم ، لما تمثله من أهمية كبيرة كأحد روافد العملة الأجنبية الرئيسية إلى مصر ، حيث ستساهم بقدر كبير في دعم الاقتصاد المصري واستكمال مشروعات التنمية الجاري العمل بها من أجل حياة أفضل لأهالينا في مصرنا العزيزة.
مصر الآن في حاجة إلى مساهمة كل المصريين بالخارج بتحويل أموالهم من خلال القنوات الشرعية وأيضًا مشاركتهم في الفرص الاستثمارية في مصر وفي الاستثمار العقاري.
نحن نعطي لنحيا ، لأن الامتناع عن العطاء سبيل الفناء..وخير الناس أنفعهم للناس.


















