الدولة المصرية وإدارة الأزمات
السيد أحمد مسعود - مملكة البحرين ...
أثبتت أزمة كورونا أن مصر لديها دولة منضبطة ومستعدة لمواجهة أي خطر جسيم كما أثبتت عمق العلاقة الخاصة التي تربط بين الجيش والشعب وما رأيناه من عمليات تطهير وتعقيم قامت بها وحدات من القوات المسلحة لهي خير دليل وبرهان علي ذلك ، وفقد الجيش إثنين من خيرة جنرالاته جراء تعرضهما للإصابة بفيروس كورونا دفاعا عن هذا الوطن الغالي - نحتسبهم عند الله من الشهداء - يعطي هذه العلاقة المتميزة بعدا أكبر .
كما نجح الإعلام المصري بدرجة إمتياز في التعاطي مع الأزمة من برامج توعية وإعلانات ورد علي الشائعات والأخبار الكاذبة ...ساهمت في خلق وعي مجتمعي عن الوباء وآثاره المدمرة علي الإنسان وصحته ...
إن عبء درء الأخطار والمصائب يقع علي طرفين هما الدولة والشعب فإذا تكاتف الطرفان وتوحدا نجحا في التغلب علي الخطر ودحره وقد شاهدنا كيف يتعامل الشعب المصري مع خطر فيروس كورونا وانقسم الشعب الي فئتين منضبطة وغير منضبطة ككثير من شعوب الأرض التي تعاملت مع الوباء واظهرت هذه التجربة أن هناك إنحراف سلوكي خطير لدي كثير من أفراد الشعب المصري أبرزها ظاهرة التحايل وهو الأمر الذي سيجعل الدولة لإتخاذ إجراءات تنتقل من الدعوة بالإلتزام إلي الأمر بالإلزام حماية للمجتمع ...
علي المستوي المحلي أثبت سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته المسئول الأول عن أداء الدولة بأنه مايسترو يقود الدولة لنجاحات ملموسة علي كافة الأصعدة ... وفي خطابه الأخير للشعب أشاد الرئيس بالكوادر الطبية والإعلام وكانت رسالته لشعبه تحمل الطمأنينة ، كما أن حزمة الإجراءات المالية بدءا بتوفير السلع الغذائية ومعالجة فوائد القروض ورصد ١٠٠ مليار جنيه مصري لمعالجة أزمة فيروس كورونا وإنتهاءا بضخ ٢٠ مليار جنيه لتنشيط البورصة أثمرت علي قفزة كبيرة في أداء البورصة المصرية أشاد بها رجال المال والأعمال علي مستوي العالم ..ودعا الرئيس جموع المصريين الإلتزام بالإجراءات الوقائية وأن نتجنب إرتفاع أعداد المصابين حتي نهاية هذا الأسبوع والأسبوع الذي يليه ....
وعلي المستوي العالمي :
بلا شك أن عالم مابعد كورونا سيختلف حتما عن عالم ماقبل كورونا وسيترتب علي هذا التغيير والإختلاف بزوغ عالم جديد كشف عن ملامحه ستكون الصين هي ملهمة هذا العالم وستأتي قيادة العالم هذه المرة من الشرق بعد أن أثبتت الولايات المتحدة الأمريكية فشلها وضعفها في حماية شعبها وشعوب حلفائها من فيروس كورونا وعجزت عن تقديم يد المساعدة لنفسها ولغيرها ..
وأخيرا نتمني من الله أن يحفظ بلادنا وبلاد العالم من الأوبئة والشرور وأن تسفر هذه التجربة عن تعاون أكبر في خدمة العالم والبشرية جمعاء ....


















